نشط المسؤولون السياسيون في حركة فتح في لبنان في الآونة الأخيرة، باتجاه القيادات والأحزاب والتيارات السياسية اللبنانية ومن ضمنها اللقاء الأخير مع قيادة بيروت في تيار المستقبل، لتأكيد مواقف الحركة من الأوضاع والاضطرابات السياسية والعسكرية التي شهدتها الساحة اللبنانية أخيراً، خصوصاً بعد الكلام عن إقحام فتح أو المخيمات الفلسطينية في النزاعات الداخلية اللبنانية، الأمر الذي نفاه المسؤولون الفلسطينيون في الداخل والخارج بدءاً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وصولاً الى أمين سر فتح في بيروت العميد سمير أبو عفش (أبو يوسف) بأن لا علاقة للحركة والقوى الفلسطينية التي تنضوي تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بأي حراك سياسي أو عسكري لبناني.
وعبّرت فتح في بيانات أصدرتها وعبر نشراتها الدورية بعد الاشتباكات التي حصلت في بيروت عن استيائها من مضمون التصريحات الإعلامية التي أطلقها البعض والتي ذكرت عن مشاركة عناصر من فتح في الأحداث الأخيرة في بيروت، مؤكدة نفيها الكامل لأي مشاركة من عناصرها أو القوى الفلسطينية من المخيمات وخارجها لأن القرار السابق واللاحق هو عدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، ورفض زجّ اسم فتح في أي خلافات تحصل. مؤكدة رفع الغطاء عن أي فلسطيني يتورط في أي قضية أمنية أو سياسية خارج إطار السياسة الفلسطينية المرسومة والتي أجمعت عليها كل الفصائل.
مصدر فتحاوي أوضح لـالمستقبل أن العلاقة بين المخيمات الفلسطينية والدولة اللبنانية تم وضع أسسها من خلال زيارات عباس السابقة لبيروت وهي واضحة، فالمخيمات شأنها شأن كل الأراضي اللبنانية تخضع للسيادة اللبنانية، كما أن القوى الفلسطينية متعاونة عبر اللجان والهيئات المشكّلة لحفظ الأمن الاجتماعي للمخيمات في إطار الحفاظ على السلم الأهلي اللبناني.
وقال: ما زالت المخيمات الفلسطينية في لبنان ملتزمة بالسياسة المتوافق عليها بين مختلف الفصائل الفلسطينية والقائمة على الحيادية تجاه ما تشهده الساحة اللبنانية من اضطرابات داخلية، منذ حوالى سبع سنوات وحتى اليوم، ويأتي التمسّك بهذه الحيادية على الرغم من التباينات السياسية الفلسطينية الداخلية، إلاّ أن سياسة تجنيب المخيمات أي احتكاكات مع الجوار اللبناني، وعدم السماح بزج أبناء المخيمات في أي صراعات حبية أو عسكرية تجري خارج المخيم، هذا المبدأ يحظى بالإجماع الفلسطيني.
وأكد أن السلاح الفردي الموجود في المخيمات بعلم الدولة اللبنانية سعى الجميع الى تنظيمه وضبطه ليؤدي الهدف من وجوده وهو الحفاظ على أمن المخيمات، وهذا ما ينسجم تماماً مع ما قرره الفرقاء اللبنانيون في حوارهم السابق والشامل عندما أقرّوا جميعاً رفض السلاح خارج المخيمات، وتنظيم السلاح داخل المخيمات. والسلاح داخل المخيمات لن يرفع إلاّ بوجه أي عدوان إسرائيلي يستهدف لبنان أرضاً وأمناً. هذا هو موقفنا الثابت والراسخ.
أضاف: نحن ضيوف في لبنان لحين العودة الى أرضنا فلسطين، ونرفض مبدأ التوطين، لذلك فإن حق الضيافة يفرض علينا أن لا نكون طرفاً في الخلافات الداخلية اللبنانية، حتى لا نكون كمن يصبّ الزيت على النار، لأن مثل هذا السلوك يتناقض مع آداب الضيافة.
وأشار الى أننا أصحاب قضية مركزية وتاريخية تحتاج الى جميع الأطراف الصديقة لمواجهة الكيان الإسرائيلي الصهيوني العنصري، وهذه الأطراف وإن اختلفت في قضايا قطرية أو حزبية إلاّ أنها لا تختلف عن عدالة القضية الفلسطينية ودعمها لكون الخطر الصهيوني يهدد الجميع من دون استثناء.
ورأى ان الواجب الوطني والثوري يفرض على جميع القوى الفلسطينية أن تؤدي دور التوحيد والتجميع والتوفيق، وليس دور التجزيء والتفريق. فنحن أصحاب قضية نجمع ولا نفرّق، وهذا مبدأ يضمن سلامة العلاقات بجميع الأطراف.
وأعرب عن ثقته بقدرة وكفاءة ووعي القيادات اللبنانية على اختلافها في التغلب على الأزمات الأمنية والسياسية، وعلى ايجاد المخارج الوطنية لكل الخلافات مهما كان حجمها، وهي قادرة على تقليص هذه الخلافات ثم معالجتها، وبالتالي فإن الأساس في مواقف هذه القيادات هو حماية لبنان أرضاً وشعباً وأمناً، وتفويت الفرصة على أصحاب مشاريع الفتنة، التي إن دبّت لا سمح الله ستأكل الأخضر واليابس.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.