تترقب الاوساط السياسية الحدث الشعبي الكبير الذي ينظمه تيار المستقبل غداً الاحد في السادس من ايار في ساحة الشهداء، لما يشكله هذا اليوم من تقاطع لأكثر من ذكرى، خصوصاً بعد النجاح الذي سجله المهرجان الخطابي الذي اقامه التيار تضامناً مع الشعب السوري في منطقة ارض جلول صبرا في الطريق الجديدة، المعقل الاساسي للتيار في بيروت، والذي خرج بمواقف سياسية كانت محط اهتمام الدوائر السياسية على المستويات اللبنانية والعربية والدولية.
ويأتي مهرجان الاحد والذي يحمل عنوان احياء لشهداء 7 ايار 2008، وتحت شعار دمهم غال وصوتنا عال، وسط متابعة كل القوى السياسية اللبنانية لما سيطلقه رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري من مواقف مفصلية في هذا الحدث الشعبي الكبير، اذ ان برنامج الحفل سيقتصر على كلمة واحدة، فضلا عن شريط وثائقي عن احداث 7 ايار الدامية التي سقط بنتيجتها احد عشر شهيدا وعدد كبير من الجرحى المدنيين العزل، فضلا عن استباحة مراكز تيار المستقبل ومقار لجمعية بيروت للتنمية الاجتماعية ولمؤسسات اعلامية وغيرها، اضافة الى الدمار والخراب الذي لحق بممتلكات المواطنين، والخسائر الاقتصادية التي جاوزت الـ300 مليون دولار بسبب اقفال المؤسسات التجارية والاسواق والمؤسسات المصرفية والمطار والمرفأ وادارات الدولة ومؤسساتها جراء هذه الاحداث الالمية.
ويقول الامين العام لـتيار المستقبل احمد الحريري اننا نقوم بهذا الحراك لكي يتبنّى الجمهور مواقفنا كلها، ونعرف ان في البلد حكومة تشكل خطرا عليه وبالتالي لنقول إن هذه الحكومة لا تشبه اللبنانيين وهناك قرار يقضي بألا تبقى، اما التوقيت لذلك فهو قيد التنسيق بين 14آذار لتحديد موعد اسقاط الحكومة.
ويضيف في حديث اعلامي: هناك الكثير ممن يذكروننا بـ7 ايار وهذا العقل المجنون ما زال يفكر بالطريقة نفسها، انهم قادرون على قمع الناس لكننا سننزل لكي يقتنع من قام بهذه الاحداث ان ذاك اليوم لم يكن يوما مجيدا.
وتكتمل التحضيرات في باحة ساحة الشهداء المقابلة لضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث يؤكد القيّمون على المهرجان انه تم وضع 5 آلاف كرسي وشاشات عملاقة موزعة في الواجهة وعلى الاطراف ونظام صوتي متعدد الاتجاهات، حيث من المنتظر ان يزحف محازبو تيار المستقبل ومناصروه وابناء بيروت من كل المناطق البيروتية وشوارعها للمشاركة بهذا الحدث الذي يصفه البيروتيون باليوم الاسود، لانه كان المدماك الاساس نحو الفرقة والتفرقة بين ابناء الصف الواحد.
ويقول القيادي في تيار المستقبل راشد فايد ان مهرجان الاحد هو استجابة من القيادة لتفاعلات جمهور المستقبل مع الانتفاضة السورية الشعبية، كانت القيادة حريصة دوماً ولا تزال على عدم التدخل في الوضع السوري الداخلي من دون ان يعني ذلك امتناعها عن اعلان دعمها المعنوي والقيمي والسياسي للثورة السورية، وهي بلورة مستمرة لهذا الدعم ولاسيما في مواقف نوابها وقياداتها وعلى رأسهم الرئيس سعد الحريري. ومهرجان الطريق الجديدة بذاته لم يكن الا ترجمة عملانية لهذا التوجه المتفاعل بين القيادة والقاعدة، ومن شارك فيه استطاع ان يستنتج وحدة الرأي بين الجهتين لالتقائهما اساساً وضمناً على التمسك بقيم الحرية والديمقراطية والعدالة الانسانية. وكان المهرجان ذا دلالة على تنوع الحضور بين رجال ونساء والفئات العمرية ما يدل من جهة اولى على اوجه القاعدة الشعبية وفئاتها الانسانية. ويمكن القول ان مهرجان الطريق الجديدة هو خميرة لمهرجان الغد الذي هو تقاطع بين ذكرى شهداء لبنان في 6 ايار 1916 وشهداء الصحافة اللبنانية وشهداء الحرب اللبنانية الذين سقطوا جميعاً من اجل لبنان افضل، كذلك ذكرى كل شهيد سقط بعد ذلك من اجل لبنان الديمقراطي السيد الحر سواء في وجه وصاية الاحتلال الصهيوني او اي وصاية اخرى. كما هي مناسبة لتأكيد رفض وصاية السلاح الداخلي على القرار الوطني العام. ويرى منسق عام بيروت العميد محمود الجمل ان التحضيرات اكتملت لانجاح مهرجان الاحد، خصوصا وان المناسبة تعني كل اللبنانيين وخصوصاً البيروتيين الذين ضاقوا ذرعاً من تلك الحقبة الاليمة، وتابع: تمتزج هذه الذكرى التي تأتي إحياءً لشهداء 7 أيار مع شهداء الشعب السوري الذي يقدم كل اليوم عشرات الشهداء احياء للحرية والديموقراطية والعيش الكريم.
تدابير سير في المناسبة
أشارت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة في بيان امس، الى أنه عند الساعة 17,00 من يوم الأحد الواقع فيه 06/05/2012 (غدا) سيقيم تيار المستقبل إحتفالا لمناسبة عيد الشهداء في ساحة الشهداء، لذلك ستتخذ المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي تدابير السير التالية:
ـ قطع السير، وتحويله من الشارع الممتد من أمام جريدة النهار مرورا بجامع محمد الأمين تقاطع الأمير بشير، من الساعة 13,00 من يوم السبت في 05/05/2012 ولغاية الإنتهاء من الإحتفال.
ـ إقفال المسلكين المحاذيين لمكان الإحتفال من جهة ساحة الشهداء، إعتبارا من الساعة 3,00 من فجر يوم الأحد في 06/05/2012.
ـ قطع السير، وتحويله في الشوارع المحيطة بجامع محمد الأمين بإتجاه جورج حداد/ الصيفي/ جريدة النهار وبالعكس، من الساعة 11,00 من يوم الأحد في 06/05/2012.
ودعت المواطنين أخذ العلم، وعدم سلوك منطقة الإحتفال في الأوقات المحددة أعلاه، والتقيد بتوجيهات وإرشادات رجال قوى الأمن الداخلي، وبعلامات السير التوجيهية الموضوعة في المكان، تسهيلا لحركة المرور ومنعا للازدحام.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.