تداعى أكثر من 420 من القضاة والمشايخ والعلماء والدعاة المسلمين السنّة، من مختلف المناطق، إلى مؤتمر تأسيسي عُقد في فندق كورال سويت في الحمرا، نتج عنه إطلاق هيئة العلماء المسلمين في لبنان بهدف البحث في شؤون المسلمين في الداخل اللبناني ومن بينها ملف الموقوفين الإسلاميين والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم وسبل النهوض بواقع المسلمين السنّة السياسي والديني، فضلاً عن وجوب نصرة أهلنا في سوريا، إضافة إلى الشأن الفلسطيني في المخيمات، حسب ما ذكر بيان صادر عن المجتمعين.
وتوقف المؤتمرون أمام الأحداث الخطيرة التي عصفت بلبنان في الأسابيع الأخيرة، وخصوصاً جريمة قتل الشيخين أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب في عكار، وما رافقها من تداعيات وضعت الجميع أمام مسؤوليات تاريخية، سواء لجهة تطورات الوضع الداخلي اللبناني أو لجهة الانعكاسات المتصاعدة من الأوضاع الإقليمية وخصوصاً تطورات الوضع المؤلم في سوريا.
وعلمت المستقبل أن لجنة من المجتمعين قد شكلت للانطلاق بالعمل في ما يخص ملف الموقوفين الإسلاميين حيث وُضع برنامج لسلسلة من المواعيد والتحركات لجولة زيارات على المرجعيات الأمنية والسياسية والقضائية للإسراع في بت هذا الملف. وعلمت المستقبل أن اتصالات أجريت لتحديد مواعيد مع كل من وزير الداخلية مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، للبحث مع شربل في ملف الموقوفين الإسلاميين، والاستماع من قهوجي إلى ملابسات حادثة استشهاد الشيخين عبد الواحد ومرعب على حاجز للجيش اللبناني في منطقة الكويخات في عكار. إضافة إلى تحركات ميدانية لرفع الصوت الإعلامي حول هذين الملفين.
وقال عضو المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية الحاج عمر المصري لـالمستقبل إن اللقاء حضره مشايخ وقضاة شرعيون من كل المناطق اللبنانية، وما يميز هذا المؤتمر أنه جمع كل أطياف تيارات الساحة الإسلامية السنّية في لبنان من دار الفتوى إلى الجماعة الإسلامية والتيارات السلفية والصوفية وغيرها.
وأشار إلى أن الهدف الأساسي من المؤتمر هو إعلان إطلاق هيئة العلماء المسلمين في لبنان حيث تم إعداد مقترح للنظام الداخلي وقد شُكلت هيئة إدارية من 11 عضواً على أن تكون الرئاسة مداورة بين الأعضاء كل أربعة أشهر. وأرسل النظام الداخلي لكل المشايخ الأعضاء لإبداء ملاحظاتهم قبل البت به وإقراره. مع فتح المجال لكل المشايخ الآخرين الذين لم يتبلغوا لأسباب معينة أن ينتسبوا إلى الهيئة.
ولفت المصري إلى أن المؤتمر هو إطار جامع للعلماء في القضايا الشرعية وتعزيز دور دار الفتوى والمشايخ، والاهتمام بالمؤسسات الوقفية، إضافة إلى القضايا العامة والكبرى وفي مقدمها الثورات العربية وقضية فلسطين.
ورأى أنها محاولة ليأخذ علماء الدين دورهم الطبيعي والمطلوب أمام التحديات الداخلية والخارجية، مشيراً إلى أن كل العلماء الحاضرين هم من المناهضين لممارسات النظام السوري وسيكون هناك تحركات في هذا الملف، وأنه من المفترض ألا تستفز هذه الدعوة وهذا المؤتمر أي طرف لبناني لأنه يعمل حول قضايا محقة ومطلوب التحرك بها على الصعيدين الداخلي أو الخارجي. فعلى الصعيد الخارجي هناك قضية الثورة السورية ودعم الشعب السوري لنيل حريته، ومقاومة المشروع الصهيوني في المنطقة. أما على الصعيد الداخلي، فمن الضروري أن يأخذ العلماء دورهم في رعاية الشؤون الوقفية وانتخاب المجلس الشرعي والقيادة الرسمية الدينية. إضافة إلى رفع الغبن والظلم اللاحق بشريحة مهمة من اللبنانيين.
وحدد المجتمعون أهداف إطلاق هيئة علماء المسلمين في لبنان كالآتي:
إيجاد إطار جامع للعلماء المسلمين في لبنان، يوحّد صفوفهم، ويسدّد جهودهم، ويجمع كلمتهم.
أداء الأمانة التي يحملها العلماء بتفعيل حضورهم في الشؤون والقضايا التي تهم أمتنا ومجتمعنا، واتخاذ الموقف المناسب منها.
بيان الأحكام الشرعية في الحوادث والنوازل والقضايا العامة، بما يحقّق مقاصد التشريع، ويجمع بين الأصالة والمعاصرة.
ترشيد الخطاب الدينيّ على الساحة الإسلاميّة في لبنان، وتعزيز العلم الشرعيّ والدعوة إلى الله عز وجل.
العودة بالأمة إلى الالتزام بإسلامها والاعتزاز بشريعة ربِّها العظيمة، ليُزهر ربيعُها عدلاً وإنصافاً.
الحفاظ على هويّة أهل السنّة والجماعة في لبنان، وخدمة قضاياهم، وتبنّي مصالحهم، والدفاع عن حقوقهم، والمساهمة في حماية دورهم وتعزيز مواقعهم.
تفعيل مؤسّسات المسلمين في لبنان وتطويرها، وعلى رأسها دار الفتوى والمجلس الشرعيّ، والعمل لتقديم النصح والمشورة للعاملين عليها، وتصويب مسارها، وإحياء دور العلماء وتثبيته فيها، والتصدّي للتدخّل في هذه المؤسّسات أو الاستغلال السياسيّ لها.
تقديم النصح والمشورة لمن يتولّى أيّ منصب عامّ، والتعاون معهم لما فيه خير أمّتنا ومجتمعنا.
رفض الاستغلال السياسيّ للمسلمين، عبر تأجيج العصبيّة الطائفيّة عندهم، لتحويلهم إلى طائفة، بعد أن كانوا أمّة.
المحافظة على القيم الأخلاقيّة، وتعزيز دور الأسرة، والعمل لحماية القوانين التي تدفع في هذا الاتجاه وتطويرها، لا سيّما قوانين الأحوال الشخصيّة، والتصدّي لكلّ الطروح التي تهدّد هذه القيم.
نصرة المظلومين، ونشر قيم العدالة والإنصاف، والتصدّي للتوقيف السياسيّ، والتعذيب والتنكيل، وتعطيل المحاكمات.
ترسيخ قيم الإسلام في التعايش، والتعامل على أساس الحق والعدل مع المسلمين وغيرهم.
نصرة قضايا المسلمين المحقّة والعادلة في العالم، وعلى رأسها قضيّة الحقّ العائد بإذن الله في فلسطين، وثورات الربيع العربيّ، وبخاصة الثورة السورية المباركة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.