ابدى وزير الخارجية والمغتربين جان عبيد، الذي يتابع جولته في الخليج، ارتياحه لمحادثاته في قطر، مشيرا الى انه لقي مشاركة لافتة وتفهما لدى المسؤولين وقربا في موقفهم من الموقف اللبناني الرافض التوطين، والداعي الى إعادة حفز المبادرة العربية للسلام.
وقال في مؤتمر صحافي في قاعة "الريان" في فندق شيراتون امس، تحدث فيه عن حصيلة لقاءاته في الدوحة: "سعينا في لبنان الى عزل مسائل الخلاف المحلية عن الثوابت والمصالح الوطنية والقومية الاساسية، وعن الحقوق بدءا من الحق اللبناني وانتهاء بآخر حق عربي.. ولمسنا، على مستوى مختلف المسؤولين الذين قابلناهم في هذه الزيارة، تجاوبا وتضامنا وبحثا مشتركا عن وسائل تقدم حقنا، وتحريك المبادرة العربية الآيلة الى تحقيق هذه الاهداف".
واوضح عبيد ان جولته "هي لاستنهاض التضامن العربي، ليس حول حق لبنان فحسب، اذ ليس له حق منفصل عن الحقوق العربية.. والذين سعَوا الى ان يفصلوا وجها من وجوه الصراع عن اسسه، ونتيجة من نتائج هذا الصراع عن اسبابه، خابت محاولاتهم في مراحل عديدة". ورأى ان المبادرة العربية "ليست ذكريات، بل هي التزام. واذا كانت التزاما فضروريّ ان يبحث عن وسيلة لتفعيلها ووضعها على الارض عبر لقاءات ومنتديات ومؤتمرات، سواء على مستوى وزراء الخارجية او على مستوى القمة. ولا بد من ان تأخذ القمة المقبلة في الحسبان ايجاد وسيلة لتحريك هذه المبادرة". واذ اعتبر ان التضامن العربي "ليس في احسن احواله"، لفت الى امرين اساسيين في تحقيق هذا التضامن "قاعدة المعاملة بالمثل، وتحصين الانظمة العربية وليس الحقوق العربية المستباحة فقط".
وقال ردا على استفسار عن استعداد لبنان للتفاوض مع اسرائيل: "اذا كانت المفاوضات اضاعة وقت او كسبا له، فهي لا تعني احدا. اما اذا كانت كسبا للسلام فهي تعنينا". ولفت الى "ان مصالح بعض السياسات الاسرائيلية هي وضع اميركا في وجه جزء من الغرب، ووضع الغرب في وجه جزء كبير من العالم، وخصوصا العالم العربي والاسلامي".
نائب ولي العهد
وفي لقاءات عبيد امس، استقبله نائب ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وعقد معه جولة من المحادثات تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها اضافة الى مواضيع شرق اوسطية، كما تم التركيز على اهمية التضامن العربي، سبقها اجتماع اعضاء الوفد اللبناني الرسمي ومعاون وزير الخارجية القطري سيف ابو عينين.
وقال عبيد قبيل مغادرته الديوان الاميري: "نقلنا الى صاحب السمو رسالة مودة واخوة من رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ومن الدولة اللبنانية على اختلاف مستوياتها ومسؤوليها، وكانت العلاقات الثنائية والسبل الآيلة الى ذلك وتعزيز التعاون محور البحث والاهتمامات اضافة الى الهموم المشتركة التي تخيم فوق المنطقة".
اضاف: "كان ثمة تفاهم مع صاحب السمو على تفعيل كل ما يؤدي الى تعزيز التضامن العربي وجعل المكانة العربية في باب الحقوق والواجبات، مكانة ينظر اليها على انها صاحبة حق وليس فقط انها صاحبة واجبات وسعي في العملية السلمية. واعتقد ان الاخوة في قطر وفي اطار المبادرات المقبلة المتعلقة سواء في المؤتمرات على مستوى الوزراء والقمة، سيكونون كما عرفناهم دوما في جانب الاصرار على حق لبنان، وعلى حق الفلسطينيين في العودة، وعلى السلام العادل والشامل على اعادة الاراضي اللبنانية والاراضي السورية المحتلة واقامة سلام عادل وشامل ومتكافئ من دون اي انحياز او ظلم في المعايير".
المدينة التعليمية
وزار عبيد صباحا المدينة التعليمية، حيث كان في استقباله نائب رئيس مجلس ادارة "مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع" سيف الحجري الذي شرح له تفصيل برامج المؤسسة، في حين شدد عبيد على ضرورة "ان تشمل اهمية التعليم التجذر في الواقع والاخذ في عين الحسبان الحاضر والماضي وليس فقط المستقبل ليكون كاملا ومتجذرا في الواقع".
"مؤسسة قطر للبترول"
وانتقل عبيد بعدئذ الى مقر "مؤسسة قطر للبترول" حيث اجتمع الى النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة عبد الله بن حمد العطية، وعقد معه خلوة مطولة بعد استقبال قصير لاعضاء الوفد الرسمي المرافق. واثر الاجتماع قال عبيد: "عرضنا العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها والنهوض بالتضامن العربي بغية ضمان حقوق العرب وكرامتهم وفي درجة اساسية حق لبنان باستقراره".
وقال العطية ردا على سؤال عن مصير الاقتراح القطري بمد لبنان بالغاز الطبيعي: "لم نتطرق مباشرةً مع الوزير عبيد الى هذا الموضوع، وان كنا تناولناه بطريقة غير مباشرة مع جهات متعددة. نعتقد اننا قمنا بما علينا وقدمنا في العام 1997 مشروعا لتزويد لبنان غازا طبيعيا، وكان مشروعا متكاملا، وتبين ايضا مدى افادة لبنان من ذلك لو استعمل الغاز في محطات الكهرباء المختلفة، اضافة الى الفوائد المادية الكبيرة جدا، سواء اكانت مالية ام بيئية وتشغيلية، ونحن ننتظر جوابا من اللبنانيين، وهذا في النهاية قرار لبناني وليس قرارنا. لقد حاولنا ان نقدم المشروع في محاولة لتقدير ما هو الافضل للبنان، وهو احلال الغاز محل المشتقات الاخرى في الصيانة والتشغيل".
ووصف العلاقات اللبنانية القطرية بانها "مميزة وهي تجمع بين البلدين"، قائلا: "هناك حرص شديد من صاحب السمو امير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على تطوير هذه العلاقات، ولبنان هو في قلب كل قطري والكثير من القطريين يعدون لبنان بيتهم الثاني، وانا منهم".
ثم زار عبيد وزيرة التربية شيخة احمد المحمود، فوزير المال يوسف حسين كمال.
وبعد الظهر، قدم عبيد تعازيه الى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، والى اخيه وزير الخدمة المدنية الشيخ فلاح بن جاسم بن جبر آل ثاني بوفاة نجله الشيخ قاسم بن فلاح في حادث سيارة مؤسف، ارجأ زيارة الشيخ فلاح الى دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الاسد الى يوم غد.
ومساء، اقامت السفارة اللبنانية في قطر عشاء تكريم لعبيد شاركت فيه رجالات قَطَرية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.