8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

"المتابعة" تناقش في اجتماعها المقبل تفعيل المبادرة العربية

علمت "المستقبل" ان الافكار التي يتم طرحها والتداول بها خلال جولة وزير الخارجية والمغتربين جان عبيد الخليجية العربية، ستتبلور في الاجتماع الذي ستعقده لجنة المتابعة والتحرك العربية في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة في 11 شباط المقبل و12 منه.
وأكدت مصادر ديبلوماسية عليمة ان اية خطة في هذا الاطار سيتم تبنيها من جامعة الدول العربية، وأن الاتصالات العربية ـ العربية التي بوشر بها في هذا الموضوع بناء على تحرك لبنان، ستتم كلها في اطار الجامعة، بحيث ان الدورة العادية الـ121 التي ستعقد في بداية آذار المقبل ستكون دورة التحضير للقمة العربية العادية في تونس التي تعقد في نهاية الشهر نفسه.
وأشارت المصادر الى ان "بلورة الافكار حول آلية الخطة العربية المزمعة من اجل تفعيل المبادرة العربية للسلام والعمل العربي المشترك، ستناقش بشكل مستفيض اثناء انعقاد لجنة المتابعة، بحيث ستدرس الدورة العادية للجامعة هذه المقترحات على ان ترفعها الى القمة. وقد أعطيت لجنة المتابعة زخما عربيا من جديد من اجل اتخاذ موقف في بلورة تلك الآلية، وهذا موقف عربي متقدم بعدما قضت المرحلة السابقة بأن تقوم اللجنة بدور في متابعة تنفيذ مقررات القمة ليس الا، وأن لا يتعدّى دورها هذه المسألة. الا ان الاجواء العربية الحالية اعطت اشارات لقبول ان تبلور اللجنة الافكار المعدة، وتلك التي تقدمها كل دولة حيال الموضوعين المذكورين وهما محور الوضع العربي".
ولفتت المصادر الى ان زيارة عبيد الى الكويت ستتم في 24 الجاري و25 و26 منه، في حين لن تكون زيارة مصر قبل موعد اجتماع لجنة المتابعة.
وقالت المصادر "ان عبيد سجل ارتياحه للايجابية في الموقف الذي سمعه في الامارات، لا سيما من ولي العهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان"، مشيرة الى ان "الامارات اكدت ان مضامين التحرك اللبناني هي قضية عربية شاملة، وما دامت كذلك، فهي لا تتداخل مع ما هو متعلق بخصوصيات كل دولة في العلاقات مع الخارج. وفي كل الاحوال، فإن الاولوية هي لوحدة الصف العربي والتضامن العربي".
وكان عبيد قد توج محادثاته الرسمية في ابو ظبي بلقاء ولي العهد، في حضور وزير الخارجية الاماراتي راشد عبدالله النعيمي واعضاء الوفد اللبناني الرسمي، وتم خلاله عرض العلاقات الثنائية وتطورات عملية السلام ومخططات التوطين. وسبق اللقاء جلسة عمل عقدها عبيد مع نظيره الاماراتي في حضور وفدين من البلدين. وتحدث عن نتيجة لقاءاته قائلا: "نقلت الى صاحب السمو ولي العهد رسالة مودة وأخوة من فخامة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الى دولة الامارات اميرا وحكومة وولي عهد وإلى كل مستويات القيادة فيها. ولقد عبّرنا عن عاطفة الدولة اللبنانية على مختلف مستوياتها، وعن شعور اللبنانيين بالامتنان وبالمصير المشترك".
اضاف: "كان لنا بحث عميق في ما يؤدي الى اقامة السلام العادل والشامل في هذه المنطقة، والمتكافئ والقائم على تنفيذ القرارات الدولية وعلى حق العودة وعلى دولة فلسطينية ذات سيادة وعلى انهاء موضوع التوطين وعلى استعادة كل الاراضي العربية المحتلة سواء أكانت في جنوب لبنان ام الجولان ام في الضفة. وكان هناك تفاهم مشترك يستند الى ما تلتزم به دولة الامارات، من مصالح عربية ومسائل مشتركة وخصوصا بعاطفة مميزة نحو شعب لبنان"، مشيرا الى انه "سيكون هناك تحرك مشترك عبر المؤتمرات والاستحقاقات المقبلة على المستوى العربي".
واعرب عن اعتقاده أن "التشاور ما بين الاخوة في دولة الامارات وبيننا وبين الاخوان العرب، لا بد سيؤدي الى بلورة مفاهيم متقاربة متبادلة متشاركة في موضوع معالجة الوضع العربي واستحقاقات السلام والتسوية العادلة الشاملة في المنطقة".
بدوره قال النعيمي: "نحن في الامارات سعداء ان نرى لبنان وقد تعافى يحمل هموم امته العربية، كما كان في الماضي ويقوم الآن بعمل واتصالات من اجل وحدة الصف العربي ودعم العمل العربي المشترك، ويسعدنا كثيرا ان نرى لبنان الآن يقوم بهذا الدور المهم والذي هو اهل له. هذا من جهة، ومن جهة اخرى، تربط الامارات بلبنان وشائج كثيرة، وما تقوم به الامارات وما قامت به في الماضي من عمل مشترك هو من اجل التقارب والتفاهم بين الشعبين. نحن نعتز بهذه الظاهرة وبالجالية اللبنانية التي ساهمت في التنمية في الامارات".
واشار الى موضوع اللاجئين وموقف لبنان منه "هو موقف عربي نؤيده وندعمه. هذا موقف جامعة الدول العربية وكل الدول العربية، بل هناك قرارات دولية في هذا الموضوع، ونحن نتمسك بحق العودة دوليا وعربيا وهو من ضمن سياستنا في الامارات وأن تتبناه الجامعة العربية، ونحن على استعداد ان نعمل مع لبنان في اطار الجامعة والتنسيق مع اخواننا العرب من اجل تأكيد وتثبيت ووضع خطة مستقبلية في اطار المطالب العربية للسلام والاستقرار في المنطقة".
ورأى ان "العمل العربي المشترك موضوع عربي، وعلى العرب ان يتفهموا المرحلة ويعملوا بجدية. والعمل الجماعي افضل بكثير من العمل الانفرادي، ودعم مواقف بعضنا البعض في اطار العمل العربي المشترك موضوع له اولوية قبل ان يكون هناك دعم للتجمعات الاقليمية او للتعاون الثنائي، هذا الموضوع بدا واضحا الآن ومقبولا من الكثير من الدول العربية وهناك مشاريع للعمل العربي المشترك امام القمة العربية المقبلة التي ستعقد في تونس في آذار المقبل، وإن شاءالله نحن في الامارات سوف نعمل مع اخواننا على انجاز هذا العمل، وهذا مطلب اماراتي. صاحب السمو الشيخ زايد لا يزال في كل الاوقات يطالب بتضامن عربي وعمل عربي مشترك وبدونه لا يمكن ان تقوم للعرب قائمة، ومن كان يعتقد انه يستطيع منفردا ان ينجز عملا له بنفسه ثبت انه لم يستطع ولن يستطيع".
وردا على سؤال طرح على عبيد حول ما ورد في بعض الصحف عن وجود آليات عسكرية اسرائيلية على الحدود اللبنانية مع اسرائيل، قال: "اعلم ان النوايا والاعمال الاسرائيلية لا تصب في الغالبية الساحقة من الاحوال في دعم الهدوء ولا في اتجاه التقارب او التسوية العادلة والشاملة في المنطقة. واعتقد انه لا بد من اخضاع اسرائيل ايضا من المرجعيات الدولية على رأسها الولايات المتحدة لمنطق المعايير الواحدة وليس المعايير المزدوجة، وهذا الامر سيكون جزءا من تحركنا الشامل من اجل الوصول الى تضامن عربي ومعايير دولية واحدة في مقاربة مسائل السلم في المنطقة".
واقام النعيمي مأدبة غداء تكريمية لعبيد والوزير المرافق شارك فيها مسؤولون اماراتيون.
ومساء، انتقل عبيد من ابوظبي الى دبي، التي يعود منها منتصف هذه الليلة، مختتما جولته الخليجية الثانية.
وكان عبيد قد القى كلمة امام عدد من ابناء الجالية اللبنانية في الامارات في منزل السفير اللبناني حسن برو ليل اول من امس (الاحد) استهلها بتوجيه الشكر الى دولة الامارات وقيادتها واميرها. وقال: "لقد كان لبنان في شدائده متكلا على امير هذه الدولة، متكلا على وحدته في الدرجة الاولى، على اخائه المسيحي ـ الاسلامي، على انتمائه العربي، على تحالفه مع سوريا، على النخوة العربية التي ظهرت من اشقائه العرب وفي طليعتهم امير هذه الدولة وقد كان في ذلك سخيا لا متساخيا، وانها لفرصة مستمرة والتزام ايضا ان لبنان قد عاد لابنائه، الى المزيد من الرحاب العربية، ولقد عاد الاشقاء العرب الى رحاب لبنان وهذه هي الفرحة الكبرى".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00