8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

زيارة الشرع فرصة للاستعداد للقاء باول

أعلنت مصادر ديبلوماسية ان زيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السوري فاروق الشرع إلى بيروت غداً، هي فرصة لبنانية ـ سورية مهمة في مجال تبادل وجهات النظر وتوحيد الموقف ازاء كل الاحتمالات التي يتوقع ان يطرحها وزير الخارجية الأميركي كولن باول في كل من سوريا ولبنان مطلع أيار المقبل، ولاسيما بعد التأكيد الرسمي لزيارته إلى بيروت بعد دمشق.
وأوضحت المصادر ان زيارة الشرع هي " تتويج للاتصالات القائمة أصلاً بين بيروت ودمشق، خصوصاً ان جانباً رسمياً منها سيتجلى في تقديم الشرع التهنئة للمسؤولين بتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، كما انه سيحمل رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد إلى رئيس الجمهورية العماد اميل لحود تتناول التطورات في المنطقة".
وأشارت المصادر إلى ان مباحثات الشرع مع المسؤولين اللبنانيين ستشمل:
ـ إجراء تبادل للمعلومات المتوافرة لدى البلدين حول التهديدات الأميركية، ومرحلة ما بعد الحرب على العراق، والوضع في الشرق الأوسط، و"خريطة الطريق" المطروحة التي ستنشر في الساعات المقبلة.
ـ تبادل وجهات النظر حول المواضيع المطروحة، التي قد تُدْرَج.
ـ إجراء تقويم متبادل للظروف وتحديد المخاطر، وسبل مواجهتها بالإقناع لا بالحرب.
ـ تحديد الفائدة المشتركة في ما يمكن اتباعه من سياسة حيال واشنطن في مجال درء المخاطر عن البلدين، والأفكار الضرورية التي ستكوّن اطاراً عاماً للتعاطي مع الولايات المتحدة، وإقناعها بالمنطق اللبناني والسوري وضرورة ان تأخذ ذلك في الحسبان، لأن من شأنه تقريب وجهات النظر وإيجاد قواسم مشتركة في النظرة إلى شؤون المنطقة".
وسيبحث الشرع في بيروت، بحسب المصادر، ما قد يحمله الحوار المعروض من مضامين، إن بشأن العراق، أو "خريطة الطريق" أو الوضع الفلسطيني. ولاحظت المصادر ان الموقف الوحيد الذي صدر بشأن ما بعد الحرب على العراق "هو موقف دول الجوار المحيطة بالعراق، ومنها سوريا، إلا ان لبنان لم يتخذ بعد أي موقف رسمي، وكذلك الجامعة العربية التي لم تجتمع بعد انتهاء الحرب. فيما لبنان وسوريا يؤيدان الفلسطينيين في موقفهم من الحل، بشأن "خريطة الطريق" لكنهما متمسكان بالحل الشامل على المسارين اللبناني والسوري مع إسرائيل".
وأكدت المصادر ان الطريقة الفضلى لبنانياً وسورياً لاقامة الحوار مع واشنطن لها معايير تنطلق من جملة أفكار أبرزها:
ـ التمسك بالحل الشامل في منطقة الشرق الأوسط، وعدم الموافقة على الحلول الجزئية وإن ما تم السعي إليه من حلول جزئية أثبت فشله.
ـ ان العنف والمجابهة والتهديدات والضغط ليست هي المناخ المطلوب لإنجاح الحوار الثنائي أو الثلاثي، لا بل ان إنجاحه يتطلب هدوءاً في الحوار وتبادل رأي حقيقياً تجاه القضايا المطروحة توصلاً إلى تفاهم.
ـ ان البلدين يرفضان أية عرقلة إسرائيلية للحوار المعروض، والذي يرحب به البلدان وسيتعاملان معه بإيجابية كبيرة، وسيعبران لوزير الخارجية الأميركي عن أهمية أن يكون دور واشنطن متوازناً لتفويت الفرصة على تحويل الحوار السياسي والديبلوماسي أعمالا عسكرية، أو إلى طرح مواضيع الحوار الأميركية بالقوة على البلدين، الأمر الذي يعيد الحوار إلى الصفر ويؤدي إلى إحباطه، وهذا ليس يرغبه البلدان.
ـ أهمية التعبير لباول ان مصلحة الولايات المتحدة في القضايا المطروحة هي الاقتناع بصحة النظرة اللبنانية والسورية للأوضاع على الأرض. وهذه النظرة هي التي تخدم الأمن والسلم الدوليين وتحقيق التطلعات الأميركية في هذا المجال، أما التهديدات والاتهامات فلا توصل إلا إلى طريق مسدود.
وقللت المصادر "فاعلية لجوء البلدين إلى إقناع واشنطن عبر الخطابات المتعلقة بالشرعية الدولية"، والمسائل الأخلاقية التي يفترض ان تحكم العلاقات الدولية، وكذلك عبر ما ستواجهه الدولة العظمى، من جراء سياساتها التي تفرض خلالها منطق القوة، من رفض عالمي، ومن جانب الرأي العام الدولي، لأن ذلك لن يفيد، والمثال على ذلك الموقف اللبناني والسوري الذي أبلغ إلى واشنطن قبيل حربها على العراق، وقد سمعته، لكنها لم تجعله يؤثر في قرارها، وهذا أمر بالغ الخطورة".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00