ثمّن رئيس شركة الاتصالات السعودية خالد الملحم توجّه لبنان الى تخصيص قطاع الاتصالات. ودعا الى تسريع الخطى لوضعه في إدارة شركات تكون قادرة على اتخاذ القرارات السريعة.
وعزا في حديث الى "المستقبل" على هامش الملتقى العربي للاتصالات والانترنت، عدم وجود استثمار سعودي في قطاع الاتصالات اللبناني الى استمرار احتكار الدولة الهاتف الثابت، وتسلّم شركتين فقط الهاتف الخلوي. وقال إن اللبنانيين قادرون على إدارة قطاع الاتصالات بنجاح، وبالتالي فإن المستثمر السعودي لن يكون بإمكانه أن يقدّم قيمة مضافة للعمل، إذ أن وضع رأسمال فقط لا يعدّ قيمة مضافة.
ورأى أن العالم العربي يمرّ بوضع حساس إزاء التطوّر المتلاحق لقطاع الاتصالات العالمي ولا بدّ من تسريع التخصيص ونقل القطاع من الإدارة الحكومية الى إدارة خاصة، تكون قادرة على استثمار القطاع وتوسيعه.
وقال الملحم إن السعودية قطعت مشواراً في تطوير شبكة الاتصالات، من خلال تخصيص شركة الاتصالات السعودية.
وأوضح أن نسبة الإشباع في توسع الشبكة هي أكثر من 90 في المئة للهاتف الثابت و27% بالنسبة للهاتف الخلوي، وتوقع أن يرتفع عدد مستخدمي الخلوي في السعودية الى 40% من عدد السكان.
ودعا الدول العربية الى المبادرة في ربط شبكة كل دولة مع الدول المجاورة وبذلك يصبح للدول العربية شبكة قوية. ورأى في هذا السياق أن هناك صعوبة في إنشاء شبكة عربية موحدة.
لبنان وضع نفسه على طريق تخصيص القطاع فهل تشجعون هذه الخطوة؟
ـ هذه خطوة مهمة ولكن يجب الإسراع فيها وفي تحريرها من ناحية تخصيص القطاع ووضعه في إدارة شركات، ليكون قادراً على اتخاذ القرارات السريعة والقرارات الاستثمارية المهمة لتطور القطاع نفسه. ونحن نؤيد هذه الخطوة.
لماذا لم تسعَ المملكة العربية السعودية الى الاستثمار في قطاع الاتصالات اللبناني، على الرغم من أنه أكثر القطاعات إنتاجاً؟
ـ قطاع الاتصالات اللبناني لا يزال قطاعاً محتكراً بالنسبة للاتصالات الثابتة، أما الاتصالات المتنقلة فهناك رخصتان.
كشركة اتصالات سياستنا الاستثمارية تبنى على ماذا يمكن أن نقدم من قيمة مضافة للعمل، وأعتقد أن القيمة المضافة، التي يمكن أن نقدمها للاتصالات في لبنان لن تكون كبيرة بحيث أن اللبنانيين قادرون على إدارة شركاتهم بنجاح، ووضع رأسمال فقط ليس كافياً بالنسبة لنا، ولكن يجب أن يكون هناك قيمة مضافة نستطيع أن نقدمها للعمل ليستثمر فيها. وقطاع الاتصالات اللبناني من قطاعات الاتصالات، وخصوصاً الخلوي، العريقة في الدول العربية وقادر على أن يدير أعماله بنفسه.
هل تنصحون بخطوات معينة لاتخاذها في المرحلة القريبة؟
ـ نحن من خبرتنا نعتقد أن التخصيص وتحوّل المرافق إلى ملكية للمواطنين ومشتركة مع الدولة، عنصر هام للتطوير، كذلك رأس المال، لأن شركات الاتصالات في معظم الدول العربية هي من الشركات الناجحة، والتي تجذب الاستثمار. وقدرة المواطن على أن يكون كذلك مستخدماً ومستثمراً في القطاع سيكون له فعالية طيبة.
دخلت المملكة العربية السعودية في مرحلة تطوير القطاع فكيف ترون هذه النقلة؟
ـ اعتقد أن العالم العربي يمرّ بوقت حساس جداً في عملية تطوير قطاع الاتصالات بصفة عامة، ويجب علينا أن نكون سريعين في اتخاذ القرارات في تخصيص القطاع ونقله من قطاع حكومي إلى قطاع خاص، يكون قادراً على الاستثمار والتوسع. ووضع الشبكات اللازمة لتطوير قطاع الاتصالات بصفة عامة، إذ أنه من دون قطاع اتصالات قوي وناجح لن يكون هناك تطور اقتصادي متكامل، فالبنية التحتية لقطاع الاتصالات هي الأساس في التنمية بصفة عامة والمعرفة، لأن قطاع الاتصالات ليس فقط عملية اتصال ولكن هو قطاع يساعد على المعرفة والاطلاع.
أين هي المملكة العربية السعودية من الثورة المعلوماتية القائمة، وهل أنتم مع فكرة تنمية قطاع الاتصالات في العالم العربي، كما يقترح الاتحاد الدولي للاتصالات؟
ـ أعتقد أن المملكة قطعت مشواراً كبيراً وبطريقة سريعة في تطوير شبكاتها، من خلال تخصيص شركة الاتصالات السعودية. لقد بنيت في المملكة شبكات كبيرة جداً وتعتبر من أحدث الشبكات في العالم العربي وفي منطقة الشرق الأوسط. وتوجد لدينا إمكانيات في البنى التحتية لتطوير قطاع الاتصالات، ونحن في المملكة نساند قطاع المعلوماتية، لأن هذا القطاع مرتبط مع بعضه بصفة قوية جداً.
ما هي نسبة خدمات الاتصالات في السعودية قياساً مع العالم العربي؟
ـ نحن من الدول التي تطورت بسرعة، فلدينا تقريباً ما يعادل أكثر من 90 في المئة تشبع بالنسبة لعدد البيوت الموجودة. فنحن لا نقيس التشبع بخصوص الهاتف الثابت بعدد السكان، إذ أن النسبة تكون أكثر وضوحاً إذا احتسبت بالنسبة لعدد المنازل. أما في الهاتف الخلوي فنحن وصلنا في الوقت الحاضر الى أكثر من 27 في المئة من السكان، وفي اعتقادنا نحن في نهاية هذه السنة سيكون عندنا ما يقارب 34 في المئة من عدد سكاننا لديهم الهاتف الجوّال. وفي اعتقادنا أن هذه النسبة قد تزيد الى 40 في المئة في العام القادم.
هل هناك أي مشاريع قريبة تُعدّ لها المملكة العربية السعودية في هذا المجال؟
ـ لا أعتقد أن هناك مشاريع في هذا المجال عدا عن الاستمرار في الاستثمار في قطاع الاتصالات.
هل أنتم مع شركة عربية موحدة للاتصالات؟
ـ إن الدول العربية يرتبط بعضها ببعض بأحدث الشبكات، فالمملكة مربوطة مع جميع جيرانها بشبكات ألياف بصرية. وأخيراً ربطنا السودان عن طريق الكابل البحري. وأعتقد أن خطوات الجهة الأخرى من كل دولة عربية أن تربط مع الدول المجاورة. سيكون هناك شبكة قوية للدول العربية ولكن كشبكة موحدة، أعتقد أنه سيكون من الصعوبة أن تتفق المجموعة كلها على اتخاذ قرار وقد يكون هناك ازدواجية بسبب هذا الموضوع.
هل هناك دول عربية متقدمة في هذا القطاع تستطيع نقل خبراتها الى دول أخرى؟
ـ أعتقد أن هناك خبرات كثيرة في العالم العربي وقد يكون دولة متطورة على دولة أخرى في بعض النواحي، ولكن البرامج التي يمكن أن تستفيد فيها الدول العربية بعضها من بعض هي في صناعة المحتويات، وإن عملية تطورها من جهة واحدة قد تكون مكلفة أكثر من لو أنها تتطور من أطراف كثيرة. أعتقد أن المشاركة وفعالية تطوير المحتويات بين الدول العربية ستكون عاملاً مهماً لنشر خدمة الانترنت، لأن من دون محتويات عربية سيكون نشر خدمة الانترنت ضعيفاً جداً.
ـ ما هي أهمية هذا المؤتمر الذي يعقد اليوم في بيروت؟
ـ إن هذا المؤتمر يعطي نظرة لبعض الفرص المتاحة في قطاع الاتصالات والتحديات التي يمرّ بها قطاع الاتصالات وشركات الاتصالات وكذلك بعض الحلول التي ممكن أن تطرح للمناقشة. أعتقد أن من أهم فرص هذه المؤتمرات التواصل بين المسؤولين سواء على المستوى الحكومي أو على مستوى الشركات والتقارب بين المسؤولين والموردين ومقدمي الخدمة، يعطي نوعاً من المعرفة المتواصلة للجميع في القطاع.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.