لاحظت مصادر ديبلوماسية في بيروت أن زيارة المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تيري رود لارسن، لبنانَ غداً على مدى 24 ساعة، تصادف الذكرى الثانية للتحرير، التي أدى فيها دوراً لافتاً.
وأكدت المصادر ان أهمية زيارة لارسن، بيروت "هي في الحفاظ على دور الأمم المتحدة في المواضيع اللبنانية ذات الاهتمام الاقليمي والشرق أوسطي، لئلا تكون المنظمة الدولية غائبة عن التحرك، في ظل تحرك المجتمع الدولي، وفي طليعته الولايات المتحدة". ولفتت المصادر الى ان لارسن لن يعمد الى تسليم لبنان نسخة عن "خارطة الطريق"، لانه تسلمها من الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قبل نحو أسبوع، لكن تسلُّم لبنان الخارطة رسمياً سيسهّل على لارسن بحثها وتقويمها مع المسؤولين اللبنانيين، واستطلاع موقفهم منها، خصوصاً أن للبنان ملاحظات عليها سيبلغها الى لارسن، ولاسيما ضرورة دفع الحديث عن إعادة تفعيل المسارين اللبناني والسوري مع اسرائيل، مع المجموعة الرباعية الدولية.
وسينقل لارسن الى بيروت ما سمعه في اسرائيل عن تنفيذ "خارطة الطريق"، وسيجري تقويماً لأهداف ما أعلن حول استمرار نقل الأسلحة الى الفلسطينيين، بحيث انه يرمي أساساً الى ممارسة ضغط اسرائيلي على الجانب الفلسطيني أكثر مما هو على الجانب المتهم بإرسال الأسلحة. ويقع هذا الضغط في إطار رغبة اسرائيل في حصول أي عامل من العوامل لـ"خربطة" اللقاء الذي سيعقده الرئيس الأميركي جورج بوش مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس، والاسرائيلي ارييل شارون، ذلك بأن أي حدث أمني فلسطيني سيكون ذريعة لاسرائيل للتملص من البحث في "خارطة الطريق".
أما الموضوع الآخر، الذي سيبحثه لارسن مع المسؤولين اللبنانيين، بحسب المصادر، فهو الدعوة مجدداً الى استمرار الحفاظ على الهدوء على الخط الأزرق، لاسيما ان الأمم المتحدة تبدي ارتياحها في هذا المجال، وفي هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، وتدعو الى احترام الهدوء على هذا الخط وعدم تعكيره. لكن لبنان سيلفت لارسن الى استمرار اسرائيل في خرقها الجوي لهذا الخط ويطلب منه أن تتدخل المنظمة الدولية لوقفها.
وسيتطرق لارسن في بيروت ايضاً الى التقريرالذي تستعد الأمم المتحدة لانجازه بشأن عمل القوة الدولية في الجنوب "اليونيفيل"، والذي ستضمنه تقريراً في وضع الشرق الأوسط، وعلى الحدود اللبنانية الجنوبية، والذي يرتقب بموجبه ان يجدد لهذه القوة في آخر تموز المقبل، ولا يزال ثمة شهران للتجديد المرتقب، وفي هذه الاثناء سيضع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان تقريره بعد ان يكون لبنان قدّم طلب التجديد رسمياً الى الأمم المتحدة. لذا، ستكون زيارة لارسن، وما سيستطلعه في بيروت محطة مهمة قبيل التقرير الذي سيقدمه أنان الى المجلس طالباً التجديد لـ"اليونيفيل".
وسيفهم بعد زيارة لارسن ما إذا كان مهتماً بمعرفة تفاصيل موضوع ما يشغل بال اسرائيل أم لا. ولكن المؤكد انه سيناقش آفاق السلام الشامل في ظل تطبيق "خارطة الطريق".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.