في خطوة تربوية مميزة، تعد الاولى في لبنان اتخذتها المديرة العامة لمؤسسة الحريري التربوية الدكتورة سلوى السنيورة بعاصيري في باكورة نشاطاتها بعد تسلمها لمهامها اول من امس، نظمت ثانوية الحريري الثانية بالتعاون مع منظمة آنا لينت الانكليزية التي تعمل تحت مظلة اليونسكو، مناظرة شبابية عن العلاقة بين الديموقراطية وحقوق الانسان، في اودوتوريوم المدرسة ، في حضور المدير التنفيذي للمنظمة الاورو متوسطية ريتشارد شوتون ومسؤول الشرق الاوسط ميشال بولس والطاقم الاكاديمي المتخصص، ومديرة دائرة التربية والتعليم في مؤسسة الحريري فاطمة بكداش الرشيدي ومديرة ثانوية الحريري الثانية باسمة بعاصيري وطلاب الصفوف الثانوي في المدرسة والطاقم التعليمي.
واوضحت مديرة الثانوية باسمة بعاصيري ان منظمة انا لينت ارادت ان تكون السنة مميزة في موضوعين يهمان الوطن العربي والشباب ومثيران للجدل عن العلاقة بين الديموقراطية وحقوق الانسان. حيث يعمد الفريق الاكاديمي للمنظمة بتدريب الطلاب على كيفية المناقشة، وسبل التعاطي مع الموضوعين المطروحين، ويتم النقاش حولهما ويسمح للجمهور ( طلاب من الصفين الحادي عشر والثاني عشر) بابداء الرأي. ويتم الاعلان عن الفريق الرابح.
بدورها اكدت السنيورة بعاصيري، لـ المستقبل ان هذا النشاط يندرج في اطار التعاون مع المركز الثقافي البريطاني الذي يعد رئيسا للشبكة البريطانية في مؤسسة انا لينت الاورومتوسطية للحوار، وبحكم تواجد لبنان ضمن هذه الشبكة، كان هناك تعاون طويل المدى منذ العام 2005 مع هذه المجموعة، وفي اطار الربيع العربي الذي انتشر من دولة الى اخرى، وهو الآن يكسب جولات جديدة كان هناك رغبة من المنظمة، ومن الشبكة البريطانية تحديدا، ان يكون هناك ما يسمى الحوار والاستماع الى اصوات الشباب في مواضيع مختارة الهدف الاساسي منها هو التدريب على الحوار، وايجاد المهارات لدى الشباب، والقدرة على مناقشة الآخر ضمن مفاهيم الاحترام المتبادل.
وقالت: احاورك ليس لاتهمك بأنك لا تؤمن بالافكار التي اؤمن بها، بقدر ما احاورك من اجل التوضيح بما اقتنع به وما اود ان اقدمه اليك كفكر ورؤى في قضايا مختلفة. هذا هو مفهوم الحوار، وهذا هو مفهوم عرض الافكار وتبادلها. من هذا المنطلق يتم في مدرسة الحريري التي اختيرت لتكون المنبر لهذا العمل وحاضنة لحوار يتضمن مواضيع وعناوين عدة على اختلافها من التنمية وحقوق الانسان والديموقراطية. ليس هناك من رأي ورأي معاكس في سبيل المعاكسة، الرأي والرأي المعاكس للتعبير عن قناعاتنا، وقد ينتهي ان هناك من يتحول في رأيه الى رأي الآخر وقد يبقى عليه وله الحرية الكاملة في ان يبقى حيث هو، لكن شرط ان يحترم الرأي المغاير ويحاول ان يبني جسور التواصل للتعاون في سبيل بناء مشترك ولو اختلفنا في المقاربات.
اضافت: عندما تسود المصلحة العليا والغايات الكبرى استطيع بمقاربة مختلفة ان اتشارك واياك في الوصول الى الاهداف الكبرى التي تبني الاوطان وليس في عملية المناحرات وفي اتخاذ الرؤى المختلفة في سبيل التدمير.
وقالت: انا سعيدة جدا في المقاربات التي قدمها التلامذة، لقد ارادوا في طريقة لائقة جدا ان يعرضوا افكارهم وان يعززوها بالاسباب الموجبة. قاموا ببعض الابحاث وجاؤوا الى الحوار، وهم في حالة تمكن من افكارهم، المؤيدة والمناهضة. وما اكتشفته انهم يكملون بعضهم البعض، وهذا ما اعطى النقاش المزيد من التقبل، وجاء التصويت من قبل القاعة التي ضمت ما يفوق عن المئتي شخص، لتؤكد ان الاصوات متقاربة كان هناك فرق بصوت، والديموقراطية تقول ان الصوت الواحد يحسم المسألة.
وتابعت: ان ما تتمتع به مدارس رفيق الحريري هي حرية الرأي، وهذا ما نربي الجيل الجديد عليه، ليس هناك من الزام بل هناك اعطاء الرؤى السليمة حتى يبنوا على الشيء مقتضاه، وهذا اهم ما في الامر، ليس هناك من تعليب للافكار، بل هناك تقديم للمعلومات الصحيحة التي يستطيع التلميذ ان يبني قراراته ومواقفه عليها، ليس هناك معلومات مغلوطة ليبني عليها مواقف حادة ومواقف سلبية ، بل معلومات صادقة وسليمة ليبني افكاره على هذا النحو.
بدوره قال بولس لـ المستقبل: نحن متخصصون في ادارة المناقشات، لانها وسيلة تعليمية جميلة جدا، وتنمي مهارات الطلاب في المدارس، وتهدف الى تعلم كيفية التحاور فيما بيننا على نحو منظم وديموقراطي لنصل الى نتيجة مرجوة.
أضاف: ننفذ 3 مناظرات في اطار نظريات علمية سليمة، لتكون نموذجا يحتذى به لدى المدرسين في المدارس وايضا للطلبة والاساتذة في الحياة العامة، بحيث يتمكنون من التحاور مع الاطراف الاخرى، نحن نتشارك ولا نصل الى رأي يجمعنا وهذه الطريقة العلمية تنمي فينا مهارات عدة كيف نتحدث، كيف نتحاور، كيف ننصت للآخرين، كيف نحترم رأي الآخر.
اضاف: ان لبنان يتمتع بنظام برلماني يمثل كل شرائح المجتمع اللبناني فهذه مسألة ايجابية جدا وترسخ الديمقراطية في النقاش ومعالجة كل المسائل من خلال هذه الشرائح. اما اذا كان النظام رئاسيا فتكون السلطات بيد واحدة وهذا ليس بالديموقراطية. من هنا يجب ان يتمسك الشعب في الاختيار الصحيح لتترسخ الديموقراطية والاحترام للآخر.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.