إعتبرت مصادر ديبلوماسية بارزة ان زيارة وزير الخارجية الأميركي كولن باول إلى كل من سوريا ولبنان خلال الساعات المقبلة "تعبـّر عن جدية واشنطن في إقامة حوار حقيقي مع البلدين. ذلك ان إعادة إطلاق الحوار الذي لم ينقطع في الأساس، ومن طريق زيارة باول شخصيا، متجاوزا كل ما واجهه عن ضغوط بهدف العزوف عن الزيارة، يدلّ بحد ذاته على الجدية، كما ان عدم ارسال أي شخصية تنوب عنه يدعم هذه الجدية".
وتوقعت المصادر ان يناقش باول مع المسؤولين اللبنانيين موضوعين اساسيين هما: الوضع العراقي و"خارطة الطريق"، فضلا عن المواضيع المتعلقة بالمنظمات "التي تعتبر اسرائيل انها تشكل خطرا عليها".
وأشارت المصادر إلى ان أهمية زيارة باول "تكمن في انها ستشكل فرصة كبيرة ومناسبة مهمة لتوضيح الموقف الأميركي على حقيقته من القضايا المرتبطة بسياسة البلدين، في ضوء تعدّد التصريحات الأميركية في الآونة الأخيرة بشأن الوجود السوري في لبنان، ومشروع محاسبة سوريا في الكونغرس، وموضوع "حزب الله" وغيره من المجموعات في المنطقة".
وأكدت المصادر "ان لبنان كما سوريا لن يبنيا مواقف على تصاريح متناقضة وغير دقيقة، وقد لا تمثل موقف الإدارة الأميركية، وسيعتبران ان ما سيقوله باول في كلا البلدين عبر عملية الحوار وليس الشروط المسبقة، هو الكلام الثابت. وبنتيجة المحادثات ستحدّد الصورة، وسيتضح للبلدين الهدف الحقيقي من الكلام المعلن، وما المقصود به، وما هي المطالب التي تقع في خانة الاستراتيجية الأميركية والامن الاستراتيجي لواشنطن، وما هي المواضيع التي لا تشكل مطلباً استراتيجياً".
ولفتت المصادر إلى ان "الكلام الأميركي عن العلاقة اللبنانية ـ السورية قبل زيارة باول، كان لافتاً، فقد تحدّث السفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل اخيراً عن الوجود الاجنبي في لبنان من خلال قراءة نص مكتوب، وهذا مهم لأنه يعني انه وارد من واشنطن، خلافا لما يكون عليه عادة التصريح غير المكتوب. وفي الوقت عينه، لم يشر التصريح ولا التصريحات الأميركية الاخرى إلى "انسحاب القوات السورية من لبنان" بل إلى "الوجود السوري" و "الوجود الاجنبي". وهذا بحد ذاته يطرح تساؤلات وينتظر مما سيحمله باول ان يؤدي إلى توضيح الموقف، خصوصا لناحية ما اذا كانت هذه المسألة في صلب الاستراتيجية الأميركية حاليا، وفي صلب هدفها ام لا. الا انه من المستبعد ان يكون هذا الموضوع هو هدف بحد ذاته، لكن هل يستعمل كعنصر ضغط لنيل مطلب آخر؟، هذا هو السؤال. وبمجرد الحديث عن الوجود الاجنبي، يعتبر ذلك عنصرا جديدا في حد ذاته".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.