تفاعلت مسألة المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال نقولا صحناوي وقوله إنه أرسل كتاباً إلى هيئة أوجيرو لإدخال خدمات الإنترنت السريع إلى بعض المناطق النائية، ثم إعلانه أن الأمر مرهون باستجابة أوجيرو، في محاولة غير موفّقة للإيحاء بأن أي تأخير في ذلك يعود لعدم استجابة الهيئة.
مصدر نيابي متابع لملف الاتصالات أشار لـالمستقبل إلى أن ما يقوم به صحناوي هو محاولة واضحة للتهرّب من مسؤولية التأخير في إدخال خدمات الـDSL، إلى أكثر من 170 سنترالاً لفترة تفوق خمس سنوات، ما أحدث حالة استياء واسعة لدى اللبنانيين على رغم مراسلات أوجيرو إلى وزارة الاتصالات والتي تلفت فيها إلى أن السياسة المعتمدة تجاه الهيئة ومن ضمنها إلغاء العقود الموقّعة بينهما منذ العام 2010، فضلاً عن سياسة التضييق المالي والتأخير في إقرار موازناتها منذ العام 2010 لغاية العام 2013، كل ذلك كان له الأثر البالغ على خدمات الاتصالات عموماً وعلى إدخال خدمات الـDSL خصوصاً، في حين أن هيئة أوجيرو أدخلت خدمات الـDSL الى أكثر من 172 سنترالاً في مدة لا تتعدى 3 سنوات بين الأعوام 2007 2010، بما يفوق تغطية 95 في المئة من مشتركي الهاتف الثابت.
وقال المصدر النيابي: يبدو أن الوزير في حكومة تصريف الأعمال نقولا صحناوي تفوّق على وزير الدعاية النازي جوزف غوبلز في المؤتمر الصحافي الذي عقده في مكتبه في وزارة الاتصالات يوم الخميس الماضي لكونه لم يكتف بمجافاة الحقيقة، بل قلب الحقائق رأساً على عقب, وسعى إلى تحويل الفشل والتأخير الكبيرين في تكملة شبكة الألياف البصرية إلى إنجازٍ كبيرٍ، مدعياً اكتمال شبكة الألياف البصرية بعد سنوات من تخبّط الوزير في العمل المنفرد وغير المجدي بعيداً عن عمل المؤسسات وتحديداً هيئة أوجيرو التي استبعدها منذ البداية لاعتبارات سياسية كيدية خصوصاً أنها الأجدر بوضع دراسة وتنفيذ شبكة الألياف البصرية، بينما يدّعي صحناوي اليوم، أن الشبكة تم إنجازها بالكامل وهو وجّه كتاباً إلى هيئة أوجيرو لتلزيمها بتركيب التجهيزات النهائية للمشروع.
ووضع المصدر سلسلة أسئلة في تصرّف الرأي العام:
- لماذا استبعد صحناوي هيئة أوجيرو من مشروع شبكة الألياف البصرية منذ اليوم الأول ثم يدّعي اليوم وبعد العجز عن استكمال المشروع وسنوات من العمل الفاشل يطلب منها تركيب التجهيزات للمشروع؟
- هل يعمل صحناوي على تغطية فشله بإلقاء اللوم على الآخرين؟
- كيف يقوم صحناوي بتلزيم المرحلة الأخيرة من المشروع إلى الهيئة بعد أن رفض أن تتولى دراسته وتنفيذه كاملاً؟
- ما هي الأسباب الحقيقية لاستبعاد أوجيرو منذ البداية وهي هيئة مشهود لها بالعمل وفق الأصول والأنظمة المرعية الإجراء، في حين أن تنفيذ شبكة الألياف البصرية شابه العديد من المخالفات التي تم توثيقها في تقارير صادرة عن هيئة التفتيش المركزي.
- لماذا يدّعي صحناوي أنه أرسل كتاباً إلى أوجيرو في هذا الموضوع صباح يوم الخميس في 25 تموز 2013، بينما صدر بيان واضح عن الهيئة أنها لم تتسلّم أي مراسلة من الوزير في هذا الشأن؟
وختم المصدر: تساؤلات كثيرة تطرح, والجواب واحد، وجاء على لسان الوزير النازي منذ 80 سنة: اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس... وحتى تصدق نفسك. الوزير صحناوي يبدو أنه يصدّق نفسه اليوم بعد عمل مضنٍ ومتواصل وملتزم التزاماً كاملاً بمقولة الوزير غوبلز.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.