يلقي الوضع المستجد في المنطقة العربية بظلاله على الاتصالات والمشاورات العربية القائمة لدرس سبل اجتياز هذا الاستحقاق الكبير الذي من شأنه أن يغيّر وجه المنطقة وجوهر أنظمتها، وفقاً لما تؤكده مصادر ديبلوماسية عربية بارزة.
واستناداً إلى هذه المصادر، فإنّ الدول العربية ستواجه استحقاقات مماثلة كل بدورها، مع تسجيل مراحل لهذه العملية، أولاها كان مع مصر وتونس، والثانية حالياً مع ليبيا واليمن، ثم هناك الاردن، سوريا، الجزائر والمغرب فيما ليس مطلوباً أي خلل في التعاطي مع الثوابت حيال البحرين، بما في ذلك قطر.
ووسط هذا الواقع يسجل تعامل تركي دقيق جداً مع تطور الموقف العربي، إذ ان تركيا تريد حالياً ألا تكون سبباً أو ممراً لاستخدامها في الصراعات في المنطقة، حتى كممر على الأقل. ذلك انه في الآونة الأخيرة، كشفت تركيا انها تُخضع الطيران الايراني المتجه إلى سوريا للتفتيش، وانها تجد اسلحة، وهذا التفتيش هو بموجب القرار 1929 الذي يحظر على إيران تصدير السلاح واستيراده. الحجة التركية لإنزال الطائرات هي السلاح النووي، لكنهم يدركون جيداً ان الطائرات لا تحوي سلاحاً نووياً، إنما سلاحاً آخر، كما يهدفون إلى الحد من إرسال السلاح بالطيران، ولا تعود إذ ذاك طريقة لارساله إلا عبر البر، وهذا دونه عقبات حالياً.
كل مستقبل الأوضاع العربية متعلق بمصر، إذ ستتأثر دول عربية عدة بما سيحصل فيها، وهي مسألة ستأخذ وقتاً. ومثلما راجت الاشتراكية العربية، بحسب المصادر، اثر ثورة عبدالناصر، وانتشرت في سوريا، وليبيا و العراق، فإنّ أي نظام جديد في مصر سيؤثر حتماً في الدول العربية، حتى لبنان تأثر على أيام عبدالناصر، حيث تم انتخاب رئيس جمهورية هو فؤاد شهاب الذي كان صديقاً لعبدالناصر. وبالتالي، أي شكل سترسو عليه الحالة السياسية في مصر ستؤثر في دول عربية عديدة من بينها لبنان، ولن تظهر نهائية المشهد السياسي المصري لا في الانتخابات الرئاسية الأولى بعد الثورة، ولا في انتخابات الدورة الثانية للشعب، إنما ستظهر بعد نحو 5 سنوات في الانتخابات التي تلي هذه الانتخابات.
وفي أجواء الثورة المصرية هذه، فإنّ موقف المرشح للرئاسة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، يأتي من وحي الثورة إلى درجة تطلب منه الانظمة العربية التروي. لكن كل كلمة يقولها الآن، ستتم محاسبته عليها في البلد. لذلك يدعو الحكام العرب إلى الانتباه إلى مسار الامور بحيث اذا لم يتم الاخذ في الاعتبار ما يحصل فإنّ هناك كارثة لا بد واقعة. كما يؤكد ان طريقة الحكم القديمة لا تنفع، وسط الفورة الجماهيرية الراغبة في الاصلاح والديموقراطية، وحديثه حتى في الاجتماعات العربية على مستوى وزراء الخارجية هو نفسه بحيث طلب إليهم إبلاغ قادتهم بهذه القراءة.
وتتجه الأنظار العربية إلى التطورات في دمشق في ضوء الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء الماضي، وما إذا كانت ستستمر التظاهرات أم ستنتهي وعلى أي أساس.
وفي وقت تشير المصادر إلى ضرورة وجود وضع صلب في لبنان، في ظل الوضع الخطير الذي يسود المنطقة، فإنّ هناك استبعاداً لتأثر الوضع اللبناني سلباً بأي تطورات حاصلة في سوريا، إذ ليس من الضرورة أن تحصل مشكلات في لبنان، إذا ما استمرت التطورات السورية، فليس للبنان علاقة بما يحصل، وهذا شأن سوري داخلي. لكن أي تقدم في التطورات المشار إليها لا بد سينعكس على أداء الشخصيات اللبنانية القريبة من سوريا، حيال القضايا المطروحة في لبنان.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.