8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

دعسة ناقصة لنقيب الأطباء الجديد: مكتب مجلس النقابة من لون واحد

تشهد نقابة الاطباء في لبنان ـ بيروت تململا في صفوف الاطباء المنتسبين، بعدما عمد النقيب الجديد انطوان البستاني الى توزيع مراكز مكتب مجلس النقابة على جهة سياسية واحدة ( قوى 8 آذار) والتي تحالفت معه في الانتخابات الاخيرة واستبعاد بقية القوى رغم فوزها، حيث جاءت النتيجة 4 اعضاء لكل فريق. وهذه سابقة خطرة لم تشهدها نقابات المهن الحرة في لبنان على اساس ان الفوز يحتم العمل نقابيا وليس سياسيا، سيما وان عدد المنتسبين المتنافسين في النقابة يتساوون في الفوز (باستثناء النقيب) وفي العدد، وفي دفع الاشتراكات، الرافد الاساسي لخزينة النقابة التي يمولها الطبيب اللبناني من اي جهة او طائفة كان.
وفي معلومات المستقبل انه تم انتخاب مكتب المجلس بموافقة البستاتي وبتغطية من قوى 8 آذار على نحو فاضح من دون اخذ التوازن السياسي والطائفي والعرف المعتمد في النقابة منذ نشوئها، في الاعتبار. وتوزعت المراكز على النحو الآتي: حسن عبد الله نائبا للنقيب (حركة امل)، وسامي ريشوني امينا للسر(حركة امل) وجان بولس امينا للصندوق (التيار العوني)، مستبعدا بقية اعضاء مجلس النقابة الذين يمثلون قوى 14 آذار، ومصرا على استبعاد الدكتورة مريم رجب (مستقلة) لاي من المناصب المذكورة في مكتب مجلس النقابة.
وكانت اتصالات قد اجريت بعيد 19 ايار الجاري وحتى ظهر اول من امس بين ممثلي قوى 14 اذار مع البستاني مباشرة، لحمله على التعاطي الايجابي لمصلحة النقابة والجسم الطبي، على امل التوصل الى توافق يرضي الاطراف كافة. لكن النقيب لم يبد اي مرونة او ايجابية في التعاطي مع الطرح التوافقي، مصرا على التمثيل السياسي من لون واحد، في كسر للعرف الذي انطلقت على اساسه النقابة منذ تأسيسها، وهذا ما حدا الطبيب العوني جان معوض، المرشح إلى مكتب النقابة، على تقديم استقالته والتخلي عن هذا المنصب، بعدما فشلت كل المحاولات التي قام بها لمنع الانقسام داخل جسم النقابة.
وفي تعليق له، وصف منسق قطاع الاطباء في تيار المستقبل الدكتور محمد حاسبيني ما تشهده النقابة بـالمهزلة، وقال: ان اعضاء نقابات المهن الحرة في لبنان يتوافقون باختيار تمثيل كل القوى في مجلس النقابة، بالاضافة الى المستقلين ليسير العمل النقابي على نحو متوازن، ولا تكون هناك اي غلبة لفريق على آخر. ناهيك عن الخصوصية التي يحظى بها النقيب في التفاعل مع النقابة وعملها ومع القوى الحية في المجتمع اللبناني.
ورأى ان العقلية الضيقة لبعض القوى ارخت بظلالها على نقابة الاطباء، اذ لم يلحظ البعض وجود قوى اخرى في مجلس النقابة، وله احقية التمثيل لكونه يمثل شريحة كبيرة من مجتمع الجسم الطبي في النقابة وتم اختياره على اساس ان يتفاعل في اعمال ونشاطات النقابة .
واشار الى ان مثل هذه الحال اوجدت نوعا من الغبن، ما اثار حفيظة عدد كبير من المنتسبين، الذين يفكرون جديا في رفع الصوت، لافتا الى ان هذه السياسة هي سياسة ممنهجة دأب العونيون وحلفاؤهم على ممارستها في كل قطاعات المهن الحرة التي يفوزون بمركز نقيبها.
ففي بعض نقابات المهن الحرة لم يستطع النقيب تحمل اي من الموظفين الذين لا يشاطرونه الرأي السياسي، فعمد الى تحجيمهم او طردهم بحجج واهية كما حصل في نقابة المهندسين في بيروت مثلا. ووصل الحال الى استياء الحلفاء من الممارسة اللامسؤولة والتي قد تقضي على المهن الحرة في حال استمرت على ما هي عليه.
ويقر ممثلون لقوى 8 آذار بالممارسة المسؤولة التي حظوا بها ابان نقباء المهن الحرة التابعين لقوى 14 آذار، الذين رفضوا خوض اي انتخابات فرعية ضد زملائهم في المهنة على اساس سياسي بل استطاعوا ترتيب البيت من خلال تمثيلهم بما يعرف بالتزكية. وقد عمل نقباء 14 آذار على سحب مرشحين لمصلحتهم، كي لا يشعر ممثلو قوى 8 آذار انهم مهمشون، سيما وانهم كانوا بموضع الضعيف او الخاسر لخوض اي انتخابات، كما حصل في حقبة النقيب بلال العلايلي في نقابة المهندسين العام 2009.
واجمع الاطباء الذين يراقبون سير العمل منذ تسلم النقيب الجديد على ان الاخير اقترف خطأ جسيما في دعسة ناقصة عبر تمثيل اللون الواحد، معتبرين ان لبنان وصل الى ما وصل اليه من التراجع بسبب هذه العقلية الضيقة التي اوصلت البلد الى هذا الدرك.
واعتبروا أنّ ولاية النقيب البستاني ليست إلا استكمالاً للسياسة المشبوهة التي كان يعتمدها النقيب السابق شرف أبو شرف طيلة عهده.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00