8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

أجرى محادثات في مسقط مع قابوس وبن علوي وانتقل الى الإمارات

أفادت مصادر ديبلوماسية بارزة، انّ الأفكار التي يطرحها وزير الخارجية والمغتربين جان عبيد مع المسؤولين الكبار في الدول الخليجية التي يزورها لا تتركز فقط على موقف لبنان الرافض للتوطين، بل تتوسع لتشمل أمرين أساسيين: الأول: الآلية الملائمة لإعادة إطلاق المبادرة العربية للسلام من جديد، بحيث يجري التشاور بين عبيد والمسؤولين حول هذه الآلية التي هي موضع نقاش، وكل طرف يطرح المعايير التي يراها مناسبة. أما الأمر الثاني، فهو الإصرار على إعادة الحياة الى التضامن العربي والعمل العربي المشترك الذي من دونهما لا يمكن للحقوق العربية ان تأخذ طريقها الى العدالة والتنفيذ.
وبالنسبة الى الآلية، فإن البحث العربي مع عبيد جارٍ حول إيجاد صيغة لطرحها على القمة العربية المرتقبة في تونس في اذار المقبل، ومن هي الجهة التي ستطرحها، فهل يكون لبنان، ام الجامعة العربية ام لجنة المتابعة والتحرك؟
ورأت المصادر ان المهم في الجولة ان عبيد لمس مواقف خليجية اماراتية وقطرية وعمانية ايجابية ومتطابقة للموقف اللبناني، هذا ما أعرب عنه في الامارات، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، الذي أوضح انه ينوي ان يضمن الاتصالات التي سيقوم بها مع الدول العربية والغربية على حد سواء، ضرورة حلّ مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في عودتهم الى دولتهم المنشودة.
وهذا ما أبلغه الى عبيد خلال الخلوة التي جمعتهما ودامت 50 دقيقة، سبقها اجتماع موسّع شارك فيه اعضاء الوفد الديبلوماسي اللبناني استمر ثلث ساعة.
وأبلغت المصادر "المستقبل" ان الطرفين اللبناني والإماراتي اعربا عن ارتياحهما لنتائج الاجتماع، مشيرة الى أن الآلية ستناقش وتضع تصورات أثناء انعقاد اجتماع لجنة المتابعة والتحرك العربية في الثاني عشر من شباط المقبل، كما تحدد الموعد مبدئياً.
وتأتي أهمية جولة عبيد في التوقيت، اي في الفترة التي تسبق انعقاد القمة بحيث انه يعمل للتشاور مع الدول العربية قبل ان يطرح افكاره حول هذه المسائل في القمة لأخذ موقف، فيتلافى بذلك أن يفاجئ قادة العرب بالطروحات، بل على العكس يضمن ان ما سيطرح كان قيد تشاور مسبق. مما يعني ان لبنان في تحركه العربي لا يطلب دعمه، في مواقفه وثوابته بل يعمل في الوقت نفسه على التحضير الجيد لنقاشات قمة تونس، والمقررات التي ستصدر عنها. مع العلم ان الأجواء العربية تعتبر اجواءً أكثر متطلبة للحوار.
واليوم يلتقي عبيد ولي عهد ابو ظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ويغادر مساءً أبو ظبي الى دبي.
وكان عبيد وصل ظهر امس الى ابو ظبي المحطة الثالثة من جولته الخليجية في مرحلتها الحالية بعد قطر وسلطنة عمان، واستقبله على المطار وزير الخارجية راشد عبد الله النعيمي، وسفير لبنان لدى الامارات حسن برّو، والسكرتير الاول في السفارة اللبنانية فادي زيادة.
ثم انتقل عبيد الى مقر اقامته في فندق "الشاطئ ـ روتانا" حيث رأس اجتماعاً للوفد اللبناني المرافق له، وعرضوا عناوين المباحثات التي جرت في الامارات. ومساءً أقام السفير برّو مأدبة عشاء تكريمية لعبيد والوفد المرافق، شارك فيها سفراء الدول العربية المعتمدون في الامارات ونحو 150 شخصاً من ابناء الجالية اللبنانية في أبو ظبي.
ويعقد عبيد قبل ظهر اليوم جلسة عمل مع نظيره النعيمي.
في السلطنة
وكان عبيد اختتم ظهر امس زيارته الى سلطنة عمان، بمؤتمر صحافي مشترك عقده مع الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي في مطار مسقط، تحدثا فيه عن نتائج المحادثات في شقيها الثنائي والاقليمي، وردا فيه على اسئلة الصحافيين اللبنانيين المرافقين لعبيد والمراسلين العمانيين.
ورحب بن علوي في كلمته بزيارة عبيد "الاخوية الحميمة التي عبرت عنها الصلات والعلاقات بين سلطنة عمان والجمهورية اللبنانية الشقيقة، وجاءت في وقت مهم لنا جميعا لنتحدث في كيفية تنظيم وتنسيق جهودنا في ما يتعلق بعلاقاتنا الثنائية او في جهدنا المشترك للتعاون مع اخواننا واشقائنا في ما يواجه منطقتنا وقضايانا العربية. وكان الوزير عبيد قد ابلغ امس (الاول) جلالة السلطان قابوس رسالة من فخامة الرئيس العماد اميل لحود وناقشنا العديد من القضايا والهموم المشتركة التي لا شك انها توافقت بين صاحب الجلالة واخيه الرئيس لحود، وتوجيهات جلالته كما توجيهات الرئيس والقيادة في لبنان هي بتوحيد الجهود والعمل سويا لما فيه مصلحة البلدين والامة العربية".
اما عبيد فوصف الزيارة بانها "كانت حافلة بكل ما هو مريح ومفيد"، قائلا: "لمسنا تجاوبا عميقا وشاملا ان على المستوى الثنائي او على المستوى القومي، واعتقد ان ما يواجهنا من تحديات لعب دورا اساسيا الى جانب روح الاخوة والدافع القومي في بلورة اتجاهات وتصورات وآليات نرجو ان تنتقل الى الطابع الثنائي والى الطابع الاجمع والاشمل في اللقاءات المرتقبة لاجتماع وزراء الخارجية وللقمة العربية في تونس".
وجدد التأكيد "ان مسألة لاجئي الشتات ليست مسألة تعني لبنان فقط او هي همّ لبناني فقط.. وما يعنينا من هذا الامر هوان نسلك السبل الآيلة الى انهائه ليس بالاقتتال بين مضيف وضيف وبين مظلوم ومظلوم كما حصل مراراً بين فلسطينيين ولبنانيين وما بين فلسطينيين وسوريين وفلسطينيين واردنيين، الذي نراه في الشتات هو نتيجة للاحتلال الاسرائيلي".
وشدد رداً على سؤال "ان العلاقات بين لبنان وسوريا ترعاها اتفاقات التعاون والتنسيق التي اقرّتها المجالس النيابية والحكومات.. ونحن في تعاوننا مع سوريا نسعى في الدرجة الاولى الى احتواء مخاطر السياسات الاسرائيلية والتصدي لها وهذا الامر ليس وقفا على العلاقة بين لبنان وسوريا. نحن ايضا منفتحون ومتضامنون ونتعاون مع اخواننا العرب للوقوف في وجه هذه السياسات الخطرة ليس فقط على لبنان وسوريا، وانما على المنطقة بأسرها وعلى السلام العالمي".
ولفت الى وجود "محاولة مستمرة من اسرائيل لتصوير وكأن المقاومة جاءت بالاحتلال وليس ان الاحتلال هو الذي جاء بها وبالمرارة وبالانتفاضات وبالردّ عليها عندما تغلق اسرائيل كل سبل التسوية السلمية". وقال: "نحن والاخوان في عمان كان دأبنا وبحثنا وهاجسنا كيف ننفذ الى باحة المفاوضات السلمية والى التسوية السلمية العادلة، ولكنك لا تستطيع ان تنفذ اذا لم تفتح لك الابواب وليس باب مفتوحاً من هنا وابواب مغلقة من هناك".
وقبل ان يغادر عبيد مسقط الى ابو ظبي زار "متحف قوات السلطان المسلحة" وجال في ارجائه. ثم زار جامع السلطان قابوس الأكبر، وجال وبن علوي معاً في ارجائه.
وكان سلطان عمان قابوس بن سعيد قد استقبل اول من امس الوزير عبيد، الذي نقل اليه رسالة مودة وتقدير من رئيس الجمهورية والحكومة والشعب اللبناني، وشكره على احتضان السلطنة للبنانيين الموجودين فيها بالقول وبالفعل وبالقلب.
ثم التقى عبيد ممثلين عن ابناء الجالية اللبنانية في السلطنة وحاورهم حول الاوضاع في لبنان وردّ على استفساراتهم. ومساءً، اقام الوزير بن علوي مأدبة عشاء تكريمية له.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00