8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

شبان يتعرضون لإمام مسجد في بئر حسن

ينحو البلد باتجاهات خطرة، والخوف ان يكون الاتجاه نحو الهاوية او المستنقع الذي عانى منه لبنان في تجربة مرة عاشها على مستوى عقدين من الزمن، حيث بدأ الاحتكام للشارع وسط الاحتقان النفسي الذي يعيشه شباب اليوم نتيجة التعبئة الفئوية والمذهبية عبر الطروحات والشعارات السياسية وغير السياسية التي ليس لها علاقة بالقضايا المطلبية التي يريدها المطالبون.
فثقافة الدواليب المحروقة التي انتشرت في كل دسكرة من لبنان كأداة للتعبير عن المطالب، اجتماعية او سياسية او حتى رياضية، يتخوف البعض ان تنسحب الى ثقافة الضرب المباشر على قاعدة حارة كل مين ايدو الو ليتبخر من اطارها احقية المطلب باتجاه الظلم للآخر من دون وجه حق.
واخر هذه الاحداث ما تعرض له امام وخطيب ومدير مسجد ومركز القرآن الكريم في المدينة الرياضية الشيخ عبد الشكور سليم اللبابيدي لحادث اعتداء في منطقة السفارة الكويتية قرب سوق الجملة للخضار، حيث اعترضته مجموعة شبان من سائقي الدراجات النارية يقدر عددهم بأربعين شابا حسب محضر قوى الامن الداخلي، اذ كانوا مقبلين عكس السير على اوتوستراد المدينة الرياضية، بعيد حرقهم للاطارات احتجاجا على قضية المخطوفين في سوريا.
وفي التفاصيل ان الشيخ اللبابيدي كان يتجه نحو منطقة الفاكهاني مرورا بالمدينة الرياضية حيث اعترضه عدد من الشبان يستقلون الدراجات النارية، لكونه شيخا معمما وقاموا برفسه وتوجيه الكلام النابي له، مما ادى الى سقوطه ارضا واصابته بجروح ورضوض في وجهه ورأسه (حسب الطبيب الشرعي المعاين) مما استدعى نقله الى مستشفى المقاصد للمعالجة وتضميد الجراح.
وقد كشف الطبيب الشرعي جلال محمود الناطور على الشيخ اللبابيدي الذي حدد وضعيته الصحية شارحا انه تعرض لتورم خلف الاذن ورضوض مختلفة في الجسم خاصة الناحية الخلفية للقفص الصدري ويحتاج للعلاج مع الراحة التامة والعناية الطبية لمدة اسبوع.
وقد ادعى الشيخ اللبابيدي على المعتدين في مخفر بئر حسن، حيث تم تسطير محضر وابلاغ المحامي العام الاستئنافي القاضي كلود غانم تفاصيل الحادثة، لملاحقة المعتدين وتحويلهم الى القضاء المختص.
الشيخ اللبابيدي الذي زار جريدة المستقبل قال:يؤسفني ان يتم التعرض لرجل دين لاعمل له سوى الدعوة الى الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم الى حادث اعتداء بسبب لحيته ومظهره، وهنا نتساءل هل اصبحت اللحية التي هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعمامة الشرف التي يرتديها رجال الدين وصمة عار ينبغي التخلص منهما؟.
وماذا يفعل رجال الدين في مثل هذه الظروف هل يحلق لحيته او يستخفي في بيته خوفا من التعدي عليه بالضرب بسبب مظهره؟.
ويختم: انها ليست الحادثة الاولى ولن تكون الاخيرة، اذ ان هناك رجل دين آخر كان في حافلة مع زوجته في منطقة طريق المطار قد سحب من لحيته وجر على الارض.
لذلك نقول لكل المعنيين ان يخافوا الله في شعبهم وان يكون الحزم سيد الموقف في مثل هذه الاحداث، وان يجابهوا كل من يتعرض لبريء مهما كان دينه او مذهبه لتجنيب هذا البلد العزيز كل مكروه.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00