8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

لماذا يعتبر لبنان المباحثات مع باول "إيجابية وبنّاءة"؟

قالت مصادر ديبلوماسية وثيقة، إن لبنان يعتبر أن محادثات وزير الخارجية الأميركي كولن باول، السبت الماضي، كانت ايجابية وبناءة واتفق خلالها على استمرار التواصل بين البلدين لشرح المواقف. وكشفت ان باول تحدث عن امكان عودة نائبه لشؤون الشرق الأوسط وليم بيرنز الى بيروت في وقت لاحق.
وأكدت المصادر أيضاً أن المواضيع التي أثارها باول مع المسؤولين اللبنانيين لا سيما موضوع الوجود السوري في لبنان، ووقف عمليات وأنشطة "حزب الله"، ونشر الجيش في الجنوب، و"خريطة الطريق"، والوضع العراقي انطلقت من هدفه ونظرته الى ضرورة أن يتزامن الاستقرار في الشرق الأوسط مع العديد من الظروف التي يجب ان تتوافر لتعزيز هذا الاستقرار ولكي تأخذ العملية دورها في المنطقة. ونفت المصادر بالتالي ان تكون المواضيع التي طرحها في بيروت أخذت شكل المطالب المستقلة، بل على العكس فقد وضع أمام المسؤولين اللبنانيين هدفه بالتوصل الى استقرار أمني، وان تعزيز فرص السلام يؤدي الى تعزيز هذا الاستقرار، وان أسباب جولته تكمن في بذل الجهود لإحداث تغيير لصالح السلام والاستقرار.
كما عرض باول ما أنجزته الولايات المتحدة في الملف العراقي، وضرورة دفع خريطة الطريق قدماً، وذلك في مناخ "هادئ" و"موضوعي" "بعيداً عن الضغوط". وأبدى رغبة بلاده في تحريك عملية السلام على المسارين اللبناني والسوري مع اسرائيل وانه ليس من الضروري أن يرتبطا في التحريك مع المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي. ولفت باول الى أنه كلما ترسخ الاستقرار كلما استطاعت الادارة الأميركية أن تحصل من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على مكاسب سياسية.
وأوضحت المصادر ان لبنان، أعرب أمام باول عن ثوابته على النحو التالي:
أولاً: ضرورة ضمان حق العودة للفلسطينيين لأن لبنان يرفض التوطين، وان التوطين يؤثر سلباً على الاستقرار الداخلي حيث قد تشكل المخيمات أماكن يلجأ إليها الفارون، كما ان التوطين يخلق خللاً ديموغرافياً، وهو مخالف للدستور اللبناني ولوثيقة الوفاق الوطني التي دعمتها كل الدول ومن بينها الولايات المتحدة الأميركية. وفي خريطة الطريق لاحظ لبنان انه لا كلام عن المسارين اللبناني والسوري الا في سنة 2004. وتدل المعطيات بالنسبة الى المسؤولين اللبنانيين على ان شارون لا يريد السلام، وعلى أن هناك أسئلة حول ما اذا كان فعلاً حاضراً للسلام، ذلك ان تنفيذ خريطة الطريق لا بد ان يتم بعد موافقة كل الأفرقاء. وأوضح لبنان لباول انه من بين الدول التي عانت ويلات الحرب، وهو يحرص على السلام من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وان السلام خيار عربي وليس فقط لبنانياً وتجلى في المبادرة العربية للسلام التي تضع جانباً منطق القوة وتركز على الحوار. وفي هذا الموضوع تحدث رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وقدم أيضاً مداخلة رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري الذي أشار لباول الى أن اسرائيل غير راغبة في السلام وان استمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني يدعو الى القلق حول نيتها بالسلام.
ـ في موضوع الوجود السوري في لبنان، أشار المسؤولون اللبنانيون لباول الى أنه طالما ان حالة الحرب لا تزال قائمة، فإن سوريا تجد نفسها على مرمى مدافع اسرائيل، وان السلام العادل والشامل كفيل وحده بتسريع خطى الانسحاب من لبنان. ولفتوا الى أن "الاستقرار الأمني الذي ينعم به لبنان هو من جراء التنسيق بين القوات السورية والقوى الأمنية اللبنانية، وساهم الأمر في ضبط الحركات المتطرفة.
ـ وبالنسبة الى موضوع حزب الله، أوضح المسؤولون اللبنانيون لباول، ان الحزب هو سياسي، وليس له امتدادات خارجية، وان الولايات المتحدة بذاتها لديها موقف من الذين عملوا على تحريرها، فكيف للبنان ان يتعاطى بسلبية معه، لا سيما ان ليس له امتدادات خارجية أو نوايا ارهابية أو عدائية، كما أن المقاومة تساهم الآن بإبقاء الوضع مستقراً في الجنوب، وأكبر دليل على ذلك، انه لم تحصل أثناء الحرب على العراق أي تداعيات، على الرغم من الخروق الاسرائيلية الكثيرة التي سجلت للخط الأزرق.
ـ بالنسبة الى الجيش اللبناني وانتشاره في الجنوب، فإن لبنان ابلغ باول، ان الجيش موجود وبأعداد كبيرة على بعد أمتار من خطوط التماس، وان وجود الجيش على هذه المسافة ضروري لأن وضعه على التماس هو عمل لا يتآلف مع القواعد العسكرية والاستراتيجية لتلافي تعرض الجيش لأي استهدافات اسرائيلية، ومنعاً لتعرضه لمخاطر، وذكّره بانه في العام 1978 لم يمنع انتشار الجيش في الجنوب من حصول اجتياح اسرائيلي للجنوب آنذاك.
وتخلص المصادر الى القول ان زيارة باول خطوة أولى على طريق الحوار الذي لن يكون ثنائياً بل ثلاثياً يجمع سوريا أيضاً.
واتفق مع باول على ان يدرس لبنان خريطة الطريق فور تسلمها من السفير الأميركي فنسنت باتل خلال الساعات المقبلة.
وأوضحت المصادر أيضاً، ان الحوار سيكون عبر السفارتين اللبنانية في واشنطن، والأميركية في بيروت.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00