8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

شيعة لبنان ثلاثة أضلاع.. من الثورة في سوريا

الموقف الأخير للشيخ صبحي الطفيلي الذي دان فيه تدخل حزب الله في سوريا، أسقط مسألة الشهادة عن الذين يقاتلون إلى جانب النظام السوري ويقتلون... ليس جديداً على الواقع الشيعي في لبنان وإن كان الأكثر صراحة ووضوحاً...
فبحسب مصادر لها علاقة بهذا الواقع انقسم المسلمون الشيعة في لبنان منذ اندلاع الثورة في سوريا إلى ثلاثة أقسام:
فئة تقف إلى جانب النظام السوري (حزب الله وحركة أمل)، وفئة تقف إلى جانب الشعب السوري وما يقرره هذا الشعب، وفئة كانت مع الابتعاد عن شرارة النار والثورة وفضّلت الحياد...
ولكن هذه الفئات الثلاث لم تبلور موقفها بشكل سريع، وكان الجميع في موقف المراقب في بداية الأزمة، وخصوصاً عندما كانت الثورة شعبية ومدنية وغير مسلحة، وكانت انطلاقتها من المساجد... أي بالطريقة التي انطلقت فيها شرارة المواجهة مع الاحتلال الاسرائيلي في جبشيت وغيرها من القرى الجنوبية، الأمر الذي حمّل أي جهة دينية المسؤولية في رفض هذه الحالة، لكونها شعبية، إضافة إلى أن عنوانها المسجد.
وصورة مسجد بئر العبد والتصدي لعناصر الجيش اللبناني أثناء اتفاق 17 أيار بقيادة المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله لا تزال ماثلة أمام أذهان اللبنانيين، والشيعة منهم على وجه الخصوص.
وتضيف المصادر أنه مع تطور الأوضاع، بدأ المشهد في سوريا يأخذ أبعاداً جديدة حيث أصرّت الفئة الأولى التي يمثّلها حزب الله على دعم النظام السوري ضمن ما يعرف بمحور المقاومة والممانعة على الرغم من الملاحظات والآراء التي يبديها البعض ممن يشكلون رأياً في الحزب والتي تؤشر إلى ضرورة إعادة الهيكلة السياسية في المواقف قبل فوات الأوان.
أما الفئة الثانية ، فقد كانت مواقفها متقدمة لجهة النأي بالنفس من جهة، والذهاب بعيداً في تأييد خيارات الشعب السوري من جهة ثانية، وبحسب المصادر، إن هذه الفئة لم تكن لتخطو هذه الخطوات لولا تشخيصها القائل بوجود حالة شعبية كبرى ترفض الوضع القائم في سوريا، وقد برزت مواقف هذه الفئة في ما أطلقه نجل المرجع فضل الله العلامة السيد علي فضل الله من مواقف وتصريحات، حيث كان الشخصية الشيعية الأولى التي دعت إلى دعم النازحين من سوريا وردّ الجميل للشعب السوري بعد احتضانه للبنانيين أثناء نزوحهم إلى سوريا خلال العدوان الإسرائيلي في تموز عام 2006, وأضاف إلى ذلك مواقف أخرى كانت صريحة وواضحة إننا مع ما يذهب إليه الشعب السوري من خيارات وأن الأشخاص والقيادات يذهبون وتبقى الشعوب ويبقى لها أن تقرر مصير بلادها.
ولكن المصادر تؤكد أن الموقف الشعبي الشيعي الذي تمثله الأكثرية الصامتة، ومعظمهم من الفئة الثالثة، هو موقف رافض للتدخل في الوضع السوري، وأن لسان حاله يقول: لماذا ندفع ثمن موقف تتخذه فئة حزبية لها اعتباراتها وحساباتها؟ ولماذا يدفع الشيعة دائماً هكذا أثمان سواء في الحرب اللبنانية أو في قتال الاحتلال الإسرائيلي مع أن هذا القتال كان شرفاً كبيراً لهم... ثم يزجّ بهم في خضم الأزمة السورية ليكونوا وقوداً وحطباً يدفعون ثمنه في كل الاتجاهات الداخلية والإقليمية والدولية؟
وتختم المصادر بدعوة المعارضة السورية إلى أن تكون لها مبادرات عملية وميدانية في سوريا تجاه الأقليات وبينهم المسلمون الشيعة هناك كمقدمة لتحسين الصورة وتغيير المشاهد الصعبة التي تبرز بين الحين والآخر.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00