بدأت في الآونة الاخيرة التساؤلات حول المدى الذي يركن اليه المهندسون في عملية التطوير المهني المستمر نتيجة التطورات العملية التي تدخل في صورة شبه على هذا القطاع حتى اضحى العالم واحة هندسية متطورة.
المستقبل حملت مجموعة تساؤلات الى رئيس اللجنة التأسيسية لمركز تدريب وتطوير المهندسين في نقابة المهندسين محمد سعيد فتحة ليؤكد أنه "لا يمكن لأحد اليوم أن يتعلم كل ما سوف يحتاج إليه في مجاله المهني في بداية أو أثناء ممارسته لهذه المهنة إذ أن التطورات التقنية والتكنولوجية المتسارعة في كافة المجالات وحدها تولد حاجة متواصلة إلى التدريب والتعليم المستمر. بحيث انه فور امتلاكنا لمجموعة من المهارات تتحرك التكنولوجية مجدداً إلى الأمام وتتوافر مجدداً تجهيزات جديدة وأساليب فنية جديدة، وإن عدم تعلم المهارات الجديدة تجعلنا متخلفين عن التطورات المهنية المتلاحقة. وهكذا لم يعد التدريب شيئاً نفعله مرة واحدة لمدى الحياة بل هو شيء يجب أن نُقدم عليه باستمرار وعلى مدى هذه الحياة".
ويلفت فتحة الذي يشغل ايضا مركز رئيس اللجنة التأسيسية لمركز تدريب وتطوير المهندسين و عضو اللجنة التأسيسية لمكتب النقابة وعضو الهيئة الإدارية لمعهد المحكمين القانونيين لندن (فرع لبنان) AICM وعضو معهد الخرساني الأميركي ICA وعضو الهيئة الإدارية لجمعية بيروت التراث، الى انه ونقابات وجمعيات المهندسين بما لديها من موقع مميز وقدرات مادية وعلمية وتواصل مع مكونات الجسم الهندسي بكافة شرائحه وفي أي موقع كان، إن بالشركات الهندسية الخاصة أو الإدارات العامة أو الجامعات، هي الأقدر على معرفة ورصد متطلبات سوق العمل والتقنيات المطلوبة من المهندسين لتتوافق مع مستجدات العصر والتطور العلمي والتكنولوجي المتسارع.
و من هنا يمكن لهذه الهيئات لعب دور فاعل في تطوير وتدريب المهندسين باستمرار من اجل رفع المستوى العلمي والمهني ومن خلال مراكز تدريب متخصصة تابعة لها، وذلك بإجراء دورات تدريبية قصيرة ومكثفة لمواكبة متطلبات وحاجات سوق العمل بالتعاون مع اهل العلم والخبرة وبإتباع أحدث التقنيات العلمية والتكنولوجية وبأسعار مقبولة خدمة لتطوير وتحديث المجتمع الهندسي العربي والتنمية المستدامة له.
و لا يكتمل دور مركز التدريب والتطوير إلا بوجود مكتبة علمية متطورة ومركز معلوماتي إلى جانب هذا المركز تحتوي على أحدث المراجع الهندسية والمجلات وموصولة مع المراكز العالمية المتخصصة لكي يتمكن المهندس من متابعة آخر ما توصل إليه العلم والتكنولوجية في عالم الهندسة وإلى الإطلاع على آخر وأحدث المشاريع الرائدة في أرجاء العالم من خلال الدوريات المتخصصة.
هذا إضافة إلى المحاضرات والندوات والنشرات المتخصصة التي يجب على النقابات تنظيمها ونشرها لكي تُطلع المهندسين على أخر المستجدات العلمية والمهنية في مجال المهنة.
من هنا يتحتم إلقاء الضوء على الدور الذي يمكن أن تضطلع به النقابات والهيئات الهندسية العربية إلى جانب المراكز المتخصصة للتدريب والتعليم المستمر التابعة لبعض الجامعات، والسعي للتواصل والتعاون فيما بينها، مع التكامل بينها وبين الشركات والمؤسسات والمكاتب الهندسية، بحيث تصبح قادرة على أداء رسالتها الهادفة إلى رفع مستوى الأداء المهني والعلمي للمهندس العربي حتى يتمكن من أداء دوره الرائد في الإنماء والإعمار على مستوى الوطن والمنطقة في ظل العولمة والاتفاقيات التجارية العالمية، هذه الاتفاقيات التي تجعل الحدود مفتوحة للشركات العابرة للقارات مما يؤدي إلى منافسة شديدة لا مكان فيها إلا للأقدر والأقوى.
من هنا يتوجب على النقابات والجمعيات الهندسية وبالتنسيق مع اتحاد المهندسين العرب، حماية وصون المهندس العربي وإعداده إعداداً سليماً للمنافسة ضمن تخطيط مبني على الإحصائيات ومتطلبات خطط التنمية المستقبلية في إطار التكامل العربي ولو على الصعيد الهندسي.
ويقترح فتحة عبر المستقبل الى: 1 تعميم وتطوير مراكز التدريب والتعليم المستمر للمهندسين في جميع مراكز نقابات وجمعيات المهندسين العربية.
2 إنشاء لجنة خاصة ومتخصصة ضمن لجنة التعليم الهندسي في اتحاد المهندسين العرب تكون مهمتها وضع الخطط لبرامج التعليم المستمر في الأقطار العربية بعد إجراء الإحصاءات والدراسات اللازمة لتنمية التدريب والتعليم المستمر استجابة لمتطلبات سوق العمل الهندسي وخطط التنمية في هذه الدول فضلاً عن تطوير التعاون بين الأقطار العربية في مجال التدريب والتأهيل الهندسي وتشجيع نقل التجارب في مجال التدريب الهندسي ضمن هذه الأقطار.
3 تشجيع المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة على دمج التعليم والتدريب المستمر لكوادرها ضمن خططها التنموية ونظامها الإداري.
4 نشر التوعية بين المهندسين عن فوائد التعليم والتدريب المستمر ومردوديته على تطوير عملهم عن طريق نشر مواضيع تلقي الضوء على هذا الموضوع من خلال النشرات الدورية وصفحات الانترنت والمحاضرات وغيره من الوسائل.
5 السعي لوضع قاعدة بيانات مستمرة بالتعاون مع نقابات وجمعيات المهندسين القطرية والمؤسسات الحكومية المختصة في هذه الأقطار بحيث يتم تحديثها على الدوام من خلال اللجنة المقترحة في اتحاد المهندسين العرب تهدف إلى توفير المعلومات والبيانات اللازمة عن مختلف جوانب العرض والطلب المتعلقة بالمهندسين في ضوء الحاجات التنموية على المستويين القطري والقومي ووضعها بمتناول جميع نقابات وجمعيات المهندسين العربية فضلاً عن كليات الهندسة ليصار إلى إعداد وتدريب المهندسين على ضوء هذه المتطلبات والحاجات.
6 الاستعانة بأساتذة الجامعات والخبراء في الشركات الرائدة والمؤسسات للمشاركة في برامج التدريب والتعليم المستمر ضمن خطة واضحة المعالم.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.