8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

المصري: نسعى إلى التهدئة وسحب فتيل الفتنة

تساءلت اوساط سياسية عن سبب إحجام الجماعة الاسلامية في لبنان عن الانخراط بما حصل في منطقة الشمال خلال الاسبوع المنصرم، خصوصا ان حضورها في تلك المنطقة مميز ومعروف بحجمه السياسي والميداني.
ومن المعلوم ان الساحة الشمالية تشهد احتقانا منذ فترة طويلة بسبب ملف الموقوفين الاسلاميين وطريقة تعاطي الدولة اللبنانية سياسيا وقضائياً مع هذا الملف، حيث ان هناك قناعة راسخة لدى معظم أوساط الساحة الاسلامية السنية ان صيفا وشتاء يمارس تحت سقف واحد. وان التعاطي القضائي مع اطراف اخرى يخالف كلياً التعاطي مع الساحة السنية، وهذا ما ظهر جليا وزاد من حدة الاحتقان غداة اطلاق العميل فايز كرم، فشعر ابناء الساحة السنية ان هناك انتقائية لا يمكن تبريرها، وان استهدافا لا ينبغي السكوت عنه، بحسب ما تقول الاوساط الاسلامية في الشمال.
وأشارت الاوساط الى ان الدور الذي يمكن ان تلعبه الجماعة اكبر بكثير من الواقع القائم على الارض
خصوصا ان الارضية اصبحت مفتوحة على كل الاحتمالات وسط تفاقم الصراع بين الاطراف المتنازعة التي يرتسم حولها اكثر من علامة استفهام، وثمة من يردّ هذا الموقف الى عدم رغبة الجماعة في لعبة الشارع التي ستعود على اهل طرابلس والشمال بالضرر وفقدان الإستقرار.
وعن دور الجماعة في ما يحصل في الشمال، يقول عضو المكتب السياسي في الجماعة الاسلامية عمر المصري ان الجماعة الاسلامية ومنذ بداية الاحداث اتخذت موقفا واضحا بالدخول بقوة على خط التهدئة ومحاولة سحب فتيل الفتنة داخل الساحة الشمالية، ولم تنجرّ ابدا الى التصعيد الإعلامي او النزول المسلح الى الارض على الرغم من قدرتها الميدانية على المستويات كافة ان ارادت لذلك سبيلا.
ويضيف: اصبح من الواضح ان أكثرية المجموعات المسلحة تتحرك بأوامر وتوجيهات من جهات أمنية لبنانية تساهم في اشعال الساحة الشمالية لتحقق اهداف قوى 8 آذار في الصراع الداخلي اللبناني مما يخدم بالنتيجة النظام السوري، وينحصر دور الجماعة في تهدئة الامور ومنع امتداد الفتنة لانها ستصيب باقي المناطق اللبنانية بلا شك، حيث الاحتقان في بيروت والبقاع وصيدا، وإلا فكيف يمكن تفسير محاولة جهاز امني رسمي وفي غمرة حالة التشنج اعتقال جريح سوري من داخل سريره في مستشفى الزهراء في طرابلس، ألا يسهم هذا الفعل بزيادة حالة الإحتقان وتأجيج المشكلة؟.
ويكشف المصري عن ان رسائل غير مباشرة تلقتها الجماعة الاسلامية من اطراف محسوبة على قوى 8 آذار تفيد ان المرحلة القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت، وان ما تشهده الساحة الشمالية الآن يمكن نقله الى الساحات الاخرى في بيروت والبقاع وصيدا. وفي ذلك اشارة واضحة الى ضرورة عدم الإيغال في دعم الثورة السورية.
وفي رأي الجماعة يقول المصري ان عملية توقيف شادي المولوي وبغض النظر عن قانونية الاجراء إلا ان الشكل الذي تم فيه والخديعة التي سبقته قد ساهمت في تفاقم المشكلة، ونظن ان الجهاز الذي قام بذلك كان يتوقع رد الفعل، وان تصريح المدير العام لجهاز الامن العام اللواء عباس ابراهيم حول مساعدة احدى الدول العظمى معلوماتياً في موضوع شادي المولوي ينافي بما لا يقبل الشك مقولة دعم اميركا والغرب للثورة السورية، ويؤكد ما اكتشفناه مؤخرا من ان الادارة الاميركية واللوبي الصهيوني يمنعان بكل قوة سقوط نظام بشار الاسد عن طريق منع تسليح الجيش السوري الحر وتقديم الدعم للثوار لانه يضمن على وضعه الحالي ضمان استقرار اسرائيل بينما البديل يخيف اسرائيل والغرب عموما.
ويضيف ان عملية تظهير السلفيين إعلاميا كان مبالغا فيها كثيرا وحُمّلوا اكثر مما يحملون، وتهدف الى تصوير أهل الشمال على هذه الصورة النمطية التي قد تتحسس منها الاطراف اللبنانية الاخرى.
وفي رأي المصري ان كل ما جرى ليس بريئا، ويراد منه تحويل الصراع الى داخل الساحة السنية بشكل عام والشمالية بشكل خاص مما ينسجم مع فكرة النظام السوري حول ارتباط الثورة بالإرهاب وتنظيم القاعدة.
ويختم المصري: من الواضح بعد انطلاق الثورة السورية ان اهل طرابلس والشمال يتعاطفون بشكل كبير مع ظلامات الشعب السوري ويعترضون على اداء النظام بل ويطالبون بإسقاطه، ومن هنا فقد شكلت البيئة الشمالية بيئة حاضنة للنازحين السوريين وتعاطفا شأنه شأن كل حر. وزاد من حدة الاحتقان اتهامات النظام السوري على اكثر من لسان، بدءا من وزير خارجيته وليد المعلم الى مندوبه في الامم المتحدة الجعفري اهل الشمال بالارهاب والارتباط بالقاعدة والعمل الميليشيوي الفوضوي.
ويخلص الى انه انطلاقا من هذه المعطيات ان تفجير الساحة الشمالية مؤخرا يصب في خدمة تسويق هذه المقولة، ونعتبر ان قوى 8 آذار مستفيدة بل ومساهمة في خدمة هذه المقولة وذلك بهدف تحقيق اهداف عدة أهمها تحويل انظار اهل الشمال وإشغالهم عن مناصرة الثورة السورية، تحويل الصراع السياسي الداخلي الى الساحة السنية حصراً، تحقيق حلم البعض بضرب الساحة السنية بالجيش اللبناني. وأظن أن الرئيس ميقاتي يتعرض لعملية ابتزاز سياسي من حلفائه في الحكومة عن طريق إشعال المشاكل في عقر داره طرابلس بهدف الضغط عليه في ملفات سياسية أخرى.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00