8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

"تفعيل العمل العربي المشترك" ينتظر حصيلة غزو العراق

أفادت مصادر ديبلوماسية في بيروت أن الأفكار التي أطلقت أخيراً حول تطوير جامعة الدول العربية، والعمل العربي المشترك لم تتبلور حتى الآن بشكل جدي، وأن أي جديد في هذا الموضوع لا يتوقع حصوله قبل أن تنتهي الحرب الأميركية ـ البريطانية على العراق، ومعرفة منحى الأوضاع بعد ذلك.
وأوضحت المصادر أن "هناك طروحاً من أكثر من دولة عربية، موجودة أساساً، وقبيل الحرب، وتم تبادل الرأي فيها قبل نحو ستة أشهر أثناء انعقاد الدورة 118 العادية لجامعة الدول العربية في أيلول الماضي، حين تقدمت المملكة العربية السعودية ببرنامج جيد حول تطوير العمل العربي المشترك، اثر تهديد ليبي بالانسحاب من الجامعة. وقدمت ليبيا كذلك مشروعها في هذا السبيل، وتقدمت قطر والسودان بخطتهما. وبسبب تضارب مواعيد الاجتماعات العربية قبيل الحرب على العراق، بما في ذلك تقديم موعد القمة العادية الى الأول من آذار الماضي، وإرجاء موعد الدورة 119 التي كانت ستناقش العمل العربي المشترك الى 24 و25 آذار، وما حصل من جدل وانقسامات، لم يناقش الموضوع، خصوصاً أن المملكة عادت وسحبت مشروعها بعد ما حصل في القمة بين ولي العهد الأمير عبد الله والرئيس الليبي معمر القذافي (...) فكان أن طلبت الجامعة إحالة كل المشاريع على لجنة خاصة لدرسها، على أن تقوم هذه اللجنة أيضاً بتقديم أفكار أخرى".
إلا أن المصادر أكدت أن "توقيت إعادة طرح الأمر عربياً لا يتعلق بحصول الحرب، بل بما طرحه الرئيس المصري حسني مبارك قبل أيام حول وضع آلية تنفيذية لإقامة أمن جماعي عربي متطور يواكب العصر، فشكل ذلك فرصة أمام أفكار عدة، متعلقة بكيفية تطوير العمل العربي المشترك، هل عبر تفعيل الجامعة العربية ومؤسساتها، أم عبر إلغائها وتأسيس جامعة أخرى، أو عبر إقامة تكتل عربي جديد من دون إلغاء الجامعة، لا سيما وأن الحديث الدولي يدور حول تغييرات في عمل مجلس الأمن".
أما بالنسبة الى الموقف اللبناني، فتشير المصادر الى أن لبنان إحدى الدول المؤسسة للجامعة في العام 1945، "يدعم العمل العربي المشترك وضرورات تفعيله، إلا أنه يفضل الانتظار لإعطاء المزيد من الوقت أمام مجموعة الأفكار المطروحة، وإيجاد قواسم مشتركة بينها كلها، ليتم الخروج برأي واحد".
ولفتت المصادر الى أن الجامعة العربية تأسست في العام 1945 من ست دول كانت مستقلة حينذاك، وهي: لبنان وسوريا والعراق والسعودية ومصر واليمن، في حين أن الدول الأخرى كانت لا تزال تحت الوصاية الفرنسية أو البريطانية. وعمدت كل دولة عند استقلالها الى الانضمام الى الجامعة، الى أن أصبحت مؤلفة من 22 دولة عضو، الأمر الذي جعل نزعة التكتلات قائمة، فهناك دول مجلس التعاون الخليجي، والاتحاد المغاربي، ووحدة وادي النيل سابقاً، على غرار ما كان يسمى ببلاد الشام: لبنان، سوريا، العراق، فلسطين والأردن، والهلال الخصيب. وهذه التكتلات تمّت على أساس إقليمي.
وذكّرت المصادر بأن "ليبيا طرحت قبل نحو ست سنوات إقامة الاتحاد العربي الكونفيديرالي الذي لا يزال قيد الدرس حتى الآن، كذلك أنجز ميثاق الدفاع العربي المشترك منذ الخمسينات ولم يطبق حتى الآن، وقد طرحت مصر أيضاً في العام 1995 مشروع إقامة منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، وليس المقصود به العراق بل إسرائيل، وكل هذه الطروحات كان أساسها الشعور العربي بضرورة تفعيل العمل العربي المشترك".
إلا أن أي تعديل أو إضافة لميثاق الجامعة العربية يحتاج الى توافق حول الأمر، كما أن هناك أفكاراً مهمة حول مستقبل العمل العربي المشترك، لكن الحاجة هي لتحقيقها على الأرض.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00