خاضت نقابة الأطباء في لبنان معركة حامية الوطيس أمس، في انتخابات قلّ نظيرها في الحياة النقابية اللبنانية، اذ حققت فيها لائحة وحدة النقابة المدعومة من قوى 14 آذار، 13 مقعداً من أصل 15، حيث فازت بستة أعضاء لمجلس النقابة و3 أعضاء لصندوق التقاعد وأربعة أعضاء لصندوق التأمين والإعانة، فيما فازت اللائحة المنافسة بمقعدين (مركز النقيب وعضو لمجلس النقابة)، بعدما رفض مرشح القوات اللبنانية نجيب جهشان الانسحاب لمصلحة زميله في لائحة وحدة النقابة الدكتور غسان السكاف.
وحقق تيار المستقبل وقوى 14 آذار فوزاً مميزاً في انتخابات نقابة الأطباء في الشمال بفوز مرشحه فواز البابا بمركز النقيب بعدما أرجئت الانتخابات من الأسبوع الماضي الى يوم أمس في انتخابات لم تقلّ أهمية عن انتخابات بيروت لجهة المنافسة الحادة التي شهدتها.
ففي بيروت، خاض 3198 طبيبا من أصل 7100 مسددين اشتراكاتهم أمس انتخابات النقابة في بيت الطبيب التحويطة فرن الشباك، منذ الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساء في دورتين منفصلتين، خصصت الأولى لأعضاء النقابة وصندوقي التقاعد والتأمين والاعانة، فيما خصصت الثانية لمركز النقيب.
وتنافست في هذه الانتخابات 3 لوائح: اثنتان مكتملتان وواحدة غير مكتملة. الأولى مدعومة من قوى 14 آذار تحمل اسم لائحة وحدة النقابة وهي مؤلفة من: الطبيبين غسان سكاف ونجيب جهشان المرشحين لمركز نقيب والمرشحين لعضوية المجلس: رولان طنب، وديع أبو شبل، جوزف حداد، مريم رجب، محمد بوعرم وعلي منصور. ولصندوق التقاعد: وليد دلي، عبدالحميد حشيشو وباسم أبو مرعي. ولصندوق الإعانة والتأمين الاطباء: جان كعدي، دانيال سعادة، غياث الشعار وهالة الأعور.
أما اللائحة الثانية فتحمل اسم لائحة النقابة للجميع وهي مدعومة من قوى 8 آذار وتضم لمركز نقيب الدكتور شرف أبو شرف والاعضاء: أحمد صادق، غابي أبو سليمان، فادي عون، ماهر حمزة، ياسر ياغي نعيم باسيل، وعبدالناصر أبو خليل.
وتحمل اللائحة غير المكتملة اسم الطبيب أولا وهي برئاسة الدكتور حبيب أبي ياغي المرشح لمركز نقيب وتضم: ميراي سميرة، توفيق نبأ، ناجي القزي وجومانا سماحة.
وبعد فرز الأصوات، فاز في الدورة الأولى 6 مرشحين من لائحة الوحدة النقابية هم: مريم رجب (1486 صوتا)، نجيب جهشان ( 1432 صوتا)، غسان سكاف ( 1407 أصوات)، رولان طنب (1290 صوتا)، جوزف حداد (1282 صوتا) وعلي منصور (1234 صوتا). وخرق من اللائحة الثانية: شرف أبو شرف (1329 صوتا) وماهر حمزة (1230 صوتا).
أما في الدورة الثانية فقد فاز شرف أبو شرف 1312 صوتاً فيما نال غسان السكاف 1110 أصوات ونجيب جهشان 319 صوتاً.
ووصف نقيب الأطباء البروفسور جورج أفتيموس الإنتخابات بأنها ديموقراطية، وقال كالعادة كان هناك دعم سياسي للمرشحين وكان هناك بعض المرشحين الذين لا ينتمون لخط سياسي معين ولكنهم دعموا من تيارات سياسية. ورأى أن ذلك جيد لأن القيادات السياسية أدركت أنه عليها إيصال الى مراكز القرار أشخاص لديهم حيثية جيدة لا مجرد أن يكون المرشح منتميا لهذا الفريق أو ذاك.
وفي الشمال فاز مرشح تيار المستقبل الدكتور فواز البابا، بمنصب نقيب أطباء لبنان الشمالي في الانتخابات التي جرت أمس على منصب النقيب في مقر نقابة طرابلس وحقق 383 صوتاً متقدماً على منافسه الدكتور عمر عياش والذي جمع 355 صوتاً.
وأكد النقيب الجديد ان المنافسة كانت ديمقراطية جداً، والفوز هو لنقابة الأطباء، وقال أفتخر بانتمائي لتيار المستقبل، وبالفوز الذي تحقق، ولكننا نضع السياسة جانباً ونمد اليد للجميع منذ اللحظة، من أجل مصلحة النقابة سيما وانه أمامنا مشاريع كثيرة سوف نعمل عليها.
ونوه النقيب البابا بجهود سلفه النقيب نسيم خرياطي، الذي عمل من أجل رفع شأن النقابة وحضورها، مؤكداً بأنه سوف يسلك السبيل نفسه، بالتعاون والتضامن مع جميع الأطباء الغيورين على نقابتهم.
يذكر أن الانتخابات على منصب النقيب كانت تأجلت منذ أسبوعين بفعل الضغط الذي حصل في النقابة بعد اختيار الأعضاء، وقد تمت أمس في ظل منافسة حامية بين الطبيبين البابا وعياش، وانتهت بفوز البابا 383 صوتاً متقدماًعلى منافسه عياش بـ28 صوتاً، وقد وجدت ثمانية أوراق بيضاء خلال عملية الفرز.
وأشار النقيب خرياطي خلال عملية الاقتراع الى ان الانتخابات تجري بروح ديموقراطية، لافتاً الى أن التنافس والمواجهة السياسية بين قوى 14 آذار و8 آذار خلال انتخابات 2007 ليس موجودا اليوم، معتبراً ان مركز النقابة يشكل تسابقاً للخدمة أكثر مما هو سياسي.
وأكد النائب السابق مصطفى علوش بعد الاقتراع، ان العملية الانتخابية في النقابة تجري بروح ديموقراطية، ما يشكل جزءاً من الحيوية اللبنانية، وقال الانتخابات في الأساس أيضاً لانتخاب الأفضل بين المرشحين بطريقة ديموقراطية، ويشكل جزءاً من الحيوية اللبنانية، ولذلك لا يمكننا التكهن باسم من يفوز بمنصب نقيب، لأن الأمر متروك لخيارات الأطباء.
وبالنسبة الى التدخلات السياسية في الانتخابات، قال في معظم الانتخابات النقابية هناك نوع من التدخلات، ولكن اليوم في الشمال الوضع مختلف، لأن الوضع السياسي بين المرشحين متقارب، لذلك لا يمكننا القول بأن هناك اصطفافات سياسية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.