8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

معرض للفنانين الفرنسيين فاليري جيرون وجوهان بيراثونير في غاليري السي بريدي

نافذة على المدينة ودعوة للسفر في الفضاءات الرحبة للعديد من الحضارات والثقافات، قصص تروى عن المدينة بناسها واجوائها واضوائها، ظلالها وانعكاساتها، ونافذة ايضا على الطبيعة البشرية ببعديها الروحي والمادي وتأثيرها على المدن وما ينتج عنها من ازدهار ونهوض او من انحطاط وعبث، هي العناوين التي تناولها المعرض الفني مشترك للفنانين الفرنسيين فاليري جيرون وجوهان بيراثونير، الذي تستضيفه غاليري السي بريدي (les Plumes) في الأشرفية على مدى شهر من 15 ايار الى 15 حزيران.
يتضمن المعرض مجموعة من اللوحات التعبيرية التصويرية والكولاج عن التاريخ والإنسان والأديان، مدن العالم عوالمها وتحولاتها الاجتماعية والمعمارية الهندسية والفنية وتنوع وتعددية الحياة الانسانية المدنية وما بعد المدنية.
من يزور المعرض يدرك مدى حماسة السي بريدي التي تجوب العالم بحثا عن المواهب الشابة والمميزة، لإستضافة هذين الفنانين غير التقليديين اللذين يعملان على مواد غير تقليدية. طموحها ان يصبح محترفها للفن المعاصر محترفا دوليا وان ترفع اسم لبنان عاليا، توقفت عند الحيثيات التي دفعتها لإقامة هذا المعرض وقالت: فال فنانة مخضرمة اقامت معارض في كل انحاء العالم واعمالها موجودة في اكبر المحترفات الفنية. ترسم الأكريليك على الألمينيوم رسومها تندرج ضمن الفن التجريدي، وتعكس اعمالها شخصيتها المتزنة والمحبة للحياة، لوحاتها فيها الكثير من التفاؤل والفرح والسلاسة .
جوهان بيراثونير تصنف اعماله ضمن الجداريات يعمل على الأبعاد الثلاثية لقد اغرمت باعماله منذ تعرفت عليه، عمله لا يشبه احد ويمتاز بالألوان الجميلة والزاهية ينقل المدينة بصدق وامانة بروحها وبديناميتها، يجملها ويقدمها بأبهى حللها ولكن بنفس الوقت لا يغير بمعالمها ويحترم الأبعاد فيها، اما غيره من الفنانين فيرسمون المدن ويتخيلونها بأشكال مختلفة ويضيفون عليها. وهو يعمل على عدة مراحل: مرحلة التحقيق حيث ينكب على تاريخ المدينة وجغرافيتها ويختار المنظر والمحور والعناصر الرئيسية، ثم تأتي طبقات من الألوان والإقمشة، يدخل في عمله الزيت، الأكريليك، النحت، الصورة، الأوراق الذهبية والفضية، الأحجار الكريمة، الستراس، البراق، فنحصل على لوحات تتحدت عن المدن بدقة وعن نبض الحياة فيها بكثير من جمالية.
وعرضت بريدي مسيرتها المهنية والفنية في المحترف الذي اسست منذ ثلاث سنوات حيث اقامت معارض لفنانين سوريين وفرنسيين، وهي ارادت من معرضها السادس الحالي تقديم فنانين غير تقليديين وقالت: اطمح بأن يصبح محترف السي بريدي للفن المعاصر محترفا دوليا وان افتتح فروعا في باريس ولندن وهونغ كونغ... اتمنى ان اترك بصماتي في المهنة وان ارفع اسم لبنان عاليا.
وحول تأثير الأوضاع السائدة في لبنان على الأعمال والنشاطات الفنية والثقافية اعلنت بريدي:نعمل في ظل ظروف صعبة ووضع سياسي غير مستقر وحالة اقتصادية صعبة، فمن يريد الإستثمار في لبنان عليه ان يكون قويا ومؤمنا جدا بهذا البلد، احب لبنان ومتعلقة به كثيرا، لا زلت مصرة على الإستمرار فيه وعلى اعطائه افضل ما لدي وان ارفع اسمه عاليا اينما ذهبت. ولم تتوان بريدي في الختام من ان توجه تحية شكر الى مشجعها وداعمها الأول زوجها نزيه بريدي الذي لولا حبه للفن ودعمه لها لما تمكنت من تحقيق حلمها في اقامة هذا المحترف.
فال
فال التي ولدت في جنوب فرنسا حيث الشمس كما تحب ان تقول، درست الأدب الفرنسي والأدب المقارن وانتسبت الى معهد الفنون الجميلة في كان، عملت لسنوات عديدة في الصحافة وتعتبر ان هناك انسجاما كبيرا بين العمل الفني والكتابة، الكتابة والكلمات هما مثل الألوان.
في عملها تمزج فال الأكليريك مع الألمينيوم وكثير من الرموز والإشارات دلالة على المدن الحديثة والقديمة، استعمالها لهذه المواد هو تعبير عن فائض القوة لدى تلك المدن التي يتدفق عليها مئات الألاف من كل انحاء العالم. تعرف ان تلتقط الرموز والإشارات وان تبني جسورا بين مختلف المدن، ترى نفسها كثيرا في بيروت التي تنبض بالدينامية والحيوية، وتقول: بيروت تشبهني هذه زيارتي الأولى لها بدعوة من السي بريدي، وهي محطة مهمة جدا بالنسبة لي، فهذا معرضي الأول في الشرق الأوسط. اعمل على الحضارات المختلفة و على الهندسة المعمارية المعاصرة، اعرف ان التقط الإشارات وان ابني الجسور بين مختلف الحضارات التي وجدت واندثرت لإسباب مختلفة في التاريخ، كما اعرف ايضا ان اتعامل مع كل ما يجلبه التصميم المدني الحديث. بيروت بالنسبة لي عنوان لمدينة تنبض بالحياة فيها الكثير من المهارات على صعيد البناء، لديها نقاط قوة كثيرة، ارى نفسي في هذه المدينة التي تنبض بالحماسة والدينامية.
واعلنت: للتعرف على اي المدينة يجب التعرف على ناسها اجوائها والعيش فيها، وتنشق عطرها، وكل هذه الأمور اعرفها، لدي اصدقاء لبنانيين من على مقاعد الدراسة، لذلك تأثرت بالثقافة اللبنانية وان لم يتسن لي زيارة بيروت، وجدت فيها ما وجدته في اصدقائي، لكن وجدت ايضا ما لا نتوقعه عندما نأتي من فرنسا حاملين معنا الأفكار المسبقة، وجدت لدى السكان صفاء وحيوية وحبا للحياة. وجدت بيروت تشبهني فيها الكثير من الألوان والحيوية.
وعما تنتظره من الجمهور اللبناني قالت: يهم اي فنان التأثير بالناس واحب ان يكتشف الجمهور في أعمالي الحيوية والبعد الإنساني فهما الأساس لأي عمل. وكشفت اخيرا انها ستعرض هذا العام ايضا في كل من باريس، سنغافورة، نيويورك وماستردام.
جوهان
لكل مدينة قصة يروي فيها جوهان شغفه بالمدن بيومياتها، بأضوائها وبظلالها، بهندستها المعمارية، بنبض الحياة فيها، تصبح معه كل مدينة استعراضا للأضواء التي تأثر انتباه المشاهد وتدعوه لأكتشاف كل خفاياها. بيروت شكلت له مصدر الهام كبير وكان متلهفا للتعرف عليها، انها تنبض بالحياة والحركة وهي غنية بإرثها الثقافي وبالحضارات التي توالت عليها. يقول:هذا المعرض يعكس شغفي بالمدن، احاول ان انقل وبأمانة البيئة والأجواء واختار دائما المدن التي احب، التقيت السي بريدي في باريس واشارت علي ان ارسم بيروت المدينة الغنية جدا والضاربة في التاريخ التي شكلت لي مصدر الهام كبير، وكنت جدا متلهفا للتعرف اليها. وعندما زرتها شعرت اني اعرفها عن كثب ولم اكن متفاجئا بشكل المدينة، وبالفن المعماري فيها، كان لدي العديد من الصور والملصقات عن المدينة اضافة الى غزارة في المعلومات، لكن نظرتي اختلفت لدى تعرفي على سكانها الذين يتسمون بالحرارة والود.
وعن الفرق بين لوحة بيروت ولوحة دبي قال: احب مدينة بيروت كثيرا وفي عملي الجديد عنها ادخلت خبرات وتقنيات جديدة، فعلى مستوى السماء استعملت الأكليريك للحصول على تدرج في الألوان. كل مرة ادخل في اعمالي موادا جديدة، في اللوحة التي نفذتها عن دبي مثلا استعملت الأحجار الكريمة من ماس وزمرد وياقوت وغيرها اما بالنسبة الى بيروت فاستعملت احجار شواروفسكي والأوراق البراقة والذهبية تعبيرا عن قوة الضوء فيها، هدفي هو فتح نافذة على المدينة ونقل المدينة بكل امانة مع الوانها واضوائها وظلالها.
وعن كيفية تصوره لمسيرته المهنية بعد عشرين عاما اعلن: اريد ان ارسم العديد من المدن والأحياء احب ان ارسم مدينة لندن والكثير من المدن، هناك نحو مئتي مدينة في العالم، لدي الوقت لإتمامها خصوصا وان رسم كل مدينة يتطلب بين خمسمائة والف ساعة عمل، كما يمكن ان اعمل في المستقبل على المناظر الطبيعية ايضا. وأوضح ان في جعبته الكثير من المشاريع المستقبلية منها المشاركة في معرض في لندن، والمشاركة مع السي بريدي في معرضي دبي وسنغافورة للفنون.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00