8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

ما سرّ الحملة الجديدة على تيّار المرجع فضل الله؟

ماذا يجري على الساحة الشيعية في هذه الأيام؟ وهل تجدّدت الحملة الواسعة النطاق على تيار المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، بعدما تبين أنه راسخ وكبير، وأن إمكانية شطبه من جانب الجهات الشيعية الأخرى المنافسة مستحيلة؟ أم إن الحرب الجديدة تهدف إلى التحجيم والترويع وخلخلة لأركانه بعدما سقطت محاولات التذويب والإلحاق بالمرجعيات والجهات السياسية اللبنانية والإقليمية التي تسير تحت راية ولاية الفقيه أو ما يجاورها...
الحرب الجديدة تدور رحاها منذ مدة على مدى الضاحية الجنوبية، ولكنها تتسع الى مديات أخرى على طول العالم وحيث يوجد مؤيدون لتيار المرجع فضل الله ومقلدون له, بحسب ما تقول مصادر شيعية بارزة، وأن شكلها الأول كان العمل على إلحاق هؤلاء المقلدين بمرجعيات إيرانية أو عربية تدور في الفلك نفسه. وعندما تمسك هؤلاء بنهجهم، ورأوا أن خلاص العالم الإسلامي يتمثل باتباع هذا النهج وهذه المدرسة التي قوامها القرآن وسنة النبي، وما هو ثابت وواضح وصحيح من سيرة أهل بيت النبي وصحابته، وسلوك طريق الوحدة الإسلامية من دون الأخذ بالحسبان للتعليمات التي تأتي من هنا وهناك بدأت الحرب الجديدة. هذا ما يصرح به كثيرون ينتمون إلى تيار المرجع فضل الله، والذين يقولون إن الأحداث الأخيرة والتطورات الخطيرة التي تعيشها المنطقة،
وخصوصاً في أبعادها المذهبية أثبتت أن نهج السيد فضل الله قادر على تجاوز هذه المحنة وعلى رسم خط بياني للخلاص منها، انطلاقاً من القواعد القرآنية والمرتكزات النبوية، ومن السيرة البيّنة لأهل بيت النبي وصحابته، ومن المقبول من كل الأطراف الاسلامية.
من هنا بدأت الرسائل تتوجه لتيار المرجع فضل الله، إذ قال لهم البعض: لقد مات مرجعكم فعليكم التزام الصمت وعدم العودة إلى طروحاته، وقال لهم البعض الآخر: إذا تنازلتم عما كان يطرحه فلكم الجوائز والجواهر والدرر... وعلى الأقل يمكن تسوية أوضاعكم المالية، والكف عن الهجوم الإعلامي عليكم.
ولما أصرّ أتباع المرجع فضل الله على سلوك طريقهم واستمروا (مثلاً) في إعلان بداية شهر رمضان وفق القواعد الفلكية، التي اعتمدها، وواصلوا الإجابة عن أسئلة الجمهور الواسع من داخل لبنان وخارجه وفق آرائه قال أصحاب الحملة للناس إن هناك مكتباً جديداً يدير المرجعية، بدلاً من أن يقولوا لهم إن دور المكتب يقتصر على توضيح آرائه للمقلدين..
وبدأت الحملة الجديدة بعدما كتب أحد أبرز مشايخ الطائفة الشيعية الذي سبق وترشح في وجه الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصر الله في العدد الأخير من مجلة شعائر التي يتم الترويج لها في وسائل إعلامية خاصة، متهماً تيار السيد فضل الله بأنه ظاهرة خطيرة شديدة التدليس والالتباس. ورأى في مقاله بأن السيد فضل الله (من دون أن يسميه) أسس لمرتقى ضال، وظاهرته أعمّ من لبنان والبلاد العربية. ليس هذا فحسب، بل إنه يهدد في ذيل مقالته بأن للبحث صلات, ويقول إلا أن تضربوا على أفواه من يتطاول على التوسل والزيارة الجامعة زيارة عاشوراء وحرمة كل تربة عاشوراء. وهذه العناوين اعتبرها الشيخ المذكور الأساس للحرب، لأنه يجب في رأيه الحفاظ على القيم الموجودة في الوجود المقدّس للنبي وفيمن هو امتداد لوجوده هكذا ينهي مقالته من دون أن تنتهي الأسئلة.
ويبقى السؤال هل نحن أمام تحوّل جديد في الساحة؟ وهل يتفرج الكثيرون حيال ما يجري أم إن الهجمة على تيار السيد فضل الله هي على أحد معاقل الوحدة الإسلامية في العالم الإسلامي؟

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00