8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

جرأة الحريري تكسر الحواجز النفسية

توقفت المصادر الديبلوماسية العربية والغربية في بيروت باهتمام عند نتائج الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء رفيق الحريري الى الكويت وما أفضت اليه من فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين وتخطي ما شاب هذه العلاقات في أثناء إزالة حكم صدام حسين في العراق.
وأوضحت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على الزيارة ان جرأة الرئيس الحريري ومبادرته في اتجاه الكويت، واقتحامه للحواجز النفسية التي كانت سائدة لدى الكويتيين مسؤولين ومواطنين، هي مسألة بالغة الأهمية، وهي خطوة من الجانب اللبناني كان عنوانها الحكمة والاخوة، وضرورة استمرارية التواصل بين الاخوة والأشقاء، وهذه الاستمرارية تتوافر عبر البناء على ما هو ثابت وتاريخي في العلاقات التي كانت مميزة وممتازة في كل مراحلها وظروفها، وليس على بعض الأمور الطارئة والمستجدة، خصوصاً وانه في الأساس، أدان لبنان احتلال العراق للكويت في 1990، وان الرفض العربي لأي اعتداء على أي دولة عربية لا سيما خلال الاجتماع الوزاري الطارئ، خص الكويت بعبارة واضحة، ولبنان يدين للكويت بدعمها لقضاياه، خصوصاً رفضها للاحتلال الإسرائيلي وتمسكها بتطبيق القرار 425، والدعم الاقتصادي له ان كان عبر مؤتمر "باريس2" أو عبر مشاريع التعاون القائمة منذ سنوات قبل اطلاق هذا المؤتمر. فضلاً عن ذلك تهتم الكويت بالجالية اللبنانية لديها والتي يقارب عددها الـ40 ألف نسمة، وتقدم لها كل التسهيلات والأفضليات.
وترى المصادر انه حسناً فعل الرئيس الحريري في خطوته المهمة تجاه الكويت، فلبنان والكويت أشقاء وكل دولة تحتاج الى اخوة ودعم الدولة الأخرى في مواقفها، وان التطورات الدولية والظروف التي يمر بها الوضع العربي والوضع في الشرق الأوسط يحتمان تعزيز صلات الاخوة وقطع الطريق على أي شوائب وإشكالات حول أي مسألة. لذا عمل الرئيس الحريري على إزالة اللغط، وإعادة "العلاقات النموذجية" الى سابق عهدها.
وتضيف المصادر ان الرئيس الحريري قام بـ"تمهيد الأرضية" لاستعادة العلاقات دورها على المستوى الثنائي أو بالنسبة الى موقع هذه العلاقة على المستوى العربي والإقليمي. كما ان الكويت ليست لديها شكوك على الإطلاق بالاخوة التي يبديها لبنان الآن وعلى مدى تاريخ العلاقات.
وتنتظر المصادر بعد الزيارة التي حققت إعادة العلاقات الى مجراها على الصعيد الحكومي والرسمي، ان تنعكس بالكامل على المستوى الشعبي لدى اللبنانيين والكويتيين على حد سواء. وتأمل المصادر، انه من الآن وحتى بداية الصيف بعد زهاء شهر ونصف الشهر ان تبدأ اعداد المصطافين الكويتيين بالوصول الى بيروت لقضاء العطلة، وزيارات لرجال أعمال كويتيين للمساهمة في الاستثمارات في لبنان. كما ينتظر ان تتوقف الحملات الإعلامية، وان يتم التعامل الإعلامي انطلاقاً من حسن العلاقات.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00