8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

انتخابات المهندسين تفتح بيكار انتصارات 14 آذار

عكست نتائج الانتخابات الفرعية في نقابتي المهندسين في بيروت والشمال والتي جاءت بأكملها لمصلحة قوى 14 آذار، اهتمام المسؤولين السياسيين والنقابيين، في دلالات واضحة الى الاهمية القصوى التي يوليها هؤلاء لنتائج هذه الانتخابات على المستويين السياسي والنقابي.
ففي قراءة سياسية أثبتت القوى الهندسية في 14 آذار قدرتها على استعادة زمام المبادرة في التأثير على مجريات العملية الانتخابية النقابية، خصوصا في نقابة المهندسين في بيروت المعقل النقابي الاول في لبنان لجهة العددية والملاءة المالية، اذ استعادت قوى 14 آذار انتصاراتها من بوابة نقابة المهندسين بعد اخفاقها في معركة النقيب السنة الماضية، حيث فازت حينها قوى 8 آذار بفارق 270 صوتا فقط وبالتالي الفوز بثلث مقاعد مجلس النقابة اضافة الى النقيب الحالي.
ويؤكد احد النقابيين في 14 آذار ان ما حققناه هو فوز وليس انتصارا، ونقول في نقد ذاتي ان هناك شوائب سادت تركيبة لائحة 14 آذار يتم دراستها وتحليلها لاعادة التوازن، خصوصا وان فريق 14 آذار كان سبّاقا في استقطاب المجتمع الهندسي المدني المستقل في المراحل الماضية، فضلا عن ضرورة السعي الى عدم الوقوع في سقطات مماثلة في المرحلة المقبلة، بعدما أفضت تحالفات 14 آذار الى استبعاد بعض المستقلين في الجامعات، اضافة الى إحجام بعض الشرائح عن التصويت لكلا الطرفين. والذي تمثل بانخفاض التصويت الهندسي الشيعي والمسيحي، 700 صوت شيعي و1200 مسيحي عن الانتخابات الماضية.
وأكدت 14 آذار اثر نتائج معركتها الهندسية الاخيرة انه لا يمكن ان يلغيها احد وسط محاولة قوى 8 آذار السيطرة الكاملة على مجلس النقابة، بعدما خرج خمسة اعضاء من قوى 14 آذار والسعي الى استبدالهم بـ5 اعضاء من 8 آذار في التصويت عبر صناديق الاقتراع، في محاولة فاشلة عبّرت عما يضمره القيمون في النقابة لجهة عدم المشاركة وعدم الاعتراف بالآخر. في حين عمد النقيبان السابقان سمير ضومط وبلال علايلي في مراحل ماضية، ووسط سيطرة كاملة لقوى 14 آذار على مجلس النقابة الى اشراك مهندسين محسوبين على قوى 8 آذار في توافقات بين النسيج الهندسي القائم ادى الى ادخال عدد منهم لاخراج التفاعل السياسي الكامل من الحالة النقابية واعطائها الطابع المهني والتقني والنقابي البحت، وسعيا الى اشراك ممثلين عن 8 آذار في قرارات مجلس النقابة في اكثر من محطة كونها تمثل الجميع، فضلا عن الايمان بوحدة المهندسين والاعتراف بالآخر، وعلى قاعدة مشاركة كل المكونات الهندسية في العمل النقابي.
لم يبد القابضون على النقابة اي حسن نية في اعطاء 14 آذار الحد الادنى من التمثيل الموضوعي او المعاملة بالمثل، فأرادوها معركة استبسلت فيها قوى 8 آذار لإثبات قدراتها، وبالتالي بسط السيطرة الكاملة على مفاصل النقابة كافة، لكن النتيجة جاءت خمسة صفر لمصلحة 14 آذار.
وفي دلالاته السياسية، عكس الانتصار الاخير لقوى 14 آذار الهندسية المناخ السياسي القائم في البلد لجهة دعم طروح وتوجهات 14 آذار السياسية خصوصا بعد التحالف القائم مع الحزب التقدمي الاشتراكي والجماعة الاسلامية القوتين المرجحتين في المحطات الانتخابية كافة، فضلا عن العمل الدؤوب الذي اضطلعت به الماكينة الانتخابية لـ14 آذار والتي تتألف من تيار المستقبل والقوات اللبنانية والكتائب اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي والجماعة الاسلامية وحزب الوطنيين الاحرار والكتلة الوطنية وبعض المستقلين من الجامعات اللبنانية كافة، والتي كان يشرف عليها مباشرة المسؤولون السياسيون التابعون لقوى 14 آذار فضلا عن المسؤولين التقنيين الذين عملوا ليل نهار.
ورأى مرجع نقابي كبير ان الدلالات الاساسية لانتخابات المهندسين في بيروت والشمال انها هيأت الارضية للانتخابات النيابية في العام المقبل، وهي تعكس المزاج الشعبي في الطروح والمبادئ التي يؤمن بها.
وسجل انتصار الاحد الماضي ردا على مقترحات مبرمجة في مجلس النقابة، لنأي عدد كبير من المهندسين من الاقتراع، لجهة ابتداع تفسيرات للمادتين 18 و21 من قانون مزاولة مهنة الهندسة والتي جاءت كل الدراسات والآراء القانونية الصادرة عن كبار المستشارين القانونيين للنقابة مثل القاضي الدكتور غالب محمصاني اضافة الى رأي قاضي الامور المستعجلة في احد الطعون المقدمة من قوى 8 آذار تصب في مصلحة احقية المهندس في الاقتراع بعد سداده لاشتراكاته السنوية قبل الاول من آذار، من داخل لبنان او خارجه.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00