8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

محاولة التفاف على تيار فضل الله بعد الهبّة الأخيرة

ما الذي حصل في يوم التكريم في الضاحية الجنوبية؟ .. وفد إيراني كبير عند العلامة علي فضل الله يغسل يديه من تكريم السيد جعفر مرتضى الذي ألف كتباً عدة اتهم فيها السيد فضل الله بالضلال والانحراف عن عقيدة الشيعة، وينفي الوفد على لسان مستشار المرشد علي خامنئي أن تكون إيران بكاملها وراء التكريم.. مجرد حوزة .. جامعة.. ويتوارى ممثل خامنئي من المسرح كما يتوارى التكريم إعلامياً..
في المقابل ينزل محبو ومريدو السيد فضل الله الى ساحة الحسنين بحشودهم مستحضرين سيدهم ومرجعهم الذي لم ولن يموت.. هكذا كان لسان حالهم.. وهكذا ظهرت صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي..
السؤال هو عن الانعطافة الإيرانية في آخر الشوط، وما قصة هذا الوفد الذي على رأسه أمين عام المجمع العالمي لأهل البيت الشيخ محمد حسن أختري، وأمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية آية الله الشيخ محسن أراكي، والسيد أبو الحسن نائب رئيس جامعة الأديان، وممثل المجمع العالمي لأهل البيت في لبنان السيد حسن التبريزي.
هل هو استدارك للفتنة التي قيل إن مسرحها كان مهيئاً، وهل صحيح أن إيران ومرشدها غير داعمين للتكريم الأول؟ ولماذا لم يتم إلغاء التكريم من أساسه؟
من الواضح أن إيران باتت في مأزق، ويبدو أن المسؤولين عن دعم هذا التكريم لم يتوقعوا أن يهب تيار السيد فضل الله هبّته، فلجأوا الى خطوة تراجعية الى الخلف... في محاولة للإعلان عن جسور التواصل مع نهج ومدرسة السيد فضل الله، لكن مع إبقاء الأمور على ما هي عليه.
هل تنطلي الأمور على تيار السيد فضل الله؟ لا تبدو كذلك، بل على العكس ثمة من يرصد استفاقة متجددة لهم، وكأن الهدف الذي رسم للإعلان عن وفاة سيدهم كان هو الصاعقة التي أطلقت صوتهم الذي كان منخفضاً فصار مرتفعاً لا عبر وسائط التواصل الاجتماعي وحسب بل عبر اذاعة البشائر وتلفزيون الايمان، التابعين للمرجع العلامة السيد محمد حسين فضل الله وعبر لقاءات مباشرة وحملات دعائية ضخمة تسترجع كلمات السيد فضل الله وظلاماته.
واحتشد مؤيدو ومريدو السيد فضل الله في قاعة الزهراء في مسجد الحسنين لقراءة الفاتحة عن روح السيد محمد حسين فضل الله في التوقيت الذي كان مقرراً أن تكّرم جامعة المصطفى السيد جعفر مرتضى، وتكلم في الحشود السيد جعفر فضل الله فقال: الفاتحة عند ضريح السيد في هذا اليوم لها لحن آخر... أضاف: مدرسة السيد هي مدرسة القيم ومدرسة الأخلاقية التي تحاور.. علّمنا السيّد أن صراع الفكر مع الفكر مهما بلغ فهو وقود الإصلاح في الأرض.. لكن المشكلة هي عندما يلبس التدليس والتضليل والتفسيق لبوس الفكر النموذج الذي يضلّل الآخر بمجرّد الاختلاف معه في قضية فكرية أو رواية.. هذا هو النموذج الذي يراد تكريمه.. ونحن اليوم في هذه المرحلة نجني ثمار هذا المنهج الخاطئ .. هو خاطئٌ في التعاطي مع التاريخ وفي التعاطي مع الحاضر والمستقبل، منهج يعيش مع التاريخ بطريقة انتقائية ويصنع للحاضر آلامه ويخسّرنا المستقبل، ومع ذلك يراد تكريمه..
وقال: إن فكر السيد فضل الله هو جسر عبور نحو المستقبل.. متحدثاً عن رموز التشيّع المضيء كالسيّد محمد باقر الصدر ومطهّري والشيخ محمد مهدي شمس الدين..
وختم: في مدرسة السيد فضل الله سنبذل المزيد من الحب وسنتواضع أكثر وسنفرش أجسادنا للعابرين الى الحقيقة الى الإسلام السمِح المنفتح الذي نعمل لكي نعيد له مجده.
الجدير ذكره أن مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما التابعة لمحبي ومريدي السيد فضل الله ومنهم موقع الأوفياء لرفض تكريم المعتدين على كرامة السيد فضل الله.
وظهر أمس استقبل العلامة السيد علي فضل الله في دارته في حارة حريك وفداً إيرانياً رفيعاً، جرى خلال اللقاء بحث في تطورات العالم الإسلامي، وتشديد على ضرورة العمل للوحدة الإسلامية وإزالة أسباب التوتر...
وقد أثنى الشيخ أختري على الدور الكبير الذي قام به سماحة العلامة المرجع السيد محمد فضل الله على مستوى الساحة الإسلاميّة، ومساعيه لتعزيز الوحدة الإسلاميّة وحماية ساحة المقاومة، مؤكداً استمرارية خطه ونهجه من خلال نجله العلامة السيد علي فضل الله، ومشدداً على التواصل المستمر معه، والتّعاون لما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين.
وقال الأختري إن ما يحصل من تكريم تقوم به حوزة إيرانية في لبنان (جامعة المصطفى) للسيد جعفر مرتضى ليس تكريماً من قبل الجمهورية الإسلامية، وأنّ لا علاقة للسيد القائد الإمام الخامنئي بهذا التكريم.
وقال: نحن كرّمنا السيد فضل الله والجمهورية الإسلامية الإيرانية هي خارج ما يُقال وما يقومون به- جامعة المصطفى- وتواصلنا معكم (الزيارة اليوم) دليلٌ على أنّنا نسير على نفس الخطّ الذي كنّا نقوم به ونتواصل به مع سماحة السيد فضل الله (رضوان الله عليه) وترابطنا معكم مستمر وسنواصل هذا الخط، ولا دخل لنا بما تقوم به هذه الحوزة العلمية من تكريم، وكلّ طرف يكتب ويدّعي ذلك، فكلامه غير صحيح، وعليكم أن تواجهوه..

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00