توقعت مصادر ديبلوماسية بارزة، ان يطرح وزير الخارجية الأميركي كولن باول جملة أفكار في دمشق لدى زيارته العاصمة السورية كما هو مرتقب.
وتؤكد المصادر، ان ما تأمله سوريا من واشنطن هو ان تكون الإدارة الأميركية في جو حوار، وليس في معرض فرض الأفكار، علماً ان ما تطلبه الولايات المتحدة استناداً الى الخطاب الأميركي هو التعاون.
وتفيد المصادر، ان سوريا لم تكن يوماً بعيدة عن مبدأ التعاون، فهي دولة عضو في مجلس الأمن وتعاطت مع الإدارة الأميركية خلال فترة الثلاثين سنة الماضية في معالجة مواضيع شائكة عدة، منها ما يتعلق بالجولان السوري المحتل، ومنها ما يتعلق بلبنان وهي شاركت في مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط، في رعاية أميركية، كما شاركت في مفاوضات السلام التي انعقدت في واي بلانتايشن، وتعاونت ايضاً في موضوع مكافحة الإرهاب. لذا لا يوجد في الوقت الحاضر، ما يحول بالتالي من ناحية المبدأ والمنطق، من ان يستمر الحوار بين دولة عظمى كالولايات المتحدة الأميركية، ودولة "جدية" و"عاقلة" و"مهمة على الصعيد الاقليمي" كسوريا حسبما تقول المصادر، لما فيه مصلحة السلام والقانون الدوليين.
ويبدو بحسب المصادر ايضاً، ان العلاقة بين الدولتين لا تزال في مرحلة الحوار، والعمل الديبلوماسي الهادئ.
إلا أن المصادر التي لا تخفي قلقها في شأن مضمون المطالب التي ستنقل الى سوريا، ترى أن اي حوار، انما يشكل وسيلة لتوضيح الرؤيا بين واشنطن ودمشق، وايجاد بدايات الحلول، خصوصاً ان المسعى العام لحل قضية الشرق الأوسط يفسح في المجال لحل المشاكل العالقة اذا كانت المطالب لن تقتصر فقط على الوضع العراقي وتعدتها الى ما يتعلق بالتسلح وبالوضع اللبناني، وبمستقبل اتفاقات السلام العربية مع اسرائيل. ويتوقع اذا ما رأت دمشق، ان هذا الإطار العام للحل في الشرق الأوسط سيجري من ضمنه الحوار حول رؤيا كل من دمشق وواشنطن حول مختلف الأفكار، فإنه عند ذلك، لا توجد مخاطر، ولا تتخوف من ضغط عسكري او ما شابه، فتكون الأوضاع قد وضعت على سكة الحل.
وتخشى سوريا استناداً الى المصادر، من ان تقوم اسرائيل بنقل الحوار الديبلوماسي، الى حديث عسكري او ضغوط سياسية، او ربما افتعال احداث أمنية بسرعة متزامنة مع نجاحات الحوار، ما يقود المنطقة الى المجابهة، الأمر الذي يفشل المساعي الحوارية، ويعيد خلق الأجواء المتوترة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.