8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

المشنوق يعود الجرحى وحوري يجول في الأحياء وريفي يتفقد الوحدات الأمنية

عاشت منطقة الجامعة العربية في الطريق الجديدة لساعات امس، مشهد حرب حقيقية، اثر الاشتباكات التي اندلعت في احد شوارعها الفرعية، حيث تحصنت عناصر تابعة للمدعو شاكر البرجاوي مدججة بالسلاح من مختلف العيارات أرعبت المواطنين والأهالي الذين ضاقوا ذرعاً بها، ما أدى الى حصول اشتباكات بينهم نتيجة استفزازاتهم وتعدياتهم المتكررة، رغم مناشدة الأهالي للحكومة لتحمّل مسؤولياتها في هذا الاطار، والإيعاز للقوى الأمنية بإنهاء الحالة الشاذة، وقد حصدت قتيلين و 18 جريحاً بينهم نساء واطفال وعسكري في الجيش اللبناني.
ومع انتهاء المشهد المأسوي الذي خلفه البرجاوي ومسلّحوه، عبّر الأهالي عن استيائهم من تقاعس الحكومة في تحمل مسؤولياتها، بعدما عانوا ما عانوه من ويلات في ساحة المعركة، ولفتوا الى ان الدولة تتدخل بعدما يقع الفعل ويسقط الضحايا ولا تعمل لمعالجة هذا الفعل قبل وقوعه، خصوصاً انه مضى على وجود هذه الزمرة في منطقتنا اكثر من سنوات. وحمّلوا الحكومة مسؤولية عدم ايلاء منطقتهم الاهتمام الامني اللازم، والسماح لعناصر مسلحة في ان تصول وتجول في الشوارع، وعند الشقق في الابنية السكنية التي يقطنها مواطنون آمنون، خلف كلية الهندسة في منطقة الجامعة العربية، مشبهين وضعها بالشوكة في الخاصرة، لها في كل عرس قرص.
ومع انقشاع غبار المعركة ودخانها، ظهر تضرر عدد من المباني حيث احترقت ثلاث طبقات وبعض المحال التجارية من مبنى مكتب شاكر البرجاوي، فضلا عن اضرار جسيمة في السيارات والممتلكات والدراجات النارية التي كانت مركونة امام المبنى.
وعمدت القوى الامنية الى الانتشار في شارع كلية الهندسة في الجامعة العربية حيث سيرت وحدات مؤللة وراجلة في كل مناطق الطريق الجديدة ومحيطها، فضلا عن تثبيت نقاط جديدة للجيش اللبناني في تلك المنطقة، وشوهد عناصر الجيش على آلياتهم.
وشهدت ساعات الصباح امس زحمة الأهالي الذين ارادوا تفقد ممتلكاتهم، معبرين عن سخطهم وتنديدهم لما عاشوه اول من امس.
وكانت المعلومات قد ذكرت أن عناصر مسلحة من خارج المنطقة نفذت منذ فجر امس (الاثنين)، عملية عسكرية تحت غطاء ناري كثيف لإجلاء شاكر البرجاوي وعناصره المسلحة من مكتبه خلف الجامعة العربية في بيروت، ونقله الى مكان آخر. كما تم نقل جثتين لعنصرين تابعين له قتلا خلال اطلاقهما النار على المنازل الآمنة أثناء الاشتباكات.
وكانت الحوادث التي انطلقت مساء الاحد في بيروت جاءت بعد تولي مجموعات تابعة لشخص يدعى (أ.ب) المعروف بميوله للنظام السوري، قطع الطرق بذريعة الاحتجاج على مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه الشيخ محمد حسين مرعب.
بعدها نفذت عناصر تابعة لشاكر البرجاوي، انتشارا مسلحا وأقدمت على إطلاق النار في عدد من الأحياء ما أدى الى ردود فعل من مواطنين وجدوا أنفسهم بين فكي جماعات مسلحة، واضطر عدد من المواطنين الى إحضار سلاحهم الفردي وإطلاق النار، ما دفع بعناصر البرجاوي الى الانسحاب الى مكتبهم خلف الجامعة العربية.
واستمر إطلاق النار من داخل المكتب، ما أدى الى محاصرته من قبل الأهالي الغاضبين، ليفاجأوا في ساعات الفجر بسيارات من دون لوحات تسجيل وبزجاج داكن ومسلحين ينفذون عملية إطباق على المباني من أجل إجلاء البرجاوي ومن معه من باب خلفي مع جثتين من مقاتليه، تحت غطاء ناري كثيف جدا، وتم نقلهم الى خارج المنطقة.
المشنوق
عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق تفقد الجرحى المدنيين الذين سقطوا بنيران عناصر شاكر البرجاوي، في مستشفى المقاصد في الطريق الجديدة. وعاين المشنوق الجرحى في الغرف التي توزعوا عليها يرافقه منسق عام بيروت في تيار المستقبل العميد محمود الجمل ومنسق الطريق الجديدة الاولى مروان زنهور والطاقم الطبي في المستشقى.
وعقد المشنوق اجتماعا مع مدير المستشفى الدكتور بلال غزيري متمنيا الاسراع في اجراء العمليات الجراحية المطلوبة للجرحى المصابين، والوقوف على اوضاعهم الصحية ومتابعتها، واستمع الى اهالي الجرحى الذين صبوا جام غضبهم على الزمر المسلحة التي تعرضت لأبنائهم العزّل، محملين الحكومة مسؤولية عدم وضع حد لمثل هؤلاء وتركهم من دون حسيب ولا رقيب.
وتحدث المشنوق فلفت الى أن الايام التي تستطيع بها زمر 7 ايار الاعتداء على الناس قد انتهت، وسنلاحقهم بالقانون حتى آخر يوم وحتى آخر الدنيا.
اضاف: لا احد يفكر للحظة انه يستطيع ان يعتدي على اناس مدنيين شرفاء وأوادم، وهو يحاول ان يحتمي بأجهزة المخابرات والاجهزة الامنية. وان شاء الله سيدفع كل من اعتدى على هؤلاء الشباب الشرفاء الثمن وسيمثل امام العدالة بأقرب وقت ممكن. ولن نسمح بتجاوز هذه المسألة مهما كلف الامر.
وختم بالقول: هذه المسألة ستتابع بدقة، ودقيقة بدقيقة، وبواسطة القانون والقضاء، وسنحمّل كل الاجهزة مسؤولياتها العلنية، ولننتظر ونرى ان كانت هذه المرة مثل كل المرات ام ستكون مختلفة.
حوري
من جهته جال النائب عمار حوري في منطقة الطريق الجديدة واطلع على اوضاع الاهالي، وعاين منطقة الاشتباكات، وقال: ان ما حصل في الطريق الجديدة هو اعتداء من مجموعة تابعة للنظام السوري على اهالي المنطقة الذين كانوا يعبّرون بشكل سلمي عن احتجاجهم على استشهاد الشيخين في عكار.
أضاف: نحن كتيار مستقبل لم نكن طرفا مباشرا بما حصل في الطريق الجديدة ليلا. أهالي المنطقة بكل اطيافهم وتنوعاتهم هم الذين قاموا برد فعل انتهى الى ما انتهت اليه الامور.الآن انتشر الجيش والقوى الامنية، واستلم مكتب التيار العربي محروقا في منطقة جامعة بيروت العربية، والقوى الامنية تسيّر دورياتها وفي هذه اللحظة الوضع مستقر.
وتابع: هذه الحالة ليست الاولى من نوعها, ففي السنوات القليلة الماضية، دائما كان هناك تحرش واعتداء من عناصر المكتب. هنا كان ردّ فعل الناس مهاجمة هذا المكتب ما ادى الى ما انتهت اليه الامور باخراج العناصر المسلحة من المنطقة واعادة الاستقرار واستعادة الامل بان الدولة والجيش والقوى الامنية هي التي ستشكل حاميا للناس، وليس هذا الدكان او ذاك وليست هذه الدويلة او تلك.
ولفت إلى أنه بعد كل ما حصل ليل امس، قال الناس كلمتهم برفض الوجود غير الشرعي ورفض الوجود الميليشيوي والدكاكين وكل هذه الابتكارات التي اتت الينا في السنوات القليلة الماضية، والاصرار على التمسك بالدولة وبالشرعية وبالجيش، وان يكون هذا الجيش حاميا لكل الناس.
وشدد على أنالحل هو الدولة، وحين تتأخر الدولة عن القيام بدورها يفقد المواطن الامن والاستقرار، لذلك نأمل بأن لا تتكرر صورة اعتداء الدويلات واعتداء بعض المرتبطين بالنظام السوري على صورة الدولة وعلى امن الناس.
وأوضح أنه منذ اللحظة الاولى صدر أكثر من موقف عن الرئيس سعد الحريري ورئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة وعن كل نواب ومسؤولي الكتلة وعن منسقية التيار، موقفنا كان ومازال وسيستمر واضحا: الدولة الدولة الدولة.
وختم: ما حصل بالامس كان انتفاضة من الناس لكرامتها، هذه الكرامة التي كان يتم الاعتداء عليها منذ مدة طويلة، وحصل تحرك اهلي بكل ما للكلمة من معنى بعيدا عن اي ارتباط سياسي او اي ولاء لهذا الفريق او ذاك. لا احد يريد استهداف الجيش، بل هناك اصرار لملاحقة الضباط الذين ارتكبوا التجاوز.
ريفي
بدوره، تفقد المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، يرافقه قائد شرطة بيروت العميد ديب الطبيلي دوريات قوى الامن الداخلي المنتشرة في الطريق الجديدة ومحيط الجامعة العربية والتي تم تعزيزها اثر الاحداث التي حصلت في هذه المنطقة.
وقد اعطى ريفي توجيهاته الى الضباط والعناصر بضرورة اتخاذ الاجراءات الامنية اللازمة والتدابير الميدانية بالتنسيق مع الجيش اللبناني، التي من شأنها ان توفر الامن والاستقرار وتؤمن سلامة المواطنين.
الجمل
من جهته شرح العميد الجمل لـ المستقبل ما حصل فقال: ما حصل بالامس عبارة عن احتجاج سلمي على الحادثة الاليمة التي حدثت في عكار والتي ذهب ضحيتها شهيدان من علماء ومشايخ هذا البلد الحبيب، فمع مرور الوقت بدأت المشاعر تتأجج، مما حدا بأهالينا في بيروت الى التعبير وبطريقة سلمية عن عدم رضاهم عما حصل، المسألة ليست سهلة ان يتعرض شيخان للقتل المباشر.
اضاف: لقد كانت توجيهات قيادة تيار المستقبل، والامانة العامة للتيار اراحة الوضع وعدم التأزيم والتصعيد منعا لحجب النظر عما يحصل في سوريا وما يتعرض له الشعب السوري الشقيق، وبالتالي المعروف عن تيار المستقبل انه تيار ديمقراطي، حضاري، لبناني، شعاره لبنان اولا، وهو تيار يؤمن بالمؤسسات اللبنانية، من هنا كانت توجيهات دولة الرئيس سعد الحريري وقيادة تيار المستقبل ضرورة التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، والسماح للناس في التعبير عن رأيهم بالاطر السلمية الحضارية وعدم قطع الطرق.
وتابع: فمن هذا المنطلق ان شبابنا ونساءنا وأطفالنا نزلوا الى الشارع للتعبير عن رأيهم بالاطر السلمية، لكن المفاجأة كانت بخروج عناصر مسلحة من مكتب ما يسمى بـالتيار العربي الحر، خلف كلية الهندسة في منطقة الجامعة العربية، وبدأوا بفتح النار على الناس من دون سابق انذار، حيث سقط خمسة جرحى في اللحظات الاولى واصاباتهم في الظهر، مما يدل على عملية غدر، لقد تعودنا منذ فترة على ما تمارسه هذه الزمرة التي يرأسها شاكر البرجاوي. ان هذا المكتب لا يحوي الا الموبقات والمخالفات القانونية والتعدي على الناس خصوصا ما يتعرض له شبابنا الطالع.
اضاف: لقد ضاق شبابنا ذرعا، وحاولنا المستحيل لتهدئة هؤلاء الشباب، خصوصا بعدما تمادى المسلحون اكثر عبر اطلاق الرصاص، فما حصل هو رد فعل الأهالي في هذه المنطقة، خصوصا بعدما علموا ان جريحين من الجرحى الخمسة الذين سقطوا كانت حالتهما حرجة عند نقلهما الى مستشفى المقاصد بسبب اصاباتهما المباشرة.
ولفت الى أن الكل يعلم من هو هذا الرجل، وما هي خلفياته السياسية وغير السياسية. ان ما حصل هو اعتداء على الطريق الجديدة من اناس سيئين يعممون الممنوعات، ويتعدون على الناس، فكانت ردود الفعل الشعبية رفض وجود مكتب لهذه الزمرة، فلولا تدخل تيار المستقبل وقيادته، لكانت النتائج اكبر من ذلك بكثير جدا. ما حصل هو الحد الادنى، لان قيادة التيار كانت تدخل على خط التهدئة، لكن مشاعر الناس كانت اقوى من كل شيء بعدما اصر الشباب على اقتلاع هذه الشوكة من هذه المنطقة وهذا ما حصل.
ودعا الجمل القوى الامنية الى القيام بكل ما هو مطلوب منها لضبط الامن، وشباب تيار المستقبل حضاريون، يؤمنون بالوطنية وبالدولة ومؤسساتها، ونتمنى على الأجهزة الامنية ان تحكم بالعدل والكيل بالمكيال نفسه مع كل الاطراف.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00