8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

ديبلوماسيون يدعون الى مراقبة موقف اسرائيل من "الخارطة"

تطرح الأوساط الديبلوماسية والسياسية، تساؤلات عن مرحلة، ما بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي كولن باول لكل من لبنان وسوريا، ونتيجة ما تناولته من ملفات، خصوصاً انه سيستكمل جولته في المنطقة خلال الأيام المقبلة لدعم "خريطة الطريق".
وتوضح المصادر ان حديث باول عن "أسابيع وأشهر" على اثر انتهاء الزيارة، يضع عملية الحوار القائم في إطارها الزمني، من دون معرفة التوقيت. لذا فإن لبنان وسوريا أمام المزيد من المواقف الأميركية المنتظرة بعد الجولة الثانية للوزير الأميركي وسيتحدد في ضوء تلك المواقف ما اذا كان تحقيق الأفكار، موضع الحوار الأميركي، مرتبط بفترة ما قبل تنفيذ "خريطة الطريق"، ومسار السلام بين الفلسطينيين واسرائيل، أم أنه مرتبط بمرحلة ما قبل إنجاز السلام العادل والشامل في المنطقة بموجب "خريطة الطريق" التي نشرت والتي يرتقب ان يتسلمها لبنان وسوريا في فترة قريبة، لأنهما معنيان بالحل، على الرغم من ان معظم بنود "الخريطة" المباشرة تتحدث عن الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، ومرحلة ما قبل "إنجاز السلام" تعني مرحلة ما قبل انعقاد المؤتمر الدولي المزمع، والذي سيشارك فيه لبنان وسوريا أيضاً الى جانب الدول الأخرى المعنية في المنطقة والدول المهتمة ولمزيد من التوضيح تقول المصادر ان وقف الانتفاضة الفلسطينية مطلوب قبل ان تصبح "خريطة الطريق" في طور التنفيذ على المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي، وتسأل: ما المطلوب قبل "انجاز السلام" اذن؟ لتضيف ان ترجمة الأفكار المطروحة من جانب واشنطن بالنسبة الى لبنان وسوريا، مطلوبة قبل إحلال السلام الشامل، اي ان توقيتها ليس سريعاً وفورياً وليس لكل المواضيع دفعة واحدة.
وتلاحظ المصادر، انه بالنسبة الى "حزب الله" تحدث باول عن ابعاده عن الحدود فقط، ونشر الجيش اللبناني، ولم يقل بنزع أسلحة الحزب أو حلّه. وبالنسبة الى الوجود السوري في لبنان، لم يتضح بعد ما اذا كان المطلوب انسحاباً سورياً كاملاً، أو اعادة انتشار حتى البقاع مما يعني ان تحقيق هذه الأفكار لا يزال يتأرجح بالارتباط ما بين مراحل الارتباط المباشر بالحل الشامل، والتزامن مع هذا الحل، لكن مهلة الأشهر، كما قال باول، تعني ان المواضيع الأكثر دقة بالنسبة الى واشنطن ستكون متزامنة مع الحل.
وتخلص المصادر الى ان هناك مجالاً واسعاً للحوار الأميركي ـ السوري ـ اللبناني، وان الوقت ليس داهماً، وان الديبلوماسية ستتمكن خلال مدة "الأشهر" من تأدية دور فاعل وتقول ان لبنان لم يلمس في ضوء الزيارة ان الاهتمام الأميركي بالوجود السوري في لبنان يشكل هدفاً استراتيجياً، بل ان مستوى هذا الاهتمام يمكن وضعه في خانة الأولويات من حيث خدمة هدف استراتيجي وهو وضع السلام على السكة. ذلك ان هذا الموضوع ليس مطلوباً تحقيقه في مجال الأمن الاستراتيجي الأميركي، وليس مرتبطاً بعملية العراق ونظرتهم الى هذا البلد.
إزاء ذلك، تدعو المصادر كلاً من لبنان وسوريا الى مراقبة الموقف الاسرائيلي من "خريطة الطريق" بدقة قبل أي شيء آخر، فضلاً عن آفاق الوضع العراقي. فاذا ما كان الموقف الاسرائيلي لا يزال على عدم تحمسه واستعداده للسلام، واذا عملت اسرائيل على عرقلة المشروع الأميركي، عندئذ تكون الكرة في الملعب الاسرائيلي، فإذا رفضت، فهذا يعني انها هي مصدر المشكلة، وان المواضيع التي أثارها باول في كل من سوريا ولبنان لن تكون لها أهميتها..
أما على الخط العراقي، فان واشنطن تعمل للظهور بأن هناك محاولة دولية لاصلاح العراق عبر وضع قادة أوروبيين في الواجهة وتحميلهم مسؤوليات في بغداد. والهدف من ذلك، محاولة ان لا تكون هي المستهدفة جراء ما حصل في العراق عن طريق تخفيف الظهور، ونزع فتيل المقاومة ضد الوجود الأميركي.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00