تتكثف التحضيرات في وزارة السياحة والقطاع السياحي عموما استعدادا لاستقبال الموسم القادم، على الرغم من التطورات السياسية والامنية القائمة في البلد، وفي محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه من الموسم.
ويأتي هذا الاصرار على ضرورة التكيف مع التطورات والاحداث المتواصلة في لبنان منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحتى اليوم.
وفي هذا السياق، علمت "المستقبل" أن المؤشرات السياحية لا زالت ايجابية، إذ لم يسجل الغاء للحجوزات على نطاق واسع، سيما وان حركة الطيران لا تزال جيدة وضمن الهامش الاعلى من معدلاته. غير أن هذه المؤشرات لم تلحظ تأكيدا للحجوزات المسبقة وذلك لأن الموسم السياحي لم يبدأ فعليا. وقالت المدير العام لوزارة السياحة ندى السردوك أنه على الرغم من كل الظروف الراهنة لقد تحولت وزارة السياحة الى خلية نحل، حيث عقدنا سلسلة اجتماعات مع رؤساء النقابات السياحية في لبنان واركان القطاع السياحي الخاص فضلا عن بعض المسؤولين في البلديات والجمعيات الاهلية التي لها علاقة مباشرة مع قطاع السياحة. ونحن ننطلق من هذا العمل لتظهير صورة للبنانيين في الخارج أولا وللاخوة العرب ثانيا وللاصدقاء الاجانب الذين يرغبون في تمضية اجازاتهم في لبنان، أن ما يحصل في لبنان لا يعيق استمتاع السائح بإجازته خصوصا وأن الاماكن السياحية لم تكن عرضة لاي عمل تخريبي، كما توجد دلائل على تأكيد اللبنانيين المغتربين حضورهم الى البلد هذا الصيف مما يدل على تكيفهم مع الوضع القائم. ولا يخفى على احد ان التجاذبات السياسية في لبنان هي من العناصر الاساسية لاي نظام ديمقراطي وما يحصل في لبنان ليس خارجا عن هذا الاطار.
وأكدت السردوك أن لا إلغاء لاي مهرجان هذا الصيف خصوصا في منطقتي زحلة والبقاع اللتين ستشهدان عددا من الحفلات والكرنفالات. اضافة الى ورشة توسعة فندق "بالميرا" الشهير في بعلبك .
وانتقدت السردوك الكلام الصادر عن بعض الجهات التي تنعى فيه الموسم السياحي مؤكدة أن الموسم لم يبدأ بعد، وقالت: "الموسم يبدأ في الاسبوع الثالث من حزيران والاول من تموز وهذا يعني اننا في المراحل النهائية من التحضيرات لانطلاق الموسم، ولا يمكننا بالتالي أن ننعى موسما لم يبدأ بعد".
ونبهت السردوك من الارقام والاحصائيات المقارنة التي تصب في الاتجاه الخاطيء في اغلب الاحيان مما يشكل نوعا من الدعاية السلبية للموسم السياحي اللبناني وإن طرح مثل هذه الارقام دون الرجوع الى الوزارة وفي هذا الوقت، بالذات أمر يثير علامات استفهام ويطعن سعي الوزارة والاجراءات التي تقوم بها في الصميم ويشكل محاولة لاجهاض الجهود المتضافرة لانجاح الموسم.
وأشارت الى ان الموسم في حال انطلاقه بشكل جيد سيؤمن فرص عمل كبيرة لعدد كبير من الشباب والخبرات اللبنانية، ذلك انه يعيل تقريبا نحو 40 الف اسرة لبنانية او غير لبنانية تعيش في لبنان.
واوضحت ان حركة الترويج لموسم الاجازات في لبنان قائمة على قدم وساق بالتنسيق مع شركة طيران الشرق الاوسط (الميدل إيست) وشركات عاملة في مجال السفر والسياحة للترويج للموسم الصيفي اللبناني في كل من السعودية والامارات والكويت وقبرص والاردن. مما سيسهم بشكل كبير في جذب السياح من هذه البلدان. لاسيما وان القطاع السياحي اللبناني لم يفقد فعليا ايا من مقوماته التنافسية مع البلدان المجاورة.
وتحرص وزارة السياحة على المشاركة في المعارض السياحية المقامة في برلين وبروكسل ولندن وسواها من الفعاليات السياحية في اوروبا والاميركيتين لعرض ما يقدمه لبنان للسياح بهدف استقطاب المزيد من السائحين الاوروبيين خصوصا وان نسب قدومهم الى لبنان، سجلت تزايدا مستمرا خلال الفترة الماضية، وفي هذا السياق يأتي قرار الرئيس الاميركي جورج بوش بإعادة تسيير خطوط نقل البضائع مباشرة بين لبنان والولايات المتحدة تأكيدا على الثقة الغربية المترسخة في لبنان وفي قدرته على النهوض من الازمة الحالية.
وكشفت السردوك عن خطوات تقوم بها وزارة السياحة بهدف دعم مبادرات القطاع الخاص من خلال تقديم الموافقات السريعة للمشاريع السياحية الى جانب السعي لتأمين اتفاقيات تمويل بقروض ميسرة من المصارف فضلا عن الدعم الفني واللوجستي في سبيل تحقيق النجاح الكامل لهذه المؤسسات التي تضررت بفعل احداث السنتين المنصرمتين ومساعدتها على الوقوف من جديد والتعويض عن جزء من الخسائر التي لحقت بها بفعل انتكاسة موسم الصيف الماضي. وأشارت الى التسهيلات التي تقدمها وزارة السياحة في هذه الفترة لجهة اعطاء التراخيص لتشجيع القطاع الخاص على الولوج بالقطاع السياحي نحو الريادة والعمل.
ولم تخفِ السردوك الصعوبات التي يمر بها لبنان في هذه المرحلة لكنها اكدت انه مر بأصعب منها واستطاع ان يتجاوز هذه الصعوبات والنهوض من جديد بفضل الارادة والعزيمة اللتين يتحلى بهما المواطن اللبناني في حب بلده والمواطن العربي الذي ينتظر بفارغ الصبر انتهاء الازمة الامنية قبل السياسية للحضور الى لبنان.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.