8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

السياحة في تونس تنمو بنسبة 6.3 في المئة 6.5 ملايين سائح بمدخول قدره 2.75 مليارا دينار

سجلت الوجهة التونسية خلال سنة 2006 زيادة في عدد السيّاح بنسبة 2.7 في المئة حيث استقطبت تونس حوالى 6 ملايين و550 ألف سائح كما تطوّر عدد الليالي المقضاة بـ1.5 في المئة حيث حققت 36 مليون و840 ألف ليلة في ما توفرت مداخيل سياحية بقيمة 2751 مليون دينار مسجلة تطوّراً 6.3 في المئة.
وتبدو مؤشرات القطاع السياحي بالنسبة للسنة الحالية إيجابية خلال الأربع أشهر الأخيرة من سنة 2007 إذ سجّلت هذه المؤشرات تطوّراً ملحوظاً في مستوى التوافد السياحي من مختلف الأسواق السياحية وعدد الليالي السياحية وكذلك في مستوى المداخيل السياحية.
وبلغ عدد الوافدين في الأشهر الأربعة الأولى من السنة الحالية أكثر من مليون ونصف سائح فيما بلغت نسبة الإيواء في النزل بنسبة 11 في المئة خلال هذه الفترة مقارنة بنفس السنة من سنة 2006 إذ بلغت نحو 700 مليون دينار مقابل 631 مليون دينار خلال الفترة نفسها من سنة 2006.
ويمثل القطاع السياحي من أبرز روافد النمو الاقتصادي في تونس ويحظى بمكانة هامة في منظومة التنمية في البلاد إذ توصلت السياسات التنموية المعتمدة إلى توفير كافة متطلبات النهضة السياحية وإكساب هذا القطاع الحيوي كافة مقوّمات التطوّر والإشعاع ولكن مع العمل على ضمان الحفاظ على المنظومات والموارد الطبيعية وحماية مكوّنات المحيط الطبيعي من كل أشكال الإهدار والاستنزاف.
وتكتسي السياحة أهمية بالغة بوصفها مقوّماً أساسياً لإنجاح الدورة الاقتصادية وخلق مواطن الشغل وتوفير العملة الصعبة ولارتباطه مع عدّة قطاعات أخرى شاملة للاقتصاد بما يساهم في تنشيط جميع القطاعات.
وتلعب السوق الألمانية دوراً هاماً في تحسين المؤشرات السياحية وتتمثل الغاية في الوصول إلى 800 ألف سائح ألماني خلال فترة السنوات الثلاث المقبلة فقد شهدت هذه السوق خلال سنة 2006 انخفاضاً بنسبة 4 في المئة وبلغ عدد السيّاح الوافدين على تونس نحو 548 ألف سائح.
وينتظر أن يتوافد على تونس خلال موسم الصيف نحو 575 ألف سائح ألماني أي بتطوّر بنسبة 5 في المئة مقارنة بسنة 2006.
أما السوق الايطالية فإنه ينتظر أن تتطوّر بنسبة 7 في المئة حيث سيبلغ عدد الوافدين 500 ألف سائح ايطالي خلال سنة 2007 فيما تشير السوق الفرنسية فإن التوقعات تشير إلى تطوّر التوافد السياحي سنة 2007 بنسبة تراوح بين 5 و7 في المئة أي توافد نحو مليون و300 ألف سائح فرنسي.
وسجل عدد الوافدين السعوديين إلى تونس تطوّراً بنسبة 27 في المئة خلال سنة 2006 حيث بلغ 7207 سياح. وتشير النتائج المسجلة خلال الثلاثية الأولى من السنة الحالية نسبة زيادة تجاوزت 5 في المئة بفضل برمجة الوكالات السياحية السعودية الوجهة السياحية التونسية ضمن مجموعة الوجهات التي تسوقها.
أما منطقة الخليج فإن التقديرات تشير إلى أن عدد الوافدين غير المقيمين من دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين وعمان قد بلغ 26798 سائحاً سنة 2006 أي بانخفاض بـ2.10 في المئة.
وقدر ارتفاع العدد الإجمالي للوافدين المقيمين بـ4.8 في المئة سنة 2006 مقارنة بسنة 2005 وسجل العدد الإجمالي لليالي المقضاة ارتفاعاً يقدر بـ81 في المئة سنة 2006 مقارنة بسنة 2000 حيث ارتفع العدد من 9859 ليلة إلى 17799 ليلة سنة 2006.
أما التدفق السياحي الليبي نحو تونس فيتميّز بعدة خصوصيات منها الصبغة العائلية لأغلب التنقلات خارج البلاد وتفضيل الإقامة بالشقق الخاصة والفندقية والحجز الفردي بالنزل. وقد تطوّر حجم الطلب السياحي من 600 ألف سائح سنة 1999 إلى مليون و500 ألف سائح سنة 2006.
وتعدّ تونس الوجهة الأولى بالنسبة للسائح الجزائري مقارنة بالوجهات السياحية المنافسة على غرار فرنسا والسعودية واسبانيا حيث بلغ عدد الجزائريين الذين توجهوا إلى الخارج سنة 2006 أكثر من 1.6 مليون سائح جزائري 57 ألفاً منهم إلى تونس أي بزيادة بنسبة 1.6 في المئة مقارنة بسنة 2005. كما تطوّر عدد الليالي المقضاة من طرف الجزائريين بنسبة 13 في المئة في حين زادت مداخيلهم بنسبة 15 في المئة.
وقد أفرز التطوّر الذي شهده المنتوج السياحي التونسي الذي يواجه منافسة حادة في الوجهات السياحية التقليدية والجديدة تحديات عديدة من أبرزها اختلاف الأسواق من حيث الخصوصيات والميولات والتطلعات وتنوّع المنتوجات والمقاصد السياحية والنقل الجوي ذو التكلفة المخفضة وهو ما دعا الأطراف المعنية إلى مراجعة الآليات المعمول بها وخاصة في مجال الترويج والاتصال والإشهار لما له من أهمية في دعم القدرة التنافسية للوجهة التونسية والتعريف بثراء مخزونها وتعزيز موقعها لدى متعهدي الرحلات وفي الأسواق.
وتتركز الجهود المبذولة على مزيد إنجاح الوجهة التونسية بالرغم من احتدام المنافسة وتعدّد المقاصد السياحية بفضل خطط ترويج وتسويق المنتوج السياحي بهدف تنمية السياحة في تونس. وقد تكثّفت الملتقيات الإقليمية بممثليات الديوان الوطني للسياحة التونسية في كل من مدريد وستوكهولم وبرلين وموسكو بهدف درس أوضاع الأسواق الأوروبية جهة بجهة وطرق التحرّك فيها مستقبلاً.
ويعمل المسؤولون على تكريس كل الإمكانيات لتمديد الموسم السياحي وجعل تونس مقصداً سياحياً في في كل الفصول وعلى مدار السنة والتخلص من عقدة الموسمية بالتركيز على الجهات ومخزونها المتنوّع والثري من سياحة ثقافية وصحراوية واستشفائية وسياحة القولف إلى جانب السياحة الشاطئية مع الترفيع في استقطاب السياحة من ذوي القدرة الانفاقية العالية خاصة في الموسم الشتوي.
وقد تمّ ضبط برامج ترويجية تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الجهات ومخزونها الطبيعي والحضاري والثقافي لجعلها في المستقبل القريب تسوق كمنتوج مستقل بذاته.
وان ما سجله القطاع السياحي من أرقام قياسية خلال سنتي 2005 و2006 وبروز ومؤشرات طيبة وآفاق واعدة للسنة الحالية يفترض أن يرتقي أداء القطاع السياحي إلى مراتب الامتياز وتحسين الجودة والمردودية وليس فقط بالعمل على جانب أكثر عدد من السياح بل بالحرص على كسب النوعية وتوفير المردودية الحقيقية للقطاع.
وتأخذ الاستراتيجية الجديدة لتطوير السياحة في الاعتبار الجانب الكيفي من خلال إدخال نوعية جديدة من المنتوج ذات مردودية عالية ومكوّنات سياحية قادرة على إعطاء الإضافة والإثراء للقطاع وتضمن ديمومته على امتداد السنة. كما تتضمن هذه الاستراتيجية إلى جانب إعادة التصنيف الجديد للوحدات السياحية الاختياري والإجباري بداية من هذه السنة من إعادة النظر في المنظومة التكوينية السياحية وفي الأنماط الإيوائية الفندقية بتوجيه الجهود نحو أنماط جديدة مثل الإقامات السياحية.
وتركز استراتيجية التنمية السياحية على تنويع المنتوج ودعم جودة الخدمات واستقطاب أسواق جديدة والعمل على جعل الوجهة التونسية وجهة سياحية آمنة ومستقرّة.
وتمثل المشاريع السياحية الجديدة بجرجيس وجربة إضافة وإثراء للمنتوج السياحي بما تحتويه من مكوّنات تتضمن ملاعب صولجان ومارينا ووحدات فندقية وإقامات وقرى ومدن سياحية وموانئ ترفيهية إلى جانب مكوّنات السياحية التقليدية الشاطئية.
وتمثل السياحة الثقافية منتوجاً واعداً إذ تتميّز عدّة جهات في الجنوب كنفطة وتوزر بعمق تاريخي وحضاري وطابع معماري متفرّد باعتماد الأجر التقليدي لتغليف واجهات المباني. ونظراً لجماليته وقيمته التاريخية فقد ساهم الأجر التقليدي في التعريف بالجهة لدى السيّاح الأجانب.
كما تشكّل المواقع التي صوّرت فيها الأفلام العالمية "المريض الانكليزي" و"حرب النجوم" وجهة لعدد من السيّاح للشهرة العالمية التي تتمتع بها، إذ مثلت ولاية توزر على امتداد السنوات الأخيرة وجهة استقطبت عديد الأعمال السينمائية التونسية والأجنبية لتوفرها على ديكور طبيعي مميّز بوجود الصحراء والجبال من ناحية والواحات والخصوصية المعمارية من ناحية أخرى، فضلاً عن توفر بنية تحتية متطوّرة أبرزها مطار توزر نفطة الدولي.
واختارت تونس أن تأخذ بعين الاعتبار في تنويع منتوجاتها السياحية الجوانب البيئية بالعناية بالسياحة الإيكولوجية مع العمل على ضمان المردودية الاقتصادية لا سيما من خلال تعزيز سياحة العلاج بمياه البحر ورياضة الصولجان خاصة من خلال برمجة إحداث 10 صولجان جديدة في أفق 2016 فضلاً عن دعم سياحة الترفيه من خلال برمجة إحداث موانئ ترفيهية جديدة وإيلاء عناية خاصة لسياحة المؤتمرات.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00