8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

قراءة ديبلوماسية للدور الأوروبي مع انتهاء مهمة موراتينوس

مع انتهاء مهمة المنسق الأوروبي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط ميغيل انخل موراتينوس آخر حزيران الجاري، ورغبة الاتحاد الأوروبي في تعيين خلف له خلال أيام، تنطوي محطة من محطات الدور الأوروبي في الشرق الأوسط لتبدأ أخرى.
غير أن موراتينوس الذي التصق اسمه بمساعي السلام في المنطقة، بالتفاؤل بالحل مهما حملت الظروف الأمنية والعسكرية من صعوبات، وعلى مدى مهمة امتدت لست سنوات ونصف السنة، كيف يقوّم لبنان دوره، ومن خلال موقعه دور الاتحاد الأوروبي.
تؤكد المصادر الديبلوماسية المعنية، ان لبنان يعوّل بشدة على الدور الأوروبي في إحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، لأن للاتحاد مواقف في أسس السلام أكثر قرباً من الثوابت العربية. وأمكن تقويم دور الاتحاد على مر السنوات السابقة، فقد أدى موراتينوس الكثير في هذا الإطار، على النحو الآتي:
ـ أولاً: استطاع أن يقوم بدور المحلل الجدي للأفكار، فضلاً عن نقلها بين الأطراف المعنية في المنطقة، والأخرى المعنية بالإشراف على الحل، وإقامة أفضل مستوى من التنسيق والتشاور بينهم.
ثانياً: يعتبر الاتحاد وسيطاً مقبولاً لدى الطرفين العربي والاسرائيلي، الأمر الذي عزز موقفه، وأمّن استمرارية دوره، وكذلك مستقبل هذا الدور.
ـ ثالثاً: ان الاتحاد الأوروبي هو مسؤول رئيسي عن صياغة الخطط التي تؤدي إلى الحل، والاتفاقات. وآخر ما قام به هو صياغة "خريطة الطريق" على المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي، وبفعل الدور الأوروبي أضيفت إليها العبارة التي تحدثت عن المسارين اللبناني السوري مع اسرائيل، وذلك بناء على رغبة كل من لبنان وسوريا.
رابعاً: عمل الاتحاد على إصدار بيانات، ما لبث فرقاء المجموعة الرباعية الدولية ان اعتبروها مرجعاً في النهاية. وهذه البيانات كانت تتضمن تلخيصاً للوضع واقتراحات للحلول، بنيت على دراسات جدية وجيدة، فعاد باقي الأطراف إليها واعتمدوا الجزء الأكبر منها.
خامساً: ان الاتحاد الأوروبي أدى دوراً اقتصادياً في الشرق الأوسط. إذ كانت ترسي عليه عملية تمويل إعادة الإعمار والتأهيل، وتطوير الخدمات والبنى التحتية والتنشيط والنمو الاقتصاديين. وهذا ما حصل بالنسبة إلى الأراضي الفلسطينية، فضلاً عما قام به اثر انسحاب اسرائيل من الجنوب اللبناني.
سادساً: دور المراقبة على الأرض والمتابعة الميدانية لما يحصل والشاهد الحي على الأحداث، فهم حتى الآن لا يزالون يأملون دوراً على الأرض كمراقبة بين الفلسطينيين وإسرائيل، خصوصاً انهم يطلقون باستمرار فكرة إرسال مراقبين.
سابعاً: ان الاتحاد عضو في المفاوضات المتعددة الطرف التي ستعاود بعد استئناف المفاوضات الثنائية على المسارين اللبناني والسوري مع اسرائيل اثر المؤتمر الدولي المزمع عقده.
وتوقفت المصادر عند ما يلي:
ـ ان الاتحاد لم يستطع تأدية الدور الضاغط الحقيقي، حتى ان هناك فترات مرّ بها الاتحاد كان همه فيها الحفاظ على دور ما ولو في حدود معقولة بسبب ما تعرض له من ضغوط اسرائيلية.
ـ ان دور الاتحاد لا يزال يصطدم بمعوقات من جانب الولايات المتحدة الأميركية ولعل أبرزها أخيراً محاولته ايجاد "خريطة طريق" للمسارين اللبناني والسوري، والتي توقفت عند حد الفكرة التي لم تتبلور، والسبب ان واشنطن ليست الآن في وارد تفعيل هذه الفكرة. لكن البراعة الديبلوماسية التي يتمتع بها دور الاتحاد الأوروبي والمحكومة بالتفاؤل ستؤدي إلى ان يعيد طرح توسيع الخريطة من جديد في الفترة المقبلة على الدولة العظمى في محاولة جديدة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00