انتصر المستشفى الاماراتي في شبعا على التعطيل بعدما لامسته ثقافة العرقلة التي انسحبت على المؤسسات الدستورية بدءا من عدم انتخاب رئيس للجمهورية الى فرملة قرارات مصيرية في مجلس الوزراء واستمرار تعطل مجلس النواب عن التشريع والذي اثر كل ذلك على كل مفاصل الحياة في لبنان سياسياً واجتماعياً وحتى اقتصادياً.
حكاية تأخير افتتاح مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في شبعا لا تخرج عن هذا السياق. ففي حين يصر أهالي المنطقة على ضرورة بدء العمل في هذا الصرح الطبي، فإن جهات نافذة تواصل وضع العراقيل، لكن ثمة معطيات تكشفت عن أن الأمور ذاهبة في اتجاه الحلحلة.
فقد أفادت أوساط سياسية ل المستقبل بأن هناك مسعى حثيثا يقوده السفير الإماراتي في بيروت، حمد سعيد الشامسي، بدبلوماسية ناعمة تراعي الجميع وتهدف إلى تسريع افتتاح المستشفى تلبية لطلب أهالي العرقوب الذين اهتمت دولة الامارات ببناء هذا المستشفى لهم ليقدم الرعاية الطبية لنحو 50 ألف مواطن.
المستشفى، الذي ناهزت كلفة بنائه وتجهيزه 21 مليون دولار، وتبلغ كلفة تشغيله 10 ملايين دولار خلال العشر سنوات بتمويل اماراتي كامل، هو تقدمة للشعب اللبناني، ويعتبر من الأحدث في المنطقة من حيث تطوّر تجهيزاته.
لكن كل العراقيل لم تحل من دون وضع أولوية تشغيل المستشفى على سكة العمل السريع.
وعلمت المستقبل أن السفير الشامسي اجرى لقاءات متلاحقة خلال الأيام العشرة الماضية وكثّف حركته، فاجتمع بالرئيس فؤاد السنيورة، وبوزير الصحة وائل ابو فاعور مرتين خلال أسبوع، كما استقبل للغاية ذاتها النائب قاسم هاشم، والتواصل مع الجهات الامنية والعسكرية وبلديات ومخاتير والمرجعيات الدينية بالعرقوب، وفي هذا المجال بحث مع مستشار وزير الصحة وممثلين عن جمعية المقاصد بنود عقد تشغيل المستشفى وصيغة الاتفاق النهائية بين الحكومتين الاماراتية واللبنانية.
وتأتي هذه الحركة تأكيداً على الأهمية التي توليها دولة الامارات لهذا المشروع الانمائي. وأشارت المصادر إلى تحديد الخطوط العريضة لمجلس الادارة المكلف بالادارة التنفيذية والتشغيلة للمستشفى تحت مظلة اللجنه العليا للمستشفى، وأن اتفاقاً تم على أن تكون هناك نقطة تواجد للجيش وفرقة من قوى الأمن قرب المستشفى وأن مناقشات فعلية حصلت لوضع اللمسات الأخيرة على عقد التشغيل.
وبحسب المصادر المتابعه لهذا الملف، الذي طال انتظار تحريكة فان التوقيع النهائي لتشغيل المستشفى سيكون غداً الثلاثاء في مقر وزارة الصحة بحضور الوزير وسفير الامارات ورئيس جمعية المقاصد.
وسيعقد الشامسي لقاءً مفتوحاً في مستشفى الشيخ خليفة اليوم الاثنين مع نواب المنطقة ورؤساء البلديات والمخاتير والمرجعيات الدينية وأعيان قضاء حاصبيا.
يُذكر أن المستشفى يحوي 60 سريراً وتتوزع أقسامه على: الطوارئ، قسم العناية المركزة، قسم العمليات، والجراحة، والتعقيم، التصوير الشعاعي والمختبرات الطبية، والعيادات الخارجية إلى جانب قسم متخصص بغسيل الكلى، وآخر للتنظير، قسم العلاج الفيزيائي، وقسم للولادة، العناية المركزة للأطفال، وقسم الطب الداخلي، إضافة إلى صيدلية ومشرحة.
أوساط أهالي شبعا تؤكد أن بعض الاطراف ترفض فتح المستشفى خشية أن تحوّله إلى مستشفى ميداني تستفيد منه أطراف في المعارضة السورية المسلحة المتواجدة تحديداً في بلدة بيت جن السورية المُحاذية لشبعا.
يبقى ان مستشفى الشيخ خليفة بن زايد يكتسب أهميته بالدرجة الأولى لأنه مطلب الأهالي، وهو الوحيد القادر على منع تكرار حوادث الموت على الطرق ريثما تصل الحالات الطارئة إلى أقرب مستشفى على بُعد 40 كيلومتراً، وهي مسافة لا تفصل بين الحياة والموت وحسب بل بين الإنماء والفقر. أما الذين يعطلون فتح المستشفى فإن مرجعهم إلى الجيش الذي يضبط المعابر الحدودية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.