ما هي طبيعة مهمة المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تيري رود لارسن؟ وماذا سمع في بيروت؟
مصادر وزارية أوضحت لـ"المستقبل" ان لزيارة لارسن هدفين، أولهما لبناني حدودي وثانيهما شرق أوسطي يتصل بالسعي إلى إقامة سلام فلسطيني ـ إسرائيل.
وقالت المصادر ان لارسن قام باستطلاع موقف لبنان من التطورات على الحدود وفي المنطقة لتضمين ذلك الإحاطة التي سيقدمها إلى مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط، بعد انتهاء جولته الحالية في المنطقة وهي إحاطة دورية يقوم بها.
وفي هذا الإطار، أثنى لارسن مرات عدة على الهدوء في الجنوب وطلب استمراره والإبقاء عليه.
ولفت لارسن إلى ان لبنان يعرف جيداً موقف الأمم المتحدة من موضوع إرسال الجيش إلى الجنوب، وقال بالنسبة إلى شكوى المسؤولين هنا من الخروق الاسرائيلية: هي حقاً خروق للخط الأزرق، ولكن لا بد من استمرار الهدوء لبنانياً، ولأن الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الجنوب ستيفان دي ميستورا يقوم بدور ايجابي سعياً لوقف هذه الخروق.
ولم يثر لارسن اطلاقاً أية مسألة متعلقة بـ"حزب الله".
اما الهدف الثاني المتصل بالتسويق لخريطة الطريق، فقد فهم المسؤولون اللبنانيون ان لا شيء جديداً بالنسبة إلى إطلاق المسارين اللبناني والسوري مع إسرائيل، بل ان المسؤول الدولي شرح في بيروت أهمية تنفيذ خارطة الطريق التي ستقدم افقاً واسعاً في اتجاه السلام الذي يجب ان يشمل لبنان وسوريا ايضاً.
وكشفت، ان لارسن أبلغ لبنان ان "الخارطة" خطة كاملة شملت مختلف التفاصيل التي تحتاج إليها العملية السلمية في الشرق الأوسط.
ونقلت عن لارسن قوله، ان المجموعة الرباعية الدولية تعتبر موافقة إسرائيل على الخارطة أمراً جيداً ويعول عليه.
واستدرك لارسن بالإشارة إلى ان اهتمام المجموعة ينصب حالياً على اللقاء الأميركي ـ الفلسطيني ـ الاسرائيلي الذي تحدد موعده المبدئي في الرابع من حزيران المقبل في العقبة، أو شرم الشيخ، وسيضم كما هو معروف، الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون.
ويرتقب ان يحقق هذا "اللقاء الثلاثي" تفاهماً على المراحل الأولى لتنفيذ "الخارطة"، لجهة المطلوب انجازه فلسطينياً وإسرائيلياً برعاية مباشرة من بوش.
وأوضحت المصادر ان لارسن شرح في بيروت بصورة أساسية خارطة الطريق، وتفسيراته لها، وماذا تعني له أكثر مما سمع من المسؤولين اللبنانيين موقفهم منها على اعتبار، انه بالتأسيس على نظرية "الحياد الظرفي"، ركز المسؤولون اللبنانيون مع لارسن على ضرورة تحريك مسارات التفاوض كاملة مع إسرائيل بما في ذلك المسارين اللبناني والسوري من اجل تحقيق السلام العادل والشامل لكي يكون دائماً.
وشدّد لبنان على أهمية انسحاب إسرائيل من الجولان السوري حتى حدود الرابع من حزيران 1967، وعلى حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم لأن المصلحة الدولية في توفير الأمن والسلم الدوليين تقتضي إعطاء الفلسطينيين حقهم كاملاً ورفض توطينهم في لبنان، لما يشكّل ذلك من عوامل تهديد الاستقرار.
وقالت المصادر، ان لارسن أعرب عن تفهمه، وموافقته كما موافقة المجموعة الرباعية على موقف لبنان من هاتين المسألتين، وهو أبلغ لبنان بوضوح ان واشنطن وعدت بالبحث في هذه الأمور والنظر فيها وأخذها في الاعتبار ولكنها لم تقل أبداً انها ستدخلها في إطار تعديلات على "خارطة الطريق".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.