8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

عبيد يبدأ محادثات في قطر استكمالاً لجولته الخليجية

أعلن النائب الأول لرئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ان الأمن والاستقرار في سوريا ولبنان هو أمن واستقرار لقطر، ورأى "ان الاميركيين قادرون على ان يهدّدوا، لكن لا اعتقد ان ذلك سيكون في الأمد الطويل في مصلحة العلاقات التي تربط اميركا بهذه المنطقة".
وأكد ان احداً لا يمكنه ان يمنع احداً من حق العودة ومن بلده، وليس من السهل ان اناساً يقرّرون ان يوطنوا اناساً خارج بلدهم بشحطة قلم، فهذا تجاوز للقوانين والأعراف الدولية".
وأكد وزير الخارجية والمغتربين جان عبيد ان لا اسقاط للتوطين بلا حق العودة، ولا حق للعودة من دون دولة فلسطينية سيدة مستقلة، ولا تحقيق لذلك الا على أساس عادل وشامل"، مشدداً على ان "لا عودة عن الالتزامات العربية تجاه العملية السلمية العادلة والشاملة".
قطر كانت أمس المحطة الأولى في جولة الوزير عبيد الخليجية في مرحلتها الثانية، تليها سلطنة عُمان ثم دولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف التشاور في موضوع الدعم العربي لموقف لبنان الرافض للتوطين، وإعادة تفعيل المبادرة العربية للسلام.
وعقد عبيد فور وصوله إلى الدوحة مساء أمس، اجتماع عمل مع الشيخ حمد في قصر "الوجيه"، شارك في الجزء الأول منه الوفدان اللبناني والقطري.
حمد
وأكد الشيخ حمد بعد الاجتماع ان "أحداً لا يمكنه ان يمنع أحداً من حق العودة ومن بلده، ولذلك أنا لست خائفاً ان يتخذ قرار فلسطيني في هذا الشأن، المهم جداً ان نوضح دورنا للجانب الأوروبي والأميركي وللجانب الدولي في هذه القضية فهي ليست بين إسرائيل وفلسطين، بل هي أيضاً تمس لبنان وتمس دولاً عربية أخرى. ولا بد من ان يكون هناك نقاش مع الدول التي يوجد فيها لاجئون لأن لها ظروفها المادية والسياسية والجغرافية، ولأنه ليس من السهل ان اناساً يقررون ان يوطنوا اناساً خارج بلدهم بقرار بشحطة قلم، وهذا حق محفوظ ومكفول دولياً للجميع، وليس من حق أحد ان يطرد شخصاً من بلده، فكيف الأمر بالنسبة إلى طرد مئات الآلاف وتقرير أين يسكنون، يعني أعتقد ان هذا تجاوز للقوانين الدولية وللأعراف".
سئل عن الآلية التي يمكن ان تكون قابلة للتطبيق، فقال: "اعتقد ان ذلك يجب ان نتركه الآن، لأن هناك مفاوضات ولا نستطيع ان نتكلم عن آلية معينة في هذا المجال، لكن نستطيع ان نقول ان هناك حقوقاً وقوانين دولية يجب ان تراعى في مثل هذه الظروف".
وأعرب عن أمله تفعيل المبادرة العربية "التي كنا قد تبنيناها كلنا كدول عربية. ونأمل ان ترى النور، لكن من الواضح ان الجانب الإسرائيلي كثرت عليه المبادرات ويختار من كل مبادرة ما يريد ويرفض ما يريد. وهذا واضح انه لا يريد حلاً لهذا الموضوع، لذلك نعتقد ان علينا الآن ان نهدأ وندرس أمورنا ونصلح أوضاعنا العربية، وأتمنى لو ان القمة تناقش كيف يمكن تصفية الأجواء العربية وكيف يكون التقدم الاقتصادي بين الدول العربية وتطوير العمل العربي المشترك وتطوير جامعة الدول العربية، ونترك هذا الموضوع لأنني لا اعتقد اننا جاهزون لأن يكون لدينا موقف عربي علني يطبق. ليس المهم الموقف العلني. المهم ان نسعى أيضاً إلى تطبيقه عملياً".
وشدّد على ضرورة تفعيل المبادرة العربية "لكن الطرف الثاني لا يرد على أحد، لا على هذه المبادرة ولا على غيرها. لذلك المهم ان نفكر كيف نصلح أوضاعنا قبل ان نبدأ بالحديث عن المبادرات، وهذا لا يعني اننا نوافق على ما يريده الطرف الآخر".
وعن تهديدات وزير الدفاع الأميركي بضرب البقاع قال: "أولاً ان الأمن والاستقرار في سوريا ولبنان هو أمن واستقرار لقطر وأي اعتداء على أية دولة عربية يعتبر اعتداء على دولة قطر، ونعتقد اننا إذا قسنا الوضع في لبنان وسوريا مثلاً بالوضع في العراق فهو يختلف عنه ونحن نريد ان نوضح نقطة واحدة، إذا كان هناك خلاف بين أميركا وبين الدول كلبنان وسوريا هذا الخلاف يحل أولاً في الإطار الدولي وفي إطار مباشر بين هذه الدول أي بصورة جدية لحل هذه الإشكالات ولا نرى طريقة أخرى. واعتقد انهم قادرون على ان يهددوا، لكن لا اعتقد ان ذلك سيكون على الأمد الطويل في مصلحة العلاقات القومية التي تربط أميركا بهذه المنطقة".
عبيد
أما الوزير عبيد فأكد "اننا سعاة تضامن عربي ودعاة سلام في المنطقة. التضامن العربي هو وسيلة فضلى لتعزيز مكانة العرب وشرعيتهم وللولوج إلى المعالجات الدولية من باب محترم وكريم"، وشدّد على ان لا عودة إلى الوراء عن مبادئ مدريد والقرارات الدولية والمبادرة العربية ولا عن الالتزامات العربية تجاه العملية السلمية العادلة والشاملة".
وقال: "في ما يتعلق بلبنان وبموضوع التوطين لقد كان لنا رأي، واعتقد ان موافقة معاليه على هذا المنحى هو انه لا إسقاط للتوطين بلا حق العودة، ولا حق للعودة من دون دولة فلسطينية سيدة، ولا تحقيق لذلك إلا على أساس عادل وشامل يأخذ في الاعتبار الجوانب المتكافئة المتكافلة، المتوازية والعادلة لكافة الحقوق والواجبات ونحن نعتقد ان على جميع الأطراف ان تقرأ في كتاب حقوقها وواجباتها، وإذا كان هناك من مرجعية دولية في الأمم المتحدة أو في أوروبا أو في الولايات المتحدة، نتمنى ان يؤخذ الجانب العربي بالمعيار نفسه من الاهتمام ومن الكرامة ومن الاحترام ومن التسليم بحقه كما يؤخذ الجانب الإسرائيلي".
سئل: هل تؤيد اجتماع خماسي للدول التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين للتداول، فأجاب: "اعتقد ان معالجة هذا الموضوع هو الكفيل بإزالة جميع الألغام من درب السلام في المرحلة القادمة. لا يمكن ان يكون هناك استتباب للسلام العادل والشامل والثابت والدائم إلا على أساس حل هذا الموضوع. لبنان معني من جملة الدول المعنية بهذا الأمر وأعتقد ان تحقيق حد من التضامن العربي حول هذا الموضوع كفيل برفع نسبة العدالة في تحقيق الحلول أيضاً".
ومن المقرر ان يلتقي عبيد اليوم النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة عبدالله بن حمد العطية، ووزير المال يوسف حسين كمال، وولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزيرة التربية شيخة أحمد المحمود، ويعقد في الرابعة من بعد الظهر مؤتمراً صحافياً تليه لقاءات صحافية، ثم يقيم على شرفه السفير في قطر حسن سعد عشاء تكريمياً يشارك فيه شخصيات قطرية.
ويركز الوزير عبيد في لقاءاته المتنوعة على سلسلة مواضيع، استناداً إلى مصادر ديبلوماسية بارزة، وهي: سبل تقوية العلاقات بين وزارتي الخارجية، وإنشاء لجنة مشتركة بين وزارتي خارجية البلدين، وتدريب مشترك للديبلوماسيين، فضلاً عن العقارات القطرية والمشغولة من وزارة المهجرين، ومكان للسفارة القطرية في لبنان، وتسيير طيران الشرق الأوسط رحلات إلى قطر، والسماح لدخول المدرسة اللبنانية في قطر من جنسيات أخرى وزيادة المنح الحكومية للمدرسة لكي تمكن من رفع مستوى الكادر التعليمي، وإمكان المساهمة القطرية في مشروع تربوي في الجنوب وضعت الخرائط العائدة له. ويشار إلى ان عدد اللبنانيين في قطر 5000 شخص.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00