مع قرب الاستحقاق الرئاسي وفي ظل الأجواء السياسية المتشنجة، يبقى الوضع السياحي اللبناني يراوح مكانه في الجمود، على الرغم من التحسن الطفيف الذي طرأ في شهري آب وأيلول خصوصاً في مناطق الاصطياف في جبل لبنان.
وتستعد وزارة السياحة لوضع خطط لاستقبال مناسبات أساسية قد تعيد الموسم السياحي اللبناني الى نشاطه المعهود الذي كان عليه قبل عدوان تموز 2006، وترجح كفة نجاح الموسم على فشله قبل نهاية السنة الحالية.
وتتزامن المناسبات والأعياد مع التحضير للموسم السياحي الشتوي، الذي يستقطب عدداً كبيراً من السياح خصوصاً من دول مجلس التعاون الخليجي، وأوعزت الوزارة لجميع أصحاب المنتجعات السياحية الشتوية ضرورة التحضير الكامل والإعداد لاستقبال هذا الموسم. وتقوم وكالات السياحة والسفر اللبنانية في الدول العربية والأجنبية بالتسويق لهذا الموسم في لبنان، فضلاً عن التسويق لمناسبات الأعياد، عبر القيام بإعلانات ودعايات في كبريات المجلات والصحف وشركات الإعلان والفضائيات.
وبدأت وزارة السياحة ترجمة خطتها لاستقبال الموسم الشتوي بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية المقررة.
وأوعزت المديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك الى القطاعات السياحية والبلدية في لبنان البدء بتنفيذ البرامج المحضّرة لإراحة المغتربين اللبنانيين والسياح العرب والأجانب. وعقدت اجتماعات دورية معها للوقوف على آخر التحضيرات في ما خصّ إطلاق موسم الأعياد المقبل، وتسعى في هذا الإطار الى استكمال قرار اتخذته منذ أشهر بإلغاء تأشيرات الدخول لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي وأميركا وكندا واليابان وكوريا والصين، فضلاً عن المواطنين الأردنيين ورجال الأعمال المصريين ودول أوروبا الشرقية. والقرارمن ضمن الإجراءات التي تسهّل السياحة في لبنان وتوفّر المستلزمات اللازمة لرجال الأعمال العرب والأجانب لإجراء صفقات تجارية واقتصادية في المراحل المقبلة.
وكانت الوزارة أطلقت مع وكالات السياحة والسفر، حملة إعلانية مبرمجة في لبنان والخارج لاستقطات أكبر عدد ممكن من السياح، تحت عنوان: "لبنان أكثر بلد أمناً في العالم" على أن يبدأ تنفيذها الأسبوع المقبل، من خلال المؤسسات السياحية اللبنانية المنتشرة في كل أصقاع الأرض، والمؤسسات الإعلامية والفضائيات اللبنانية.
وتشرح المديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك لـ"المستقبل" ماهية هذه الحملة بالقول "إن واقع الوضع الأمني المستقر في لبنان هو واقع قائم، وليس لبنان أقل أمناً من إي بلد في العالم، وما يحصل فيه يحصل في أي مكان، وهدف هذه الحملة الترويج لصورة الأمن المستتب في هذا البلد الجميل، ولمستوى الضيافة اللبنانية والتعاطي الإنساني، والخدمات العالية التي يقدمها اللبناني للزائر العربي والأجنبي"، مشيرة الى التحضير لفيلمين ترويجيين (فيديو كليب) .
وأوضحت "أما على مستوى الشمال فإن نشاطاً بارزاً للعام المقبل يحضر مع إعلان سنة 2008 سنة جبران خليل جبران، بمناسبة اليوبيل الـ125 سنة لولادته".
وأكدت السردوك دعم الوزارة لهذا المشروع ومشاركتها فيه وقالت "وضعنا إمكانات وزارة السياحة بتصرف لجنة جبران وسنقوم للمناسبة من خلال مكاتب الوزارة في الداخل والخارج وعبر وكالات السفر اللبنانية وشركات الطيران بالترويج لهذا المشروع".
وذكرت السردوك أن لبنان من الدول القليلة في منطقة الشرق الأوسط المجهزة لممارسة مختلف أنواع الرياضات الشتوية، خصوصاً في مناطق تؤمن لروّادها الإقامة في فنادق وشاليهات فخمة. لذا تستقطب المنتجعات الشتوية عدداً كبيراً من السيّاح العرب والأجانب، إضافة الى اللبنانيين الذين يقصدون مناطق فاريا ـ عيون السيمان والأرز وفقرا والزعرور واللقلوق وقناة باكيش في الفترة الممتدة من كانون الأوّل (ديسمبر) حتى نيسان)أبريل) بهدف ممارسة هواياتهم المفضلة.
وقالت السردوك: "تعدّ منطقة فاريا ـ عيون السيمان التي تبعد عن العاصمة بيروت 46 كيلومتراً من أهم مراكز التزلج في لبنان والشرق الأوسط. فعروس محطات التزلج تستقبل نحو 4000 زائر يومياً في نهاية الأسبوع، وهي تحتوي إضافة الى 16 حلبة تزلج تتناسب مع مختلف مستويات المتزلجين وتقدم كل الخدمات على مستوى راقٍ، على وسائل ترفيه متعددة مثل "سكي دو" و"سنوموبيل" وهي عبارة عن عربات للانتقال السريع عبر الجليد، والتلفريك الذي يقل الأشخاص الى القمم".
أضافت: "ومن أعالي فاريا، وتحديداً من الموقع المعروف بالمزار، يمكن التمتع بمشهد رائع يمتدّ من سهل البقاع وجبل الشيخ الى شاطئ المتوسط وبيروت أثناء ممارسة إحدى الرياضات المتوافرة في المنتجع. ذلك أن بارك الثلوج هو قبلة محبي المغامرة والإثارة، وقد خصص لتدريب المتزلجين بدءاً من عمر 14 سنة على ممارسة رياضة التزحلق على انغام الموسيقى. كما يضمّ "حديقة الثلوج" وهي أشبه بحضانة أطفال مجهزة أحدث تجهيز بكل ما يحبّ الأطفال من وسائل تعليم وتسلية للانتقال من مرحلة اللعب على الثلج الى مرحلة ممارسة التزلج بمساعدة حادقات متخصصات. وتفتح الحديقة أبوابها من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر ما يتيح للأهل التزلج مطمئنين على أولادهم".
وقد يفوق مركز التزلج في الأرز سائر مراكز التزلج في لبنان بروعة مشاهده ونوعية ثلجه. فمسارب التزلج تنتظم على منحدرات مدرج طبيعي يحتفظ بثلوجه طوال ما يقارب الخمسة اشهر من كانون الأول (ديسمبر) الى نيسان)أبريل) من كلّ عام.
وتتحضر محطة التزلج في منطقة الأرز لانطلاقة جديدة كفيلة بتحقيق حلم هواة هذه الرياضة الذين يأتون من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية إذ سيتمكن المتزلجون من التسلق الى ارتفاع 3000 متر والتزلج من أعلى بقعة في لبنان، فضلاً أيضاً عن أن مركز الأرز مجهز بعدد من الفنادق يتخطى الـ12 فندقاً وفيه مطاعم متنوعة المطابخ ومحلات بيع المأكولات السريعة لتلبية جميع الاحتياجات، كما يمكن الحصول على معدات التزلج من المحلات المخصصة لذلك، ناهيك عن وجود المدربين المحترفين، أما كلفة تمضية يوم كامل في منتجع الأرز فتبلغ 27 دولاراً في عطلة نهاية الأسبوع و17 دولاراً في الأيام العادية.
ومن مراكز التزلج المهمة في لبنان، منتجع الزعرور الذي يعلو 1250 متراً عن سطح البحر ويضم ما بين 300 و400 شاليه شتوية كلفة استئجار الواحدة 150 دولاراً ليوم و450 دولاراً لأسبوع كامل. ويعتبر منتجع الزعرور مركز تزلج خاصاً لا يحق سوى للمشاركين أو مدعويهم الدخول اليه والتمتع بالنشاطات المتوافرة فيه. وهو يضم ثلاث حلبات للتزلج إضافة الى إمكانية ممارسة "السكي دو" وهناك نادٍ يتوافر فيه مسبح بمياه دافئة ومعدات رياضية مختلفة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.