8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

نقابة المهندسين احتفلت بتوزيع جائزة الجادرجي للعمارة

أقامت نقابة المهندسين في بيروت، بالتعاون مع مؤسسة جمعية الجادرجي من أجل العمارة والمجتمع، احتفالا أول من أمس في قصر الاونيسكو لمناسبة منح جائزة الجادرجي الرابعة عشرة لطلبة العمارة في لبنان، حضره نقيب المهندسين في بيروت خالد شهاب، المعمار رفعة الجادرجي وحشد كبير من المهندسين المعماريين والاكاديميين والطلاب المشاركين في الجائزة من عدد من الجامعات.
بعد النشيد الوطني افتتاحا، قدمت الحفل الدكتورة رنا الدبيسي التي رأت ان انتاج مفهوم اجتماعي للعمارة يتبلور في الجامعات ويتسرب الى المجتمع، وأشارت الى أن الجامعات قادرة على تطوير العمارة، بحيث يصبح التعليم قادرا على مواكبة العصر.
وتحدثت عن جائزة الجادرجيالتي نجحت في تحقيق حالة معمارية ثقافية بناءة وساهمت المشاريع التي تقدمت للجائزة في تحديد الاشكالية المعمارية والمنهجية المتبعة في سياق المشروع.
ثم تحدث رئيس رابطة المعماريين في نقابة المهندسين حبيب صادق قال: ان عمارة ما بعد الحداثة واستكانتها التفكك والتشظي وآنيتها، حيث يبدو ذلك جليا في أعمال المفكرين التفكيكيين، عبر التشكيك في كل تجانس والتصدي لكل ما شكل إجماعا يقينيا، في العدالة والاجتماع والأخلاق. ذلك في سياق الاقتصاد المعولم والرأسمالية المتنقلة المرتكزة على التراكم المرن، تحولت معها أفكار الفروقات المكانية والمحليات إغواءات لرأس المال المتجول بصيغة السلع الأكثر جذبا للاستهلاك عبر استغلال سطحي فلكلوري للخصوصيات المحلية غدت معه العمارة مجرد سلعة تحدد قيمتها بقدرتها على مراكمة ألارباح، أو صوغ انماط معمارية تسمح بإحساس محدود ومحدد بهويات كولاجية في بيئات اجتماعية واتنية متفجرة، وبات اقتصاد مدننا يقوم على انتاج رأس مال وهمي يجري تلزيمه الى سماسرة العقارات، بحيث أصبح الاختصاصيون والمهندسون والمعماريون مجرد أدوات لانتاج هذا الرأسمال الوهمي.
وتحدث رئيس فرع المعماريين في نقابة المهندسين في بيروت جورج فغالي فأشار الى ان إنتاج رفعة الجادرجي الفكري والتنظيري شكل محاولة عقلانية لفهم مشروع العمارة وعلاقته بالطابع العام للمجتمع وحاجاته ولغته وروح العصر، لافتا الى أن هذا الانتاج ركز على جدلية العلاقة بين المشروع المعماري والمشروع الاجتماعي وطابع المجتمع.
أما رئيس مؤسسة الجادرجي من أجل العمارة والمجتمع ليون تلفزيان فتحدث عن الجائزة في سنتها الرابعة عشرة وعن الشراكة مع فرع المعماريين ورابطة المعماريين في نقابة المهندسين، وتوقف عند التحولات السريعة والمتسارعة للعمارة في بلداننا والتي أخذت أجيالا من الزمن من الحضارات والبلدان الأخرى، ويكفي أن ننظر الى بيروت ودبي، وأعتبر ان هذه السرعة في بلدنا وهذا الحجم من التحولات والفورة في عملية البناء خلق أيضا مشاكل كالهدر والتشويه وعدم الكفاءة.
ورأى أننا أمام أشكال هندسية غامضة المعاني وأحيانا غير مفهومة، لافتا الى أننا بعيدون عن مفهوم الجادرجي للعمارة.
جبارة
وكانت كلمة للمخرج ريمون جبارة الذي تناول فيها السيرة الذاتية لرفعة الجادرجي المعمار المبدع الذي رفع شأن العمارة وقال:ان العراق اعطى العرب رجالات علم وانت الوسام الاهم الذي ناله جيلك وستبقى للاجيال لاحقا.ان هذا العالم العربي المقسم الى قبائل قديمة ومستحدثة نحتاج فيه الى من يعمر، لا الى من يهدم لأن الفن نقيض السلاح.
شهاب
ثم تحدث النقيب شهاب فقال:ان اتجاه المبدع رفعة الجادرجي انعكس في رؤيته المعمارية للتزاوج بين التراث المحلي والتحديث العالمي في المباني، التي اعاد صيانتها مثل المساجد والخانات والدور القديمة في العراق، متأثرا به عدد من المعماريين العرب الشبان عندما وضع امامهم البدائل المعمارية للاسلوب العالمي المقنن، والذي يزداد انتشارا في الشرق الاوسط، متجها بهم نحو تنوع واختلاف.
ورأى ان الجائزة تتخطى المنافسة وجدلية العمارة الى الانفتاح المعرفي الهادف نحو التطوير والتأهيل والابداع، اذ ان اهداف الجائزة تشجيع فكر الطلبة وتحقيق حوار يواجه هموم العمارة تجاه العولمة في مختلف مجالاتها الاجتماعية والمهنية والبيئية، لمواجهة التحديات التي تهدد الهوية الثقافية والتراثية، لافتا الى ان الجائزة تكتسب اهمية مضاعفة، لأنها تأتي بمثابة دعوة للجيل الجديد من المعماريين كي يتحفزوا اكثر ولكي يكونوا على قدر التحدي.
وفي ختام الحفل تم توزيع الجائزة على الطلاب الفائزين من خلال المشاريع التي قدمت والتي تم اختيارها من قبل لجنة التحكيم. وسبق حفل توزيع الجوائز معرض لاعمال المعمار رفعة الجادرجي في قصر الاونيسكو.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00