8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

سولانا يسلم "الخارطة" ويستمع الى الملاحظات

كشفت مصادر ديبلوماسية رفيعة، ان تسليم الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا لبنان نسخةً عن "خارطة الطريق"، يدرج في اطار مهمات الاتحاد الاوروبي المتفق عليها لكونه احد افرقاء المجموعة الرباعية الدولية"، حيث إن ثمة تفاهماً في المجموعة على ان يعمد كل فريق منها على انفراد لتسليمها الى الاطراف الاقليمية مثل لبنان وسوريا والاردن ومصر.
اما المجموعة مجتمعةً بكل ممثليها فتسلمها الى الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، وهذا ما حصل فعلاً بالنسبة الى الفلسطينيين، في حين ان اسرائيل لم تقبل ان تتسلمها الا من الجانب الاميركي. فيكون لبنان بحسب هذا التفاهم قد تسلمها رسمياً، مع انه يتوقع ان تعمد روسيا ايضاً الى تسليم نسخة منها للبنان وقد تقوم بذلك الامم المتحدة.
وقالت مصادر سولانا لـ"المستقبل" ان التعديلات قد تكون واردة اثناء تطبيق "الخارطة" اذا ما اتفق الطرفان المعنيان على ذلك، وان "الخارطة" هي حدث للتاريخ، وانه بالنسبة الى موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فإن في الامر عودة الى القمة العربية ومقرراتها، وهذا ما شملته "الخارطة".
واشارت المصادر الى ان "الخارطة" تضمنت الاشارة الى مبادرة ولي العهد السعودي الامير عبدالله، وكان بامكانها ان تلحظ المبادرة العربية للسلام التي حصنت بنود المبادرة السعودية وأدت الى ان تصبح مبادرة متكاملة متوازنة ومعقولة.
وكان لبنان تسلم "الخارطة" عن الولايات المتحدة عبر مذكرة متعارف عليها باللغة الديبلوماسية )repap non-repap( وفي الاساس، فان لبنان كان قد حصل على نص "الخارطة" من مصادر متنوعة وابدى ملاحظات عليها.
وافادت المصادر ان المسؤولين اللبنانيين ابدوا امام سولانا افكارهم حول "الخارطة" وابلغوه ما يلي:
ـ ان "الخارطة" تتناول سبل حل النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي.
ـ ان لحظ "الخارطة" للمسارين اللبناني والسوري مع اسرائيل جاء في نهاية النص، وبطريقة عرضية وعلى سبيل الذكر.
ـ اذا ما ارادت "الخارطة" و"المجموعة" والمجتمع الدولي ان تحل النزاع على المسارين اللبناني والسوري مع اسرائيل، يفترض ان تتضمن تفاصيل وتحديدات حول الحل، مثلما تضمنت تفاصيل بالنسبة الى حل النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي.
ـ ان موقف لبنان واضح وصريح بالنسبة الى مشكلة اللاجئين الفلسطينيين على ارضه، ولا يحمل اي تأويل، إذ لا قبول بحل مشكلتهم عبر توطينهم اطلاقاً، والحل هو في عودتهم والاعتراف بحق المواطنية الفلسطينية لهم اثناء وجودهم في لبنان، لكي يظلوا مواطنين فلسطينيين وليس لاجئين، الامر الذي يجعل لبنان يطبق عليهم قانون الاجانب ويخضعهم لمفاعيله مثلهم مثل اي اجنبي موجود على ارضه.
ـ بالنسبة الى الموقف الاسرائيلي من "الخارطة"، اوضح لبنان ان رئيس الوزراء الاسرائيلي لا يطالب فقط بتعديلها، بل ايضاً بافراغها من مضمونها وحصر الامور كلها بالناحية الامنية.
الا ان الجميع يعلق اهمية على اجتماع الثلاثاء المقبل بين الرئيس الاميركي جورج بوش وشارون.
وكشفت المصادر، ان "خارطة الطريق" يمكن ان تنطلق اذا ما عمدت الولايات المتحدة الى ممارسة ضغوط على اسرائيل لقبولها كما هي، وعلى الرغم من ان واشنطن انجزت "الخارطة" بالاتفاق مع المجموعة الرباعية، لكن العنصر الرئيسي هو الولايات المتحدة التي يجب ان تضغط على اسرائيل لقبولها، في ظل خطاب للرئيس الاميركي جورج بوش في 24 حزيران 2002، وفي ضوء خطابه الاخير حول مشروعه للشرق الاوسط.
وتخشى المصادر، ان يشكل استحقاق الانتخابات الاميركية التي ستبدأ تحضيراتها في تشرين الثاني المقبل، مرحلة مراوحة لـ "الخارطة"، خصوصا ان اسرائيل ستمارس ضغوطاً على الولايات المتحدة قبيل الانتخابات الاميركية لجعل بوش وحزبه غير قادرين الا على اخذ الموقف الاسرائيلي في الاعتبار، تلافياً لتأثيرات اللوبي اليهودي داخل الولايات المتحدة في نتيجة الانتخابات.
ومن غير المحسوم بعد، مدى فاعلية الاتحاد الاوروبي في تحسين ظروف تحقيق "الخارطة" على الارض، في حال واجهت بعض الصعوبات الاميركية ـ الاسرائيلية، خصوصا ان "الاتحاد" وبعض افرقائه الفاعلين، يشعرون بضرورة ترتيب العلاقة بالولايات المتحدة من جديد بعد الذي شابها من عراقيل في فترة الحرب على العراق وما قبلها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00