أكدت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت ان وقف العمليات العسكرية الأميركية في العراق لهذه الفترة "يهدف الى إعادة التخطيط لجعل خط الإمدادات الى بغداد سالكاً"، مشيرة الى وجود خطة أميركية تعمل واشنطن والقوات الحليفة على تطبيقها، وتتألف من أربعة عناصر هي "تأمين خط الإمدادات حتى العاصمة، الإمساك أمنياً ببغداد من الخارج واحاطتها بالقوات والعتاد والأسلحة، اعتماد عمليات عسكرية وقصف كثيف على بغداد لمدة اسبوعين، ومحاولة التفاوض على الحل بعد ذلك".
إلا ان المصادر إياها ترى أيضاً أن العمليات على الأرض ومدى مقاومة العراقيين وثباتهم هي التي ستحدد نجاح أي خطة أميركية، خصوصاً مع بروز عوامل عدة أهمها:
ـ ان الاستمرار في المقاومة العراقية والصمود سيزيد من الغرق الأميركي في الرمال العراقية المتحركة. وهناك صعوبات تواجه القوات الحليفة في شمال العراق كما في جنوبه وعلى خط الإمدادات حتى بغداد.
ـ خسارة سياسية لأميركا وخسارة ديبلوماسية وأخرى أخلاقية، لا سيما ان الضحايا المدنيين الذين أسقطهم القصف الأميركي أمر لا يعتبر انتصاراً، بل ان العمليات العسكرية شلّت وجمدت بعد 14 يوماً من القتال.
ـ ان العراقيين يقاتلون دفاعاً عن بلدهم، وهذا مشهود لهم، في حين ان الجانب الأميركي مشغول بالمستنقع الذي وضع نفسه فيه والتصادم الحاصل بين العسكر من جهة، وبين من تجاهل العسكر وليس من اختصاصه التخطيط للحروب.
لذا، رأت المصادر ان الوضع ليس سهلاً أمام الأميركيين، وهناك أحد حلّين: إما الاستمرار في الحرب على العراق مع ما في ذلك من تكبّد المزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية، أو الاشارة الى إمكان الخروج بحل عبر العودة الى الشرعية الدولية بردّ الاعتبار اليها، وهذا ما سيتكشف خلال الأيام المقبلة.
ولاحظت المصادر ان "أي تطور بالنسبة الى الحلول الديبلوماسية يتوقف على الرأي العام الأميركي فقط، فهو الذي يرضخ له القادة الأميركيون، وهذا لن يحصل حتى الآن لأن الأضرار البشرية التي يتكبّدها الجنود الأميركيون لا تزال ضمن حسابات الرأي العام ولم تتخط التوقعات. لكن من المتوقع ان تتغير ردة الفعل اذا ازداد عدد القتلى الأميركيين بشكل مضطرد، أو إذا حصلت خسائر جماعية أثناء عمليات غير محسوبة أو متوقعة".
ولا تحسم المصادر مستقبل الأفكار التي يتم تداولها في الأمم المتحدة حول مشاريع لوقف النار في العراق، أو وقف القتال أو وقف العدوان، وتتساءل عما اذا كان ذلك ممكناً قبل وصول الحرب الى مرحلة خطرة وحساسة على أبواب بغداد؟
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.