8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

مساحة حوارية في ملتقى الأديان والثقافات

غنية كانت جلسة الغداء التي دعا اليها الأمين العام لملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار الشيخ حسين أحمد شحاده في مطعم الساحة طريق المطار لما تضمنته من حلقة نقاش فكري وحوار بنّاء بين عموم الإعلاميين الذين كانوا حاضرين للتعرف على نشاطات الملتقى ورؤيته ورسالته واستراتيجيته وأهدافه.
نهج قديم جديد سمعه الحاضرون وتحتاجه الساحة الإسلامية وسط الصخب والصراخ والتعبئة الطائفية والمذهبية، وكلام يعبر عن كل وحدوي مخلص أراد لأمته أن تخرج من أتون الصراع الذي يستفحل في كل أقطار هذا الوطن العربي والعالم الإسلامي ودساكره، والذي لم تعرفه الأمة منذ الحقبات الماضية. ويلامس الكلام النقاشي بفلسفته الراقية حالة التجدد للقضاء على الخرافات والمبالغات والمزايدات التي حرفت السيرة الإسلامية عن نهجها الصحيح والقويم.
النقاش فُتح حول الحركات المتطرفة التي تسللت الى عالمنا الإسلامي في ظروف استثنائية مع تراجع المؤسسات الدينية في لعب دورها الأساسي في تلقين الدروس في الإسلام الصحيح المنطلق من القرآن الكريم والسنة الشريفة والتي استفحلت في البيئات الاجتماعية الفقيرة والمدقعة والضائعة حتى لو كانت في بلاد متطورة، لتنشر فكرها في التفسير الخاطئ للنصوص وسط هذه الشرائح التي كانت تبحث عن بديل للروتين الذي كانت تعيشه في إسلامها بعدما تحولت بعض المؤسسات الدينية الإسلامية الى مؤسسات نخبوية لا تماس مباشر لها مع هذه الشرائح.
مجموعة إعلامية تلاقت، ولكل وجهة نظره، فمن المنار والمستقبل والوكالة الوطنية والشرق الأوسط والسفير والأنوار والإيمان والجزيرة وتيليه لوميار، وجبهم الزميل قاسم قصير الذي كان عراب الجلسة بأدبياتها ووصلاتها وحفاوتها. الكل أدلى بدلوه من رؤيته الخاصة، مجمعين على أن الحالة الإسلامية تمر بأصعب مراحلها نتيجة الموروثات التاريخية والمزايدات وتسييس النص لمصلحة محاور متصارعة، مع استغلال كبير وواسع من الدوائر الاستخباراتية، فضلاً عن استغلال مناسبات لإطلاق شعارات وأدبيات بعيدة كل البعد عن الدين وأهله.
وعرّف الشيخ شحادة الإعلاميين برسالة الملتقى التي هي منظومة القيم المشتركة بين الأديان ويسعى الى تهيئة مساحات التعاون المشترك والعمل الجماعي الهادف الى إعداد البرامج والنهوض بالمبادرات ذات الصلة بقضايا الحوار على الصعيدين العربي والإسلامي والدولي لتعزيز العلاقة بين أبناء الديانات المختلفة ونبذ الفتن بجميع أشكالها المذهبية والطائفية والسياسية والقومية ولا سيما في ظاهرة ما نراه في الراهن المعاصر من ضرب المؤمنين بعضهم ببعض وتحويل العدو الى الداخل العربي والإسلامي.
وأشار الى أن المبادرات التي قام بها الملتقى حتى اليوم تضمنت: إطلاق وثيقة السلم الأهلي والتحضيرات جارية لتتشكل الهيئة الوطنية للسلم الأهلي، وإطلاق مبادرة اللقاء الإسلامي المسيحي المشتركة لمواجهة الإرهاب في كنيسة مار افرام للسريان الأشرفية، وتشكيل لجنة متابعة قضية المطرانين يازجي وابراهيم. ويعوّل الملتقى على مؤتمر المواطنة بمشاركة واسعة من نخب فكرية وسياسية وإعلامية ونظم ندوات حول الحرب الأهلية بالاشتراك مع حزب الكتائب وتيار المستقبل وحزب الله والحزب الشيوعي والحزب التقدمي الاشتراكي. وندوة حول مفهوم المواطنة والتقريب والحواب في منهج العلامة السيد محمد حسين فضل الله وحول مشاركة الإسلاميين في السلطة للأمين العام للجماعة الإسلامية ابراهيم المصري.
وأعلن الشيخ شحاده عن تكريم متروبوليت جبيل والبترون وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران جورج خضر في 30 من الجاري في قصر الأونيسكو تقديراً لقيمته العلمية واللاهوتية ولدوره في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات.
والجدير ذكره أن الملتقى تأسس بمبادرة من العلامة السيد علي فضل الله، وهو مؤسسة فكرية أهلية ساهم بتأسيسها نخبة من العلماء والباحثين واختصاصيين بالقضايا الدينية والفكرية بروح حوارية شفافة ومنفتحة تؤكد على استمرار ما دعا اليه المؤسسون الأوائل لنهج الحوار المسيحي الإسلامي والإسلامي الإسلامي، وفي ذلك تعمل على بناء أواصر التفاهم بين المواقع الدينية والفكرية والثقافية والاجتماعية المتنوعة وتستند على قاعدة مبادئ احترام الآخر والثقة المتبادلة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00