8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

صعوبات أمام تمرير المشروع العربي في نيويورك

أفادت مصادر ديبلوماسية رفيعة في بيروت، ان الدول العربية تدرس إمكانات اللجوء الى الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأمل اتخاذ قرار في شأن المشروع العربي الذي يعرض عليها في موضوع وقف العدوان على العراق.
ذلك، ان ما رشح من مشاورات غير رسمية وغير علنية في مجلس الأمن، أظهرت انه لم يكتمل العدد اللازم من الدول الـ15 لعقد الجلسة المطلوبة للمجلس، وكان التركيز في عدد من الخطابات على ضرورة تقديم المساعدات للشعب العراقي، وتخفيف المآسي الحياتية عنه.
لذا تقول المصادر، تبرز صعوبات حقيقية أمام انعقاد مجلس الأمن لاتخاذ قرار حول المشروع العربي، وصعوبات لا تقل أهمية ايضاً تواجه تحويل هذا الأمر الى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
فمن حيث الأساس وإذا لم تأخذ المجموعة العربية بالحسبان، سلفاً ان تعطيل الجلسة سيتم، فإنه حسب الأصول لا يحق للجمعية العامة ان تناقش موضوعاً لا يزال مجلس الأمن يضع يده عليه.
اما إذا اعتبرت المجموعة ان القرار سيُعطل سلفاً وهو ما يرجح بسبب عدم وجود حماس لاستصدار قرار جديد، فقد يتم تحويله الى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تحل عندئذٍ محل مجلس الأمن وتصبح "مجلس أمن موسع". وهو ما حصل في كوريا في 1950.
وثمة احتمال آخر في طريقة اللجوء الى الجمعية العامة، وهي عبر حق اية دولة عضو فيها باللجوء اليها، ويتطلب عقد الجمعية موافقة نصف الدول الأعضاء زائد واحد أي نحو 96 دولة. وحصل ذلك قبل عقود اذ تم بحث النظام الاقتصادي العالمي الجديد، وهذه الجمعية تصدر توصية لكنها غير ملزمة. إلا أن أهميتها ايضاً في أنها تشكل منبراً إعلامياً ومعنوياً تستطيع خلاله أن تعبّر الدول عن رفضها للحرب، مما يحولها قوة معنوية.
هذه الاحتمالات لا تزال قيد الدرس إلا ان الأجواء المحيطة بالمشاورات حولها لم تحسم بعد.
وتوقعت المصادر، ان تستمر الولايات المتحدة في حربها على العراق إذ لا يوجد أي عنصر يحول دون ذلك. فالروس حالياً ليسوا كالسابق حين كان الاتحاد السوفياتي قادراً على اقامة توازن استراتيجي عالمي، كما ان الصين دورها محدود.
وبالتالي لا توجد أية قوة عسكرية تعمل لتجميد المسار العسكري الأميركي. اما بالنسبة الى العنصر الديبلوماسي فحتى لو نجح مجلس الأمن في تعاطيه مع المشروع العربي، فإن الولايات المتحدة لن تكترث للموقف، ولم يظهر من الآن، ان المجلس سيكون فاعلاً في دوره في وقف الحرب. كذلك ان عنصر التظاهرات بالنسبة الى واشنطن لا يزال دون الحد الذي يضغط لتغيير الموقف وغير كافٍ، خصوصاً ان نسبة نحو 70 في المئة من الأميركيين بحسب استطلاعات الرأي لا تزال تؤيد الرئيس جورج بوش في حربه، مما يعني ان الرهان على الضغط الداخلي على بوش ليس وارداً حتى الآن، وقد يصبح وارداً إذا ما تعاظمت الحرب بشكل أوسع وكلفت ضحايا أميركيين بنسبة هائلة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00