تفاقمت شكاوى تجار الهواتف الخلوية بالجملة والمفرق الصغار منهم والمتوسطين، بعد قرار وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال نقولا صحناوي حول آلية تسجيل الهواتف الدولية للاجهزة ( IMEI) العائدة الى الاجهزة الخلوية للدخول الى شبكتي الفا وتاتش.
وبدأ التجار تحركهم باتجاه المسؤولين السياسيين ووسائل الاعلام بعد الخسارة الكبيرة التي أصابتهم منذ بدء سريان مفعول القرار في الاول من حزيران 2013، حيث بلغت الى اليوم ما يفوق العشرة ملايين دولار اميركي، اضافة الى إقفال عدد كبير من المتاجر خصوصا في الطريق الجديدة والمزرعة وشارع الحمرا وعرمون وحارة الناعمة وصيدا.
وقصد عدد من التجار مكاتب جريدة المستقبل لاطلاق صرختهم ازاء الخسائر الكبيرة التي يتكبدونها، لأن معظم هؤلاء لديهم في المستودعات عدد من الهواتف هي كل ما يملكون في هذه المهنة، وأصبحت اليوم في حكم التلف.
واوضح هؤلاء ان قرار صحناوي يصب في مصلحة بعض المشغلات العالمية للقضاء على جميع التجار الموجودين على الاراضي اللبنانية الصغار منهم والكبار، لان المسألة ليست مسألة امنية كما يدعي الوزير انما مسألة تجارية ربحية بحتة.
وأشار التجار الى أن تفاعلات قرار صحناوي بدأت في الظهور، حيث هناك شركات ومصارف خاصة ومؤسسات تجارية كبيرة بدأت في تقديم العروض المخفضة على الهواتف الخلوية بنسبة 40 في المئة، مما يعني القضاء على صغار التجار الذين يعتاشون بربحية محدودة جدا مع تشغيل عدد كبير من اللبنانيين وغير اللبنانيين في متاجرهم، وأكد هؤلاء أن محصّلة كل ذلك هي التشريد الحقيقي لما يفوق الـ100 ألف لبناني، وتجار التجزئة وعائلاتهم من خلال افلاسهم.
وبدأ التجار التفكير جديا في عرض متاجرهم للبيع بكل ما فيها من بضائع وبأرخص الاسعار نتيجة هذا القرار غير المدروس والمتهور، حيث قرر عدد منهم التخلي عن المهنة وبالتالي مغادرة البلاد طلبا للعيش الكريم.
وتحدث هؤلاء عن اجتماعهم مع مستشارة صحناوي ريتا عطية خير الله، ووصفوا الاجتماع بـالفاشل نتيجة عدم الاقتناع بالردود التي اعتبروها سطحية على اسئلتهم المتعلقة باستمرارية العمل والتفاعل مع قرار الوزير، وبالتالي عدم التجاوب التقني والاداري مع اعمالهم لقلة التوضيح، متسائلين عن الاسباب الكامنة وراء هذا القرار في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة بالذات ومن المستفيد منه؟
ويضرب التجار امثالا عما يعانونه يوميا، واصفين المهنة بأنها لم تعد مصدرا لرزقهم بل نقمة عليهم، حيث يقول تاجر من منطقة الطريق الجديدة الذي يعمل في هذه المهنة منذ 15 عاما اذا جاءني زبون وطلب مني هاتفا خلويا ووضع خطه في هذا الهاتف وعرّفه، وقرر بعد 5 دقائق ان يغير الهاتف لانه لم يرضَ بلونه مثلا، وانا لم أنتبه الى أنه بعث برسالة الى رقم آخر من هذا الهاتف الى شركة الفا او تاتش، ثم قرر عدم شراء الهاتف، ولم يقم بتحريره برسالة فارغة على 1014 فذلك يعني أن هاتفي أصبح في خبر كان.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.