أكدت مصادر ديبلوماسية بارزة ان مؤتمر الشراكة الأوروبية ـ المتوسطية الذي سيُعقد في جزيرة كريت اليونانية الاثنين والثلاثاء المقبلين على مستوى وزراء الخارجية، سيركز على تقويم الشراكة التي انطلقت في برشلونة في العام 1995، وعلى شرح المواضيع الأكثر أهمية على الصعيد الدولي، انطلاقاً من الحوارات الثلاثة التي كوّنت أساس الشراكة، وهي الحوار السياسي والأمني، والحوار الاقتصادي، والحوار الثقافي والحضاري.
تشارك في المؤتمر 27 دولة، بينها 12 متوسطية ضمنها لبنان، و15 أوروبية هي الدول الأعضاء في الاتحاد، تضاف إليها 10 دول وافقت على الانضمام الى الاتحاد في نيسان الماضي ولكنها تشارك الآن على انها مراقب، ريثما تنضم فعلا السنة المقبلة. لذا سيقوّم المؤتمر الأهداف الأساسية للشراكة مع تركيز خاص على التطورات الدولية التي حدثت في الأشهر الستة الاخيرة، ولا سيما الحرب على العراق، و"خريطة الطريق" التي نُشرت، والمسار السلمي للشرق الأوسط، فضلاً عن توسيع الاتحاد الأوروبي ليشمل 25 دولة سنة 2004، بعد تواقيع الانضمام أخيراً.
ففي مجال الحوار السياسي والأمني، ستُشرح التطورات الدولية من دون جدول أعمال رسمي، إلا ان المصادر أوضحت ان هذا الشرح سيتناول: الوضع العراقي، ومكافحة الارهاب الدولي، وفض النزاعات، وتقويم مسار برشلونة، والوضع العام الدولي والعلاقات الدولية.
وسيمثل وزير الخارجية والمغتربين جان عبيد لبنان في المؤتمر، فيلقي كلمة أمام المجتمعين عن نظرة لبنان الى هذه المواضيع المطروحة للنقاش، ويؤكد الثوابت اللبنانية حيالها.
وتعكس مشاركة لبنان في المؤتمر، بعدما آثر عدم المشاركة في مؤتمري فالنسيا 2002، ومرسيليا 2001، أمرين: الأول: اهتمامه بالعلاقات بالاتحاد الأوروبي ومدى أهمية الروابط اللبنانية ـ الأوروبية في شتى المجالات، والآخر: التزامه على انه عضو في الشراكة ومشجع لإرسائها، كي يستفيد من هذه المناسبة للتأكيد ان إحلال السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط يؤدي الى شراكة حقيقية ومتكاملة، والى منطقة متوسطية أوروبية مزدهرة ومستقرة سياسياً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً.
وسيأخذ الحوار السياسي، بحسب المصادر، القسط الأكبر من المناقشة في المؤتمر، مقارنة بالحوارين الاقتصادي والثقافي، وسيكون فرصة لتبادل الرأي، ولكن لن تصدر عنه مقررات أو بيانات، بل ستعمد الرئاسة اليونانية للاتحاد الأوروبي الى إصدار بيان بشأنه.
ومما لا شك فيه ان المشروع الفرنسي للأمن والدفاع المشترك الأوروبي سيكون مدار بحث، وهو الذي طرح أثناء الرئاسة الفرنسية للاتحاد، فضلاً عن السياسة الخارجية الأوروبية التي وضعت على المحك بعد الانشقاق في الموقف الأوروبي أخيراً.
وما ينبثق عن الشراكة واقعياً في المجالات الأمنية والاقتصادية، وعبر دورات تدريب ومحاضرات حول التشريع والقضاء ومكافحة المخدرات والجريمة والهجرة غير الشرعية، وتنسيق التدابير والقوانين والتعليمات لاستيعاب المجموعات من المهاجرين، كل ذلك في اطار الشراكة، لكن حلّت عقبة المشاركة الإسرائيلية بالنسبة الى الدول العربية المتوسطية، بحيث لا تضمّ مجموعات العمل التي يحضرها لبنان إسرائيل، التي تنضم هي ايضا الى مجموعة عمل فيها تركيا وقبرص.
وسيناقش المؤتمر حوار الحضارات والثقافات، وموقف كل دولة من هذا الملف وما أنجزه في هذا المسار.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.