ان قمت بزيارة الى معهد ارض جلول في مجمع رفيق الحريري المهني يخيل اليك للحظة انك في معرض فني رائع لا علاقة له بمكان تواجدك ومحيطه وتزيد دهشة عندما تعلم ان من قام بهذا العمل الرائع ليس سوى طلاب المعهد انفسهم باشراف الاساتذة اصحاب الاختصاصات.
فقد حفز الطلاب على تحسين وضع صفوفهم واعادة تأهيلها انطلاقا من فكرة أحلى صف التي اطلقها مدير المعهد حسام الرواس فشكلوا فريق عمل متكامل وبدأوا العمل مطلقين العنان لمخيلاتهم وريشهم لتترجم ابداعا وصورا فنية على حوائط رتيبة ومهترئة لم تحظ باي نوع من انواع الصيانة منذ عشرة اعوام خلت بحسب الرواس الذي افاد ان المعهد يتألف من مبنيين لكل منهما خمس طبقات تبلغ تكلفة طلاء كل طبقة اكثر من 2000 دولار، مما اعاق مشروع تأهيل المعهد لعدم توفر الموازنة السنوية عن اعباء صيانة المبنى.
من ناحية ثانية لوحظ سيطرة الرتابة والملل على الطلاب بالرغم من وجود مواد تطبيقية في كثير من الاختصاصات ولعل أهم اسباب ذلك هو الربط النمطي بين الدراسة والتقويم المتمثل بالدرجات (العلامات) حصرا مما دفع الادارة لعقد اجتماع لاساتذة المواد التطبيقية في اختصاصي التجميل الداخلي والفنون الغرافيكية بكافة مراحلها وخرج الاجتماع بثلاثة مقرات تنفذ على مراحل اولها مسابقة احلى صف حيث توزعت صفوف الاختصاصيين على الاساتذة الذين انهوا مرحلة التطبيق وقد تميزت هذه المرحلة بانطلاقة صاخبة ادهشت الجمع لناحية حضور الطلاب الكامل وحماستهم اضافة الى تحملهم كلفة المواد المستعملة في المسابقة، والاجمل من ذلك هي العدوى الايجابية التي اجتاحت باقي الاختصاصات والتي تمثلت بطلبات انهالت على النظار تطلب السماح لهم بالمشاركة في تأهيل صفوفهم.
والصور المرفقة تظهر كم هي طاقات طلابنا الحالمة والواعدة عندما نحسن التحفيز والتوجيه...
المرحلة الثانية ستكون عبارة عن مشروع يحمل موضوعا معينا سيتم تنفيذه على جدران المعهد وستكون نفقته من ميزانية المعهد.
اما المشروع الثالث فسيكون التحضير لمعرض ضخم للأعمال الفنية من لوحات ورسومات وغيره والمنفذة من قبل الطلاب وحدهم في مشوار تربوي فني جميل ويحمل رسالة وطاقة حيوية على بناء المستقبل بأعمال تعبيرية تحمل رموزاً واثارت من النوع الذي يحكي اعداده وبناؤه مستقبلا ومن النوع الذي يستدلي حلول عفوية للخروج من الاوضاع الصعبة بالمخيلة وليس اي مخيلة، المخيلة الفرحة والابداعية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.