8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

.. وشهد شاهد من أهله

يدير التيار الوطني الحر ممثلاً بوزرائه ملف قطاع الاتصالات في لبنان بشقيه العام والخاص منذ العام 2008 وحتى اليوم، بناء على خارطة طريق دقيقة المعالم ومحددة ومعروفة الأهداف، اعتُمدت بالتنسيق الدقيق والمدروس مع الحلفاء الاستراتيجيين. هذه الخطة ذات المصالح والأهداف المشتركة يرى فيها الوزراء العونيون أساساً حيوياً وسلاحاً أساسياً لا بد منه لضمان بقائهم لاعبين بارزين على الساحة السياسية.
لكن الوزراء العونيين، الذين تناوبوا على هذا الملف، لم يحسبوا تخرَج خبراء تقنيين يفقهون في القطاع، بعدما أبلى القطاع في تقنياته بلاء سيئاً، أعاده إلى الوراء عقوداً من الزمن، وأضحى لبنان في مصاف الدول المتخلفة، بعدما كان لعقدين في طليعة قطاع الاتصالات في العالم العربي.
ففي صرخة تعبر عن مدى استياء أركان القطاع من الممارسة العونية ما صدر الأسبوع الفائت، وعلى لسان رئيس خدمة المشتركين المهندس جورج اسطفان ابن منطقة جزين الذي تحدث باسم جميع موظفي الوزارة وأوجيرو في حفل تكريم خمسة موظفين أحيلوا على التقاعد، (نقابي معروف بميوله السياسية المؤيدة للتيار العوني، ولا يخفي هواه بها منذ أواخر ثمانيات القرن الماضي)، تحدَث عن العوائق التي تعترض تطور قطاعي الاتصالات الثابت والخلوي منذ سنتين وحتى اليوم، فضلاً عن تشريح السياسة الاستراتيجية المتبعة المبنية على الكيدية.
ومما قاله اسطفان الذي كان محط تأييد أكثر من 4 آلاف موظف يعملون في هذا القطاع في الوزارة وأوجيرو في كلمته: إنني اغتنم هذه المناسبة لأعبر بصدق عن ألمي وأسفي لما آلت إليه الأمور في قطاعي الاتصالات عامة (الثابت والخلوي) وخاصة في ما يتناول العلاقة ما بين أوجيرو ووزارة الاتصالات. فالحق يقال إننا في الهيئة (أوجيرو) وفي وزارة الاتصالات ورثنا إرثاً مثقلاً بالفشل الذريع، وتجربة قاسية ومؤلمة، بدأت لحظة إلغاء العقود الموقعة ما بين أوجيرو والوزارة من طرف واحد، (حقبة الوزير شربل نحاس) كانت مليئة بالشعارات الطنانة والرنانة والوعود البراقة التي لم ينفذ منها شيء، بل على العكس كانت هنالك بعض الخدمات الهاتفية الأساسية المؤمنة طوال أعوام، حال الحقد الدفين وغياب الرؤية دون استمرارها وتطورها.
أضاف: إن السياسة التي انتهجت على مدى عامين نجحت وبشكل بارع في رمي قطاع الاتصالات في حفرة عميقة من ناحية وفي سحب أدوات النجاة والتسلق من جهة أخرى، إنه الفشل الذريع. ولما كان هدفنا جميعاً خدمة الناس، ولما كانت الهيئة قد برهنت لأعوام وأعوام قدرتها على تأمين خدمات واحتياجات الناس بصورة تليق بهم، حتى ضرب بها المثل من ناحية كفاءة موظفيها ومديريها ونظافة كفهم وحبهم لعملهم ولبلدهم.
وحث على المبادرة لفتح صفحة جديدة مع الهيئة، والعمل سريعاً إلى إعادة الأمور إلى نصابها،
وإعداد خطة طوارئ شاملة وسريعة للخروج من هذا الواقع اليائس، وفتح الطريق مجدداً إلى الإنجازات والمشاريع الكبيرة، فهذا حق الناس علينا.
إنها شهادة وصرخة من موظف تقني بارز رفض تقديم عاطفته وانتمائه على مصلحة الدولة والقطاع الذي يعد من أهم روافد الخزينة اللبنانية، وركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، وبالتالي قدم مصلحة الوطن والمواطن أولاً وأخيراً على أي شيء آخر.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00