8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

هل ابتلع الانترنت قرش اللبنانيين؟!

لم يكن ينقص أم سمير في عين المريسة إلاّ تأخّر تحويل ابنها الشهري من نيجيريا. لم يكفِها انقطاع التيار الكهربائي ومعه قطع الطرقات بين حين وآخر وقلقها على أولادها الباقين في لبنان، ليُضاف إلى مسلسل همومها همّ جديد يهدّد قوتها اليومي.
فسمير الذي هاجر إلى بلاد الغربة من أجل تأمين لقمة عيشه وأفراد عائلته، بعد وفاة والده، اتصل بأمّه قبل أيام ليبلغها أنّ تحويله الشهري، وقيمته 500 دولار أميركي، قد أرسله بواسطة احدى شركات التحويل.. لكن شيئاً من ذلك لم يصل إلى أم سمير التي تراجع مكتب الشركة بالقرب من منزلها مرتين وأكثر كل يوم من دون نتيجة. والجواب واحد: طرأ تأخير بسبب العطل الذي ضرب الانترنت!
أما يوسف التسعيني القاطن في محلة فرن الشباك، والذي ينتظر منذ أيام وصول تحويل ابنه من الامارات، من دون جدوى، فقد سأل جاره في الحيّ: هل يمكن أن تصل الأمور إلى حدّ أن يبلع ما يسمّى الانترنت الأموال؟ هل يمكن أن تختفي؟ أو أن يجرؤ أحدهم على سرقتها؟ ماذا أفعل؟ بمَن أستعين؟.
وهذه حال أم علي في الغبيري أيضاً التي راجع ابنها في افريقيا مكتب شركة التحويل فطلبوا منه التقدّم برسالة جديدة لإرسالها من جديد إلى مكتب بيروت، الأمر الذي يحتاج إلى أسبوع على الأقل لكي تتمكّن والدته من تسلّم المبلغ في بيروت.
وفي المعلومات التي توافرت لـالمستقبل أن أكثر من ألفي عامل وعاملة أجنبية كانوا أجروا تحويلات مالية إلى بلادهم، خصوصاً إلى اثيوبيا وسيريلانكا وابيدجان ونيجيريا وساحل العاج وبعض العمال من الشرق الأقصى، لم تصل أموالهم في الوقت المحدّد، ما أثار ضجّة استدعت مراجعة بعض العمّال شركات التحويل.
وقال مصدر في احدى هذه الشركات لـالمستقبل ان التقصير في بعض العمليات محدود، مضيفاً أنّ شركته تحتفظ بحقوق العاملين بموجب الإيصالات التي لديهم، فضلاً عن أننا نجري اتصالات مع المؤسسات المتلقية للتأكد من تسلم المبالغ بعد الإخفاق الذي حصل نتيجة التأخير الخارج عن إرادة شركات التحويل المالية.
وحمّل المصدر وزارة الاتصالات مسؤولية ما جرى، مؤكداً أنّ ثمة بدائل في كل دول العالم للأعطال.
أما وزير الاتصالات نقولا صحناوي الذي كان يفترض أن يكون وفّر بدائل لمثل هذا الاحتمال فسارع أمس وفور معالجة المشكلة إلى استثمار ما حققته أوجيرو، عندما أرسل رسالة قصيرة بواسطة الهاتف إلى اللبنانيين وفيها أنا مسرور بان ابلغكم بان الانترنت عاد الى طبيعته في كل لبنان. نقولا صحناوي. وكان الوزير ألقى بداية التهم جزافاً على الاخرين عند تعطل الانترنت للمرة الاولى منذ 3 ايام ليحصد نجاحا ليس بطله عندما عادت الخدمة امس الى طبيعتها في كل لبنان بخط رديف عن خط الكابل البحري (IMEWE). فيما بدأت المؤسسات العامة والخاصة تلملم خسائرها نتيجة التوقف الذي كان بالامكان تفاديه مع وجود خطة طوارئ في وزارة الاتصالات. اذ ادى انقطاع الانترنت الى تعطل مصالح المواطنين في الإدارات والمؤسسات العامة، والمصارف، والمؤسسات الإعلامية والصحافية، والهيئات والمؤسسات الدولية، والمشتركين بهذه الخدمات من مواطنين ومقيمين.
وكانت خدمة الانترنت عادت امس الى طبيعتها بخط رديف عن كابل ايميو. واعلنت هيئة اوجيرو ان مساعيها تكللت بنجاح، حيث استطاعت جهود الفرق الفنية العاملة في الهيئة في الحادية عشرة من صباح امس تشغيل الخط الرديف مع شركةCYTA القبرصية عبر الكابلات البحرية Alexandros، Cadmos، Minerva، بسعة 6GBPS، مما سمح بعودة خدمات الإنترنت إلى طبيعتها لقطاع الاتصالات اللبناني بشقيه العام والخاص. وقالت الهيئة ان الفرق الفنية العاملة في مديرية تكنولوجيا المعلومات برئاسة الدكتور توفيق شبارو لا تزال تتابع الوضع عن كثب، وستعمد إلى بدء التجارب الفنية لتشغيل مسار رديف آخر على كوابل أليتار وبريتار مع شركة .Egypt Telecom، وذلك الى حين الانتهاء من أعمال إعادة توصيل الكابل البحري (ايميوي) مقابل شواطئ الإسكندرية، حيث من المتوقع أن تنتهي أعمال الصيانة خلال فترة تراوح بين 7 إيام و 10. وتواصل أوجيرو متابعة هذا الأمر مع الجهات المعنية في لبنان والخارج.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00