8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

"التوقيت" عنصر أساسي في مضمون مباحثات باول اليوم

تؤكد مصادر ديبلوماسية معنية ان اي موقف لبناني او سوري بشأن فحوى مهمة وزير الخارجية الاميركي كولن باول في البلدين، لن يصدر رسميا قبل انتهاء الزيارة، ذلك ان "اقصى درجات التنسيق" بين بيروت ودمشق التي سُجلت لدى زيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السوري فاروق الشرع لبيروت الخميس الماضي تستدعي اتخاذ مثل هذا الموقف نظرا الى دقة المرحلة وحساسيتها".
وأوضحت المصادر ان لبنان وسوريا يشددان على عنصر مهم وهو ضرورة دفع مباحثات باول في كلا البلدين في الاتجاه الصحيح والايجابي، ذلك ان وضع باول الذي يقصدهما من منطلق اعتداله داخل الادارة الاميركية لا يقل دقة عن الوضع الناشئ بعد الحرب على العراق بالنسبة الى سوريا ولبنان، ولذا تقول المصادر، ان تصعيد لهجة باول في مدريد، محطته الأولى في طريقه الى الشرق الأوسط ولو بلغة ديبلوماسية ـ حوارية، يعود الى وضعه الصعب والتحدي الذي يواجهه في الداخل، واصراره على تحقيق مهمته في سوريا ولبنان النجاح المطلوب، لانه يدرك تماما ان الفشل غير مسموح، ومهما تفاوتت وتيرة اللهجة التي يتبعها فإن الامور بالنسبة الى باول تقاس بالنتيجة التي سيحققها بعد الزيارتين.
لذا، ترى المصادر ان باول آت الى البلدين لكن ليس بلغة قاسية، مع العلم ان المتشددين في بلاده يقولون ان العرب "لا يأتون الا بالقوة"، خلافا لتيار المعتدلين الذين يقولون بالحوار الهادئ مع العرب. وما دامت المسألة مرتبطة بالنتيجة التي سيحققها، فانها اذذاك مرتبطة بالتوقيت الذي بموجبه سيتفق على حل كل قضية من القضايا الخاضعة للحوار الاميركي ـ السوري المطروح.
وفي ضوء ذلك ثمة العديد من الأسئلة المطروحة: هل يحاور باول على تنفيذ كل الافكار فورا، او على تنفيذ قسم منها الآن، وقسم آخر خلال فترة لاحقة ومتى؟ ولأن بيروت ودمشق لن تتعاطيا بطريقة سلبية او عدائية، فهل تعمدان الى الموافقة على التوقيت المطلوب لحل هذه القضايا، ام ترفضان التوقيت، ام سيكون التوقيت المقترح مدار حوار ومفاوضة؟
وعن الملف العراقي، ترى المصادر انه قد انتهى سورياً، اما بشأن اسلحة الدمار الشامل فأوضحت دمشق انها غير موجودة لديها، وأن هذه المسألة تحل بقرار صادر عن مجلس الامن الدولي، وان العديد من المسائل الأخرى المعروضة للبحث عليها ومنها "حزب الله"، ومكاتب "حماس" و "الجهاد الاسلامي" كلها أثنى باول قبل اسبوع على تجاوب سوريا على ما حققته، مشيرا الى ان البقية هي موضع حوار.
وعنصر "التوقيت" المشار اليه، لا بد استنادا الى المصادر ان يتأثر بمسألة المواضيع التي تكوّن تهديدا سريعا للاستراتيجية الاميركية التي تتمثل بالبترول، ومكافحة الارهاب وأمن اسرائيل.
لذا، تتساءل المصادر، هل التعاون والتنسيق اللبناني ـ السوري وما يحصل بين البلدين بصورة ملحة، أمن إسرائيل، او أحد أسس الاستراتيجية الأميركية حالياً؟ هل هدد "حزب الله" الملف العراقي بالنسبة الى أميركا أثناء حربها وبعدها؟ فالحزب أعلن انه لن يتدخل في العراق كما انه رشح من مصادر غربية وثيقة انه لا مشكلة في شأن "حزب الله"، وان التيار المتعاطف مع إسرائيل، داخل الولايات المتحدة، وبإيعاز إسرائيلي لتصفية أوراق قديمة، يطالب الإدارة الأميركية بأن تعبّر لسوريا بأن كل القضايا العالقة ملحة وكلها يجب ان تحل الآن، أي خلال توقيت موحد وفوري. لكن على الرغم من الوهج الذي وصف به الواقع العسكري الأميركي في المنطقة، أوضح باول ان "ما قدمته سوريا حتى الآن جيد ونتحاور حول ما تبقى".
حيال ذلك، تترقب المصادر، ان لا تواجه مباحثات باول في البلدين صعوبات إذا ما كانت تتصدرها أولاً عملية الانتهاء من ملف العراق. وهنا تتجلى في الواقع أهمية التوقيت في الإنتهاء من الملفات.
وأوضحت المصادر، ان ثمة اهتماماً فرنسياً بالغاً لمعرفة حقيقة ما يحصل في هذا الموضوع، وما إذا كان لدى واشنطن الآن نية للانتهاء من ملف "حزب الله". فقد تكون ثمة إشكالية لدى فرنسا التي كانت سجلت موقفاً متعاطفاً مع الحكومة اللبنانية من نظرتها الى الحزب وارتباطه بالحل الشامل والعادل المنشود.
يبقى ان لبنان يتوقع ان يسلمه باول رسمياً "خريطة الطريق"، وان يتمنى دعمها والموافقة عليها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00