8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

توقيع مذكرة تفاهم بين "الاتصالات" و"التربية" في السرايا

قدم وزير الاتصالات مروان حمادة جردة لحِقبة السنتين والنصف التي امضاها في وزارة الاتصالات في المؤتمر الصحافي الذي عقده في السرايا قبل ظهر امس، لتوقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي الاتصالات والتربية، "لإراحة الضمير" وللرد على الابواق التي ما فتئت تكيل الاتهامات والافتراءات للوزير ومعاونية ليس لسبب تقني او فني او مهني بل لسبب سياسي بامتياز.
الجردة المفصلة تناول فيها حمادة التحسين والوفر والتوفير والتحديث والتطوير، مستعينا بأرضية اسسها له الدكتور عبد المنعم يوسف كأحد كبار الخبراء في عالم الاتصالات في الوطن العربي بشهادة الاتحاد الدولي للاتصالات، (UTI) ومنظمة الاتصالات العربية التي يرأسها يوسف.
جردة باركها وتبناها رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة كونها العمل الحقيقي والسعي الصحيح والمستقبل الطموح لقطاع الاتصالات الذي يتهيأ للقفزة النوعية نحو اللحاق بالركب العالمي، بعدما اركنته السنوات الماضية لعدم دراية اهل الشأن بما كانوا يفعلون.
وكان الانجاز الذي اضافته وزارة الاتصالات الى سجلها الحافل منذ تسلم الوزير حمادة والدكتور يوسف هذا القطاع من جديد، وعملا على إصلاح الشوائب التي كانت تسوده سيستفيد منه كل طالب في لبنان، من خلال ادخال خدمات الانترنت السريع LSD الى 250 مدرسة عبر انشاء شبكة ربط تربوية بين المدارس والمعاهد والجامعة اللبنانية، تمهيدا لربط المدراس والجامعات الخاصة في مرحلة ثانية.
فقد رعى الرئيس السنيورة قبل ظهر امس في السرايا الحكومية توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي الاتصالات والتربية والتعليم العالي من أجل التعاون لتأمين وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اللازمة لإنشاء شبكة نقل معلومات تربوية لربط المدارس والمعاهد والجامعة اللبنانية، بحضور الوزراء حماده، والتربية خالد قباني والشؤون الادارية جان أوغاسابيان، فضلا عن الرئيس المدير العام لهيئة أوجيرو الدكتور عبد المنعم يوسف. والمدير العام للانشاء والتجهيز في وزارة الاتصالات المهندس ناجي اندراوس. والمدير العام لوزارة التربية فادي يرق وحشد من وزارتي الاتصالات والتربية وهيئة اوجيرو واعلاميين.

قباني: طاقم متخصص لتشغيل الشبكات الجديدة

تحدث حمادة بداية فقال: "لقائي اليوم وفي الأيام الأخيرة من عمر حكومتنا يتسم عندي بالحماسة والإندفاع والتصميم نفسه الذي اتسم به كل يوم من العمل معكم على مدى 27 شهرا، قضيناها برئاستكم وبمعيتكم. ذلك أن حكاية هذه الحكومة تشبه الملحمة أكثر منها المسار العادي لأي تشكيلة حكومية. لقد صمدنا معك يا دولة الرئيس رغم ضغط الدماء التي سالت في صفوفنا، رغم العنف العبثي الذي ووجهنا به، رغم التخلي لكي لا أقول الخيانة من قبل البعض، رغم التهويل والتهديد والإعتصام والحصار. وهذه السرايا حولتها أنت إلى قلعة. نعم، إلى قلعة غير مدججة بالسلاح، غير محمية بالمتاريس، إنما قلعة للحريات الصامدة، للديموقراطية الباقية، للدستور المحصن، للميثاق المتجدد. ومن روحية رفيق الحريري الطيبة، ومن روحه الطاهرة، استمددت واستمددنا معك قوة الصمود والتصدي للعدوان المستمر بالقتل والشتيمة والقدح والذم، وقوة مواجهة الإجرام بالإصرار على الحقيقة والعدالة". واضاف "اسم الرفيق الكبير محفور على كل حجر في هذه السرايا، واسمك أنت سيبقى محفورا في كل غرفة حيث نعتز بأننا كتبنا معك صفحات مجيدة من تاريخ لبنان في معركته ضد الدكتاتورية والشمولية والإرهاب. ومن أسباب اعتزازي أيضا أن نكون اليوم وزميلي قباني نكرس العناق الطبيعي والتفاعل الخلاق بين العالم التربوي ومجتمع المعلومات، بين المدرسة والجامعة وبين شبكات التواصل بالإنترنت السريع وغيرها من الوسائل العصرية التي باتت اليوم تنقل الحرف والرقم وتفتح في لحظة آفاق التبادل والإستشراف والمراجعة. إنه اتفاق يتوج جهدا كبيرا بذلته وزارة التربية من جهة ووزارة الإتصالات من جهة أخرى وهيئة أوجيرو من جهة ثالثة، لتلتقي كل الجهود في بزوغ ثورة تربوية رقمية ستبقي لبنان في طليعة الدول المنتجة للعقل والمصنعة للأدمغة والمستثمرة للعلم والغنية بالإحتراف".
وقال "يأتي هذا الإنجاز الجديد ليكمل بالنسبة الينا، مشوارا طويلا حافلا بتقدم قطاع الإتصالات في قفزات نوعية شجاعة ومتميزة، في عهد هذه الحكومة وبتأييد مستمر منكم، وبتفان وتضحيات وإلتزام من كل العاملين، حيث أنجزنا كل ما ينص عليه البيان الوزاري في فقرته المتعلقة بالإتصالات ومنها ما كان عالقا ومجمدا ومشوها منذ سنوات من إرث ثقيل وثقيل جدا".
أضاف: "أتذكر اليوم، أنني قلت حين أطلقنا معا مشروع الـLSD من وزارة الاتصالات صبيحة 14 أيار 2007، أنني متيقن أن المشروع في لبنان سوف يكون له الأثر الإيجابي على النسيج الصناعي والتجاري والتربوي والعلمي والإجتماعي، ويشكل أداة من الأدوات الرئيسية في مقومات التواصل الإقتصادي والإجتماعي والتربوي والإداري والعلمي والإعلامي والتنموي في لبنان. وقد صدقت توقعاتنا، إذ إننا نجتمع اليوم لنعلن ان شبكة نقل المعلومات بتقنيات الـLSD العائدة الى وزارة الإتصالات وهيئة أوجيرو سوف تستعمل لتكون الحاملة أو الأرضية التقنية الأساسية التي سوف تبنى بواسطتها وعليها الشبكة الوطنية للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي في لبنان. سوف تشكل شبكة الـLSD بمعداتها وسنترالاتها ومقسماتها وشبكات الربط ووسائط الإتصالات العائدة لها وحلقات الآلياف الضوئية الفائقة السرعة التي تربطها، سوف تشكل "النخاع الشوكي"، نعم النخاع الشوكي، للشبكة الوطنية للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي في لبنان. وتمتد شبكة الـLSD حاليا على كل منطقة بيروت الكبرى وطرابلس والميناء وزحلة وصيدا والنبطية وجونيه والشويفات ومدن عديدة في جبل لبنان، لتشمل اليوم 31 مركزا تغطي أكثر من مليونين ونصف مليون مواطن لبناني، وما يفوق الـ250 مدرسة حكومية وأقل قليلا من المدارس الخاصة، وكذلك الإدارة المركزية للجامعة اللبنانية وعددا كبيرا من الكليات والمعاهد والفروع العائدة لهما".
واكد أن مشاريع توسعة هذه الشبكة "هي في تقدم دائم وعلى وتيرة عالية، وسوف تصل رقعة تغطية الـLSD نهاية العام إلى ما يفوق 40 مركزا لتصل إلى مناطق جغرافية إضافية". وبموجب مذكرة التفاهم موضوع لقائنا اليوم، سوف تقوم هيئة أوجيرو، بتأمين ربط مقر وزارة التربية والتعليم العالي والإدارة المركزية للجامعة اللبنانية بشبكة نقل المعلومات لغاية سرعات تصل إلى 40 ميغابيت بالثانية، وبشبكة الإنترنت إضافة إلى ربط المدارس الرسمية التابعة لهذه الوزارة مع اختلاف مستوياتها وأنواعها وفروع الجامعة اللبنانية بشبكة نقل المعلومات دون أن تتكبد وزارة التربية عناء بناء شبكة متخصصة مع ما يترتب عن ذلك من احتياجات التشغيل والصيانة والتطوير والتكاليف المرتبطة بها، كما أن الرسوم المتوجبة سوف تكون رسوما رمزية، إذ إن وزارة التربية سوف تقوم بتسديد نسبة عشرة في المئة (10%) فقط من رسوم التأسيس المعتمدة مع إعفائها الفريق الثاني من بقية الرسوم الشهرية المرتبطة بها. وسوف تقوم أيضا هيئة أوجيرو بإنشاء فريق عمل متخصص يوضع خصيصا بتصرف وزارة التربية على مدار الساعة، ويكون على حالة جهوز دائم، متمتعا بالكفاءة والخبرة والإختصاص مما يضمن استمرار عمل هذه الشبكات وديمومتها ونوعية الخدمات المؤداة بواسطتها".
وقال "نستطيع، بكل جرأة وتأكيد، أن نقول اليوم للمعلمين والتربويين والأساتذة الجامعيين والباحثين إن هذا المشروع هو الإنطلاقة الحقيقية والفعلية نحو إنشاء شبكة وطنية لنقل المعلومات مخصصة للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي، على غرار ما هو معروف في الدول المتطورة، وتسمح بالدخول حكما على الشبكات المماثلة في العالم نتقاسم ونتبادل معها المعرفة والعلم والأبحاث".
وتابع: "أغتنم هذه المناسبة لأستعيد وزملائي هنا، بإيجاز مفيد، أهم ما تم إنجازه في الأشهر السبعة والعشرين الماضية:
اولا: مشروع خدمات الإنترنت السريع LSD.
ثانيا: إعطاء إمكانية التخابر الدولي لكافة مشتركي الهاتف الثابت تلقائيا:
ثالثا: تحديث البنى التحتية للاتصالات.
رابعا: هيكلة قطاع الاتصالات العام في لبنان.
خامسا: إغلاق كافة ملفات النزاعات العالقة والقضايا التحكيمية الموروثة بين وزارة الاتصالات وجهات عديدة.
سادسا: التعاون المميز مع لجنة التحقيق الدولي في جريمة العصر، جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث قدمت الوزارة لهذه التحقيقات كل التسهيلات اللازمة وكل المؤازرة المطلوبة، وكل المعلومات والمعطيات التي تعين اعمال التحقيق وتساعد بشكل اساسي في تقدمها.
سابعا: رفع وتيرة إشراك القطاع الخاص في أسواق الإنترنت ونقل المعلومات.
ثامنا: تغذية البلديات بشكل دوري ومنتظم.
تاسعا: الامور المتعلقة بالعلاقات الدولية ودور لبنان في المنظمات والمؤسسات الدولية والاقليمية للاتصالات.
وقدم جردة بحسابات الوزارة وهيئة اوجيرو كالآتي:
ـ إرتفعت الواردات الإجمالية المحققة لوزارة الإتصالات من 1600 مليار ل.ل. عام 2004، إلى 1710 مليارات عام 2005، ثم 1780 مليارا عام 2006 (بالرغم من الحرب الإسرائيلية صيف 2006 والتي أدت إلى تضرر الشبكة الهاتفية الثابتة تضررا كبيرا في مختلف المناطق اللبنانية)، وصولا إلى واردات محققة حتى نهاية شهر تشرين الأول 2007 بقيمة 1700 مليار ليرة.
ـ إرتفعت واردات البطاقات الذكية المسبقة الدفع "تيليكارت" المستعملة في غرف الهاتف للعموم من 26 مليار ليرة عام 2004 إلى 52 مليارا عام 2006، وصولا إلى ما يفوق 65 مليارا عام 2007.
ـ لقد بلغت حركة المدفوعات لتغذية الخزينة في الأشهر العشرة الأولى من العام 2007، أي لغاية نهاية شهر تشرين الأول 2007، مبلغ 1385 مليار ليرة (ما يعادل 923 مليون دولار أميركي).
ـ تمت زيادة السعات الدولية لخدمات الإنترنيت والإنترنيت السريع من /40/إ1 فقط عام 2005، نعم 40 إ1 فقط عام 2005 (أي ما يوازي 80 ميغابيت في الثانية)، إلى ما يفوق اليوم /335/ إ1 (أي ما يوازي 670 ميغابيت في الثانية، تتوزع على كافة شركات توزيع الإنترنيت من القطاعين الخاص والعام.
ـ تمت زيادة عدد الدوائر الدولية للتخابر الصوتي الدولي من 7700 دائرة دولية عام 2005 إلى حوالي 9800 دائرة دولية في شهر تشرين الثاني 2007، أي بزيادة /2100/ دائرة وذلك لتحسين نوعية الإتصال الدولي بين لبنان والعالم، ولتسيير حجم التخابر الدولي المتزايد، وخصوصا بعد إعطاء إمكانية التخابر الدولي لكافة المشتركين مجانا.
ـ تدنت الساعات الإضافية التي كانت تتكلف بها هيئة أوجيرو إضافة إلى الرواتب والتعويضات العادية من 716000 ساعة عمل إضافية عام 2005، إلى 420.000 ساعة عمل إضافي عام 2006، وصولا إلى 380.000 ساعة عمل إضافي عام 2007.
ـ تدنت تكاليف الساعات الإضافية للمستخدمين في هيئة أوجيرو والملحقين بها من الوزارة من 10.5 مليارات عام 2005 إلى 5.3 مليارات عام 2007. وتدنى إستهلاك كميات المحروقات للآليات في الوزارة وهيئة أوجيرو ألف ليتر بين عامي 2006 و 2007، وبتدني /850/ الف ليتر بنزين بين عامي 2005 و2007.
ـ تدنت مصارف الصيدليات والمختبرات الطبية والبطاقة الصحية المدفوعة مباشرة إلى /28.0/ مليار ليرة عام 2007.
ـ تدنى إستعمال العهد المالية النقدية العادية والطارئة من 4 مليار ل.ل. عام 2004 إلى 1 مليار ل.ل. عام 2006، ليصل مجددا إلى 1.6 مليار ل.ل. (بسبب إصلاح أضرار الحرب 2006).
ـ تدنت كلفة أشغال الهندسة المدنية والتعميرات والتلزيمات المباشرة بالتراضي مع متعهدين محليين من 2.6 مليار ليرة عام 2005 إلى 0.75 مليار عام 2007".
وختم: "قد تكون فعلا الإتصالات بئر نفط لبنان، ولكن حذار من البيوعات".
قباني
وتلاه الوزير قباني الذي قال: "إن الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو الذي كان وراء إنشاء هذه الشبكة الحديثة للاتصالات منذ بداية عهد حكوماته في سنة 1993 في بداياتها، عندما بدأت المسيرة المباركة، مسيرة البناء والإعمار، وأنت يا دولة الرئيس كنت شاهدا ومشاركا في كل القرارات والأعمال التي اتخذت من أجل بناء لبنان وإعماره، وأنت من يشهد بالحق، ولقد توجت هذه المسيرة خلال السنتين من عمر هذه الحكومة، بالرغم من الصعوبات الاستثنائية التي مرت بها، قلما يقوى مجتمع على مواجهتها، استطعت أن تتوجه هذه المسيرة بإرساء قواعد وركائز بناء دولة الاستقلال. هذه الشبكة التي نستفيد منها اليوم، استطاع الوزير مروان حماده بحيويته وديناميكيته وانفتاحه أن يحدثها ويطورها ويجعلها شبكة قابلة لنقل المعلومات ولاتصال لبنان مع العالم بأسره".
وقال "وزارة التربية والتعليم العالي، قد بنت استراتيجية مستقبل التربية والتعليم في لبنان على ركيزة استعمال تقنيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتأهيل الكوادر البشرية التعليمية والموارد البشرية الإدارية العاملة في الإنتاج التعليمي والتربوي على اعتماد التطبيقات والبرمجيات المرتكزة على تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، وتبادل المعطيات المتصلة بالمناهج التربوية والمواد التعليمية وملفات الطلاب ونتائج الدراسة والامتحانات. كما أن وزارة التربية والتعليم العالي قد أنجزت وبالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية والمؤسسات العالمية المتخصصة تصورا لربط المدارس الحكومية والخاصة على شبكة متخصصة لنقل المعلومات. كما أن وزارة التربية والتعليم العالي، تنوي الاعتماد على طاقم متخصص يشرف على إنشاء وتشغيل وصيانة هذه الشبكات ويؤمن عمليات الاتصالات بواسطتها في كل المراحل ويستكمل دوما ومستقبلا تطويرها وتحديثها".
السنيورة
أما الرئيس السنيورة فقال: "إن سعادتي اليوم غامرة في إطلاق العمل المشترك الذي قامت به وزارتا التربية والاتصالات، وأنا على ثقة بأنكم تشاركونني هذه الفرحة وهذه النقلة النوعية والقفزة الهائلة التي نقوم بها من أجل تمكين تلامذتنا من الانتقال حقا إلى القرن الحادي والعشرين. لا شك أننا، وبسبب ظروف عديدة، تأخرنا كثيرا عن اللحاق بركب العالم، حتى المحيط بنا، بسبب هذه الثلاثين عاما من الصراعات والحروب والاختلافات وضياع الفرص التي مر بها لبنان، وما زلنا حتى الآن نمر بها، وهي تؤثر على حاضرنا وعلى مستقبلنا ومستقبل أبنائنا في السنوات المقبلة. يقولون في القرى عبارة "من سبقك فشخة سبقك كل الدرب"، هذا صحيح، فالتحدي لنا جميعا في كيف نثبت أننا قادرون على تعويض هذه الفجوة المتزايدة بيننا وبين العالم من حولنا وفي المدى الأبعد. نحن نعيش عصرا جديدا مختلفا كليا عما كان عليه قبل عقود قليلة، نحن نعيش عصر المعرفة واقتصاد المعرفة، والهم الأكبر هو كيف نتيح لأنفسنا ولأبنائنا ولاقتصادنا مجال الوصول إلى هذه المعرفة واستعمالها واستغلالها بما يقربنا من الخطوات المتسارعة التي يقوم بها العالم من حولنا، وبما يمكننا من استعمال موارده البشرية والمادية بالشكل الأمثل أو المتحسن دوما بما ينعكس في حصيلة الأمر تحسينا في مستوى ونوعية عيش الإنسان في تلك البلدان. نحن اليوم نحتفل بإطلاق هذه الإمكانية، ونتيح لتلامذتنا وطلابنا أن يمارسوا هذا القلق الإيجابي في عملية البحث عن المعرفة، هذا القلق يتحدانا جميعا أكنا مسؤولين عن مدارس أو كنا آباء أو مسؤولين في أي قطاع من القطاعات، كيف نتيح لمن معنا بأن يتواصلوا مع العالم ويؤثروا ويتأثروا به ويتفاعلوا معه بما يمكننا في حصيلة الأمر من أن نستخدم هذه الموارد المتاحة لدينا بالشكل المتحسن دوما. هذه الشبكة التي ستتاح من خلال هذا العمل الجبار، والذي كما سمعتم اليوم، كان عملية بناء مستمرة على مدى فترة طويلة، أكان ذلك في وزارة الاتصالات أم وزارة التربية، بما يمهد لمزيد من القفزات. إن ما وصلت إليه دول كثيرة في السنوات الماضية كان حصيلة بناء لبنة فوق لبنة حتى نستطيع أن نبني هذه العملية المتسارعة من التطور والتلاؤم مع هذا العالم المتغير".
اضاف: " ما قمنا به في وزارة الاتصالات هو بناء لبنة فوق أخرى حتى نستطيع أن نزيد حركتنا بشكل مستمر لكي نتمكن من التلاؤم، وهذا التعاون الذي جرى بين الوزارتين هو التناغم الحقيقي المنتج لأمر حتما سيعود بالمنفعة على أبنائنا وطلابنا وتلامذتنا ويربط حقيقة المجتمع التربوي مع مجتمع المعلومات والاتصالات والتقنيات الحديثة بما يعد أبناءنا تدريجا، وبصورة متزايدة للاستفادة من معارف العالم من حولنا وتمكيننا من ممارسة عملية البحث العلمي بشكل أكبر. لن تكون الفائدة فقط بتحسين مستوى إدارة مدارسنا والجامعة اللبنانية والتواصل بين الإدارة المركزية ومختلف المدارس، هذه خطوة متواضعة بالمقارنة مع الفوائد التي سوف يستفيد منها تلامذتنا في هذه المدارس من تمكينهم من الاتصال بالعالم الأوسع. إن هذه الخطوة التي ستتاح فورا لأربعمئة مدرسة وللجامعة اللبنانية وبهذه الشروط المفيدة والسهلة والتي تتيحها الحكومة عبر وزارة الاتصالات لتلك المدارس، تأتي مع خطوات أخرى قمنا بها مع مؤسسات دولية لها علاقة مع مجتمع المعلومات لتقديم الإمكانيات المتحدة لمدارسنا وجامعتنا لكي تتمكن من الاستفادة من هذه التطورات والإمكانيات والبرامج، وهي عديدة جدا في هذا الشأن وكلها من أجل تمكين أبنائنا وتلامذتنا في المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية من الاستفادة من هذا الأمر. أعتقد أن هذه المعاملة لن تنحصر في المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية، هذه المعاملة المميزة في كلفتها سوف تكون متاحة لكل تلامذتنا وطلابنا في لبنان، في المدارس الرسمية والخاصة، كذلك في الجامعات الخاصة كما في الجامعة اللبنانية، هذه هي الخطوة التي علينا أن نقوم بها لكي نتحول فعلا إلى مجتمع المعرفة القادر على أن يحول اقتصاد لبنان إلى اقتصاد المعرفة وهو مؤهل لذلك، وبالتالي تمكين كافة اللبنانيين من الاستفادة من هذه الموارد المتاحة بما يمكننا جميعا من مزيد من التلاؤم مع هذا التطور الجاري. هذه الخطوة اليوم التي اجتمعنا هنا في السرايا الحكومية من أجل أن نحتفل بها هي عينة من التعاون الوثيق الذي كان يجري بين كل الوزارات في الحكومة اللبنانية وهو ما نأمل أن يتابع في المرحلة القادمة، هذه خطوة من التعاون بين وزارتي التربية والاتصالات وهناك تعاون آخر مخصص كله لكي ينعكس إيجابا على اللبنانيين. كان من الممكن أن تكون المنجزات أكبر من ذلك بكثير لو كانت الظروف الملائمة متاحة لنا على الصعد السياسية والأمنية، لكن هذه الحكومة التي، ومنذ اليوم الأول لتأليفها، كانت تعمل فوق حد السيف، وتعمل وزناد البندقية موجه فوق صدغها، ومع ذلك كانت هناك نجاحات ونجاحات كبرى، وسوف نلتقي إن شاء الله يوم الثلاثاء المقبل مع اللبنانيين من أجل إطلاق الكتاب الذي يبين ما قامت به هذه الحكومة من إنجازات وما بنته من أرضية سوف يتابع عليها في الفترة القادمة من أجل تحقيق مزيد من التلاؤم وتحسين في استعمال الموارد وتطور في التعامل مع هذه المتغيرات.
وفي الختام قدم الوزير حمادة الشكر للوزير اوغاسابيان والنائبة بهية الحريري على مساهمتهما كل من موقعه بإنجاح هذا المشروع.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00