8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الجماعة في لبنان وانتصار مرسي.. رهان على دور أكبر

تلقفت الجماعة الاسلامية في لبنان نبأ انتصار مرشح الاخوان المسلمين الى رئاسة الجمهورية في مصر الدكتور محمد مرسي باهتمام وسعادة بالغين، لكونها المرة الاولى التي يصل فيها فريق اسلامي حركي الى سدة المسؤولية العليا منذ الاستقلال المصري عن الانكليز. وتابعت الاوساط السياسية هذا الانتصار بكثير من الاهتمام والترقب واحتمال انعكاساته على الساحة اللبنانية، مع تواجد فصيل اساسي من النسيج اللبناني خرج من رحم الاخوان وهو الجماعة، الذي يعدّ أحد أذرع الحركة الأم في العالم.
وفي خطوة تعبيرية أولى، احتفلت الجماعة في لبنان بانتصار مرسي بمسيرات ومواكب سيارة، حيث تفاعل المنضوون الى هذا التيار الاسلامي اللبناني فطرياً مع هذا الحدث، لكونه قد يحمل الجديد الى كل العالم العربي.
وأخرجت الجماعة من جعبتها ملصقاً وزّع على المناصرين في كل المناطق اللبنانية التي تتواجد فيها في اطار احتفالاتها، يعبّر عن واقع شعورها وحقيقته، والاستشراف المستقبلي باتجاه الثورات العربية وتحديداً في سوريا ومن بعدها فلسطين. ويتضمن الملصق: بالأمس تونس..واليوم مصر.. وغداً باذن الله سوريا.. والموعد في فلسطين..
ويقول عضو المكتب السياسي لـالجماعة الاسلامية الحاج عمر المصري لـالمستقبل إن هذا الامر سينعكس ايجاباً على عدد كبير من الدول العربية والاسلامية، لما لهذا الانتصار من دلالات سياسية
ولما لمصر من دور في الساحة العربية والاسلامية، نظراً الى حجمها ومكانتها وموقعها الاستراتيجي، هذا الدور الذي فقد في العقود الماضية وتقلص في عهد مبارك، خصوصاً بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد.

ويشير الى ان انعكاس هذا الانتصار سيمتد الى الواقع اللبناني الداخلي حيث تشكل الجماعة في لبنان المستفيد الاول من هذه الحالة التي انطلقت من تونس وتوجت بالأمس في مصر.
ويظهر ذلك جلياً بحسب المصري من خلال تعاطي اطراف الساحة اللبنانية خلال الفترة الماضية مع الجماعة الاسلامية مقارنة بما سبق، ان كان على خط فتح العلاقة بالإخوان في مصر عبر بوابتها في لبنان، وهي الجماعة، او على خط ادراك هذه القوى للواقع الجديد الذي يمكن ان تفرزه هذه الانتصارات على صعيد موقع الجماعة في الداخل اللبناني.
ويعتبر المسؤولون في الجماعة الاسلامية في لبنان ان الانتصار المصري البارز للاخوان سينعكس على وضعية الجماعة السياسية في لبنان، مع الحرص الشديد على عدم ايجاد حساسية معينة في الساحة الداخلية وتحديداً الاسلامية منها. مشيرين الى ان انتصار مرسي هو انتصار معنوي بارز للجماعة في لبنان نظراً الى التكامل بين الفريق الواحد، حين تنشط ماكينة الجماعة باتجاه مصر لنسج علاقات بين عدد من الافرقاء اللبنانيين والمسؤولين المصريين الجدد.
ولا يستبعد بعض المراقبين ان يتحول مركز الجماعة الاسلامية في بيروت الى مركز استقطاب وتواصل لعدد من المسؤولين اللبنانيين الراغبين في فتح علاقات بالمسؤولين المصريين.
ويشير المصري في هذا الصدد، الى ان الاطر القيادية داخل الجماعة الاسلامية تعمل لمحاولة اسقاط هذا الانتصار المعنوي على الواقع الشعبي من خلال الاطر التربوية والدعوية والجماهيرية التي استشعرت مؤخراً رغبة الكثير من شرائح الساحة الاسلامية السنية بالاقتراب من الجماعة الاسلامية والانضمام الى صفوفها.
ويختم المصري ان انتصار الثورة في مصر وتبوّؤ مرسي سدة الرئاسة لهما انعكاسات ايجابية على صعيد حراك الشعب السوري وهذا ما ظهر جلياً من خلال الحالة المعنوية الكبرى التي تجلت في الداخل السوري وخارجه والتي اعطت قوة دفع نأمل ان تنتج قريباً تتويجاً لانتصار الثورة السورية.
اما بالنسبة الى القضية الفلسطينية، فمن الملاحظ ان ردّ الفعل الشعبي العارم الذي شهده قطاع غزة ومخيمات الشتات، دليل واضح على ان هذا الربيع العربي لا يمكن ان يكتمل وأن يزهر إلا في فلسطين، فأي شعب ينتصر وينال حريته لا بد انه يتطلع الى حرية فلسطين وتحريرها من المغتصب الصهيوني، وتكفي مشاهد الاحتفال التي ظهرت فيها أعلام مصر وفلسطين والثورة السورية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00