8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

حنين لـ "المستقبل": البطريرك لا يريد إبقاء اللقاء في "الإطار الودّي"

أمل النائب صلاح حنين ان يحمل لقاء بعبدا أول من امس بين رئيس الجمهورية اميل لحود والبطريرك الماروني مارنصرالله بطرس صفير، شيئاً جديداً للمستقبل، و"ان السلطة قد استوعبت الخطأ الفادح والتاريخي الذي وقعت فيه بتفويتها الفرصة التي خلقها لها البطريرك صفير عبر الجو الانفتاحي والتضامني من خلال مواقفه الاخيرة على الصعيدين الاقليمي والداخلي".
واعتبر حنين في حديث الى "المستقبل" ان اي علاقة لا تسفر عن أي نتيجة مجدية، تبقى في اطار اللقاءات الودية، مؤكدا ان "البطريرك صفير يريد ان يكون هذا اللقاء بداية لترجمة مطالب وطنية عميقة ولبنانية صادقة يبوح بها باستمرار منذ اتفاق الطائف وحتى اليوم"، وأشار الى ان "هذه هي نية البطريرك صفير وهو رسم هذه الطريق ويريد من الجميع السير فيها"، وشدد على ان "من يريد ان يبقي اللقاء في اطاره الودّي ليس غبطة البطريرك".
هنا نص الحوار:
بصفتكم نائباً مقرباً من البطريركية المارونية وصديقاً لها، هل لكم ان تضعونا في خلفية وأجواء لقاء رئيس الجمهورية إميل لحود والبطريرك نصر الله صفير الذي حصل في بعبدا؟
ـ ليست لدي معطيات، بل تحليل شخصي، فللبطريرك صفير دائماً قراءة صحيحة جدا للوضع اللبناني ككل، وخصوصا لموضوع الحريات والديموقراطية والسيادة في لبنان.
وأنا من القائلين ان الذين لم يتمكنوا حتى اليوم من قراءة وفهم ما يعنيه غبطة البطريرك بالنسبة الى هذه المواضيع، لا شك بأنه سيأتي يوم ويقرأون فيه بطريقة صحيحة ويلمسون مدى عمق اقواله وصحتها.
وفي الفترة الأخيرة رأى غبطته ان الوضع الاقليمي "متزعزع"، والعاصفة الآتية الى المنطقة ستكون شديدة جدا، وهو دائما من موقعه كبطريرك للبنان كله، وأنا اعتبر في هذا الاطار ان البطريركية هي بطريركية المسلمين قبل ان تكون بطريركية المسيحيين، لذلك كان غبطته دائما في المقدمة في قضية الدفاع عن الحقوق العربية وحقوق اللبنانيين، كل اللبنانيين وليس شريحة من دون أخرى.
لذلك عندما احس غبطته ان العاصفة آتية وبهذا العنف، كان سباقا دائما، وأخذ موقفا متقدما لحماية البيت اللبناني.
وأنا من المطالبين بضرورة ان تكون حماية هذا البيت منذ اتفاق الطائف حماية جدية من خلال تحصينه بتطبيق سليم لاتفاق الطائف عبر وفاق وطني صحيح، ومصالحة حقيقية، هي التي يرفع عنوانها سيدنا البطريرك منذ اقرار اتفاق الطائف وحتى اليوم.
ان البطريرك صفير كان ولا يزال يحث على تطبيق الطائف ويحث الحكومة على العمل في المجال الصحيح. وان بادرة البطريرك صفير تجاه قصر بعبدا تصب في اطار العمل الوحدوي في البلد لتمكين المجتمع السياسي اللبناني من التماسك في ظل العواصف الآتية، وقد نجح البطريرك صفير في ذلك، والدليل ان كل المتوافدين الى بكركي اليوم أتوا لشكر البطريرك على هذا الموقف العروبي المتقدم، والموقف اللبناني الوطني.
انطلاقا من هذا الواقع، ارى ان غبطة البطريرك لا يقوم بأي عمل أو أي شيء ليأخذ شيئاً آخر في المقابل، بل هو يطالب دائما من اجل الوطن، وللوطن كله، ولا يطلب شيئاً لنفسه.
ولكن، وبعد الاستحقاق الحكومي المفاجئ، كان الجميع يأمل ان تأخذ السلطة في الاعتبار هذا الجو الانفتاحي والتضامني الذي خلقه البطريرك صفير، فتنتهز الفرصة تاليا وتعود عن الخطأ وتخرج من تقوقعها وظلمتها وانغلاقها وتمد يدها للجميع، وتنفتح على الجميع للوصول الى التضامن الوطني والوفاق الصحيح.
لقد اتاح لها غبطة البطريرك هذه الفرصة لتستفيد منها وليس لمبادلته بأي شيء، ولكن لسوء الحظ لم تستفد السلطة من هذه الفرصة بل على العكس خطت خطوة الى الوراء بدلاً من ان تبقى في مكانها على الأقل.
والحقيقة ان ما حصل شكل مفاجأة لجميع اللبنانيين، حيث اننا، وفي ظل هذه الاجواء الاقليمية المشحونة، وبدل ان نخطو خطوة الى الامام، تراجعنا عشرات الخطوات الى الوراء، فولدت الحكومة الجديدة "ميتة" وعلى عكس ما كنا نأمله من ناحية الوفاق الوطني.
أما اللقاء الذي حصل في بعبدا بين الرئيس لحود والبطريرك صفير، فان شاء الله تكون السلطة قد استوعبت هذا الخطأ الفادح والتاريخي الذي وقعت فيه بتفويتها الفرصة في أخذ المبادرة الناجحة والانطلاق قدما الى الامام، ونأمل ان تحمل هذه الزيارة شيئاً جديداً للمستقبل لناحية الوفاق الوطني.
هناك من لا يعترف بالسلطة أو بالدولة أو بالطائف، فكيف تستطيع الدولة تمثيله في هذه الحكومة؟
ـ هنا أريد أن أسأل، من الذي حمى اتفاق الطائف؟ ومن الذي وضع مصداقيته كاملة لحماية الطائف؟... الجواب هو ان البطريرك صفير هو الذي وضع كل مصداقيته لحماية الاتفاق المذكور، ومشى ضد تيار قوي حينها يرفض اتفاق الطائف لانه كانت لديه قناعة تامة بأن اتفاق الطائف كان ضروريا لوقف الحرب والاقتتال الداخلي والانطلاق نحو مرحلة سلام ووفاق.
لذلك لا نستطيع ان نقول عكس الحقيقة التاريخية الواضحة للجميع وهي ان البطريرك صفير كان المدافع الاول عن اتفاق الطائف.
لكن اليوم، الجميع تحت سقف الطائف باستثناء قلة محدودة، والخطأ ان الطائف لم يطبق بحذافيره، والمسؤولية تقع على عاتق السلطة التي كان يجب ان ترعى تطبيق هذا الاتفاق وتسعى الى اعادة الانتشار السوري، وليس الشعب اللبناني.
هل يؤسس لقاء بعبدا الاخير لعلاقة جديدة بين البطريركية المارونية والرئاسة؟
ـ نحن مع توطيد اي علاقة، لكن اي علاقة لا تسفر عن اي نتيجة مجدية تبقى في الاطار الودي فقط، وكل لقاء لا يوجد اطار عمل، ولا يثمر آليات جديدة في الاتجاه الصحيح يبقى في اطار المحبة. وأنا اكيد ان البطريرك صفير يريد ان يكون هذا اللقاء بداية لترجمة مطالب وطنية عميقة لبنانية صادقة يبوح بها باستمرار منذ اتفاق الطائف وحتى اليوم. هذه نية البطريرك صفير، وهو رسم هذه الطريق ويريد من الجميع السير فيها، فمن يريد ان يبقي اللقاء في اطاره الودّي لا أظن أنه البطريرك صفير.
فمطالب البطريرك صفير تتلخص بالسيادة والحرية والديموقراطية لجميع اللبنانيين وليس لفئة واحدة، لأن السيادة هي أساس حياة أي شعب وأي بلد. وهذه أمور لا ينفرد بها احد، انما هي للجميع على حد سواء.
فمطالب البطريرك صفير هي مطالب اللبنانيين اجمعين، وكرامة وعزّة كل اللبنانيين.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00